facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سقى الله أيام زمان!


يوسف عبدالله محمود
07-12-2020 11:32 AM

إن الجديدين في طول اختلافهما لا يفسُدان ولكن يفسُدُ الناسُ!

أيام زمان كان لها نكهة خاصة، ليس فيها تكلّف، تسودها البساطة، الثقة بين الناس موجودة لا تعصّب لدين في العلاقات الاجتماعية، كلنا بشر.

ذكرياتي عن أيام زمان حلوة ولذيذة، سأسرد بعضها. "كانت امي -رحمها الله- هي التي تتولى عملية "عجن" الدقيق، ومن ثم يحضر "أجير" الفرن او المخبز لحمل "العجين" وخبزه ومن ثم إعادته خبزاً شهياً نسميه "المفرود" او "بيتي" وهو "كالكرة" شكله.

أما وجبات الطعام فكانت جميعها من الحقل اي لا يدخل في إعدادها المواد غير الطبيعية او المصنعة. أمي كانت تحرص ان تشتري الكوسا البلدية كما كانت تُسمى، وإن ندرت هذه الايام!. "البندورة" كانت بلدية يدل على ذلك مذاقها وكثرة بِزرها! أما اللحم فجميعه كان لحماً بلدياً في الغالب. لم نعرف اللحم الروماني او الاسترالي او النيوزيلندي. كان سعره تقريباً في متناول الجميع! الغِش كان نادراً أيام زمان!
البيض كان "بيض بلدي". لم نكن نعرف بيض المزارع بعد الذي يتم إطعامه صناعياً! الحليب كذلك، لم نعرف أيام زمان حليب "البودرة"!

عرفناه حين جاءت وكالة غوث اللاجئين بعد نكبة فلسطين الاولى 1947-1948. واذكر هنا حين كتب طالباً في الصف الأول الابتدائي انني كنت ارفض شرب الحليب الذي توزعه المدرسة علينا عند الصباح. كنت اسميه "حليب لاجئين" اعتقاداً مني انه لا يليق بي شربه! اعتدت شرب الحليب الطازج!

أمي لم تكن تستخدم في طهي الطعام سوى السمن البلدي! "الكولسترول" لم نكن نعرفه!

في موسم الربيع نشتري زبدة الغنم بكمية وفيرة، ثم تضعها امي في "دِست" أو "قدر" وتشعل النار تحته الى ان تتحول الزبدة الى سمن!

لم نكن أيام زمان نعرف معلبات "الطماطم". أمي وقبل ان يذهب موسم "البندورة" تحضر كمية منها وتجففها على السطح، ومن ثم يتم تخزينها للشتاء!

مُربى التفاح المشمش والزعرور تصنعه أمي وجدّتي. لم نكن نعرف المربى المصنع!

الفواكهة لا نأكلها الا في موسمها. العنب والتين والبرتقال...الخ. اليوم الفواكة يغلب عليها "الهرمونات" كبيرة الحجم وفي كل الفصول، لكنها ليست كفواكه ايام زمان!

المياه كانت تعتمد على الامطار. هناك "بئر" تستخدم مياهها عدة عائلات، عائلتنا من ضمنها. لم نعرف يومها "التلوث". موظف من البلدية يحضر من حين لآخر ويضع في البئر مادة محافظة على جودته ونقائه. اليوم نستخدم المياه المفلترة للشرب! عن "التلوث" حدث ولا حرج اليوم! مناعة الاجسام احسن كثيراً من هذه الايام.

في رمضان كنا نملأ "قلة" الماء او "الشَرْبة" او "البقباقة" كما كنا نسميها في بلدتنا ونضعها الى جانب "قُوار" الريحان ليصبح الماء فيها بارداً! الثلاجات كانت نادرة آنذاك ومكلفة. عرفناها فيما بعد!

في الاربعينات من القرن الماضي كنا ندرس على "لامبة الكاز"! الكهرباء كانت نادرة إلا فيما بعد! سقى الله ايام زمان.

في البداية وفي اربعينات القرن الماضي واوائل الخمسينات كنا وغيرنا ايضاً نستخدم "بابور الكاز" لطهي الطعام. لا نعرف السولار
للتدفئة. الاتدفئة تتم من خلال كانون النار والفحم.

بسيطة حياتنا كانت!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :