facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الصحراء المغربية واقعية الحل ووهم الانفصال


فواز الخلايلة
06-01-2021 04:52 PM

ليس مستغرباً ان يحرص المستعمر وبعد جلاءه، على اصطناع ازمة تستمر لمراحل لاحقه، لضمان انكفاء الدول التي عانت من الاستعمار على ذاتها، واغراقها في حلحله مشاكلها الداخليه، مما يؤدي بالضروره، الى عرقله قدرتها على التقدم والبناء والتنمية.

ففي واحدة من اطول النزاعات في عصرنا الحديث. امتدت لما يقارب خمسة عقود اسس الإستعمار الإسباني لها في الاقاليم الجنوبية للدولة المغربية،محاولاً فصلها من خلال ايجاد حكوم محلي، ترتبط وتتبع للإدارة الإسبانية بعد الجلاء تهدف من خلالها الى:

1 – الضغط على الدولة المغربية، واشغالها لضمان عدم مطالبتها بباقي اراضيها المحتلة، والمتمثلة في سبتة ومليلية والجزر الجعفرية.

2 – تعطيل قدرة الدولة المغربية على المنافسة السياسية والاقتصادية والثقافية . لا سيما ان الإدارة الإسبانية تعي حجم المخزون الإنساني الذي يملكه الشعب المغربي بتنوعه وانسجامه . القادر على التأقلم مع التطورات وإنتاج دولة حداثيه محملة بإرث حضاري ضارب بالجذور، سيكون لها دور ريادي في المنطقة والعالم ينعكس على كافه مناحي الحياة.

ولا نستطيع ان نتناسى في هذا السياق، العقدة التاريخية لدى الجارة الاروبية. انها تتعامل مع دولة وريثة امبروطوريات، وصلت في نفوذها وسيطرتها في يوم من الأيام حتى شبه الجزيرة الإيبيرية.

إلا ان مشروع الإدارة الإسبانية لم يكتب له النجاح، نتيجة المقاومة الشعبية المحتضنة من سلاطين المغرب. وما تبعه من مبادارات سياسية ودبلوماسية سارعت اليها الدولة المغربية في أروقة الامم المتحدة.

لتتوج المساعي الرامية الى استرداد التراب الوطني في 6/تشرين الثاني من عام 1975 بالملحمة الأسطورية المتمثلة بالمسيرة الخضراء. التي اظهرت عبقرية القيادة، وتضحيات وتشبث الانسان المغربي بأرضه حتى التحرير. مما ارغم الإدارة الإسبانية على توقيع إتفاقية مدريد بتاريخ 11/تشرين الثاني من عام 1975 ، لتنتهي مأساة احتلال دامت ما يزيد على تسعين عام.

لعل اكثر المتابعين تشاؤما لمسيرة تحرير الاراضي المغربية، لم يكن يتوقع ان تعلن "البوليساريو" عن جمهورية الوهم والشقاء، في ذات الوقت الذي يحتفل فيه الشعب المغربي بإسترداد اقاليمه الجنوبية من الاستعمار. إلا ان الوقت لم يمض طويلا ليكشف ازمة هذه الجبهة -المنفصلة عن الواقع- والتي تجلت في:

1 – الإفتقاد للمشروعية الشعبية والإرتهان لمشروع خارجي، فهي لا تمثل ساكنة الصحراء المغربية وانما اسست إستجابة لصراعات الحرب البارده بين المعسكرات الايدولوجية.

2 – الوقوع في انحرافات كبيرة ما بين الأطروحة النظرية وواقع التطبيق، ولا أدل على ذلك من تزايد حجم الصراعات الداخلية فيها و الإنشقاقات.

3 – وهمية الأطروحة الإنفصالية، وثبوت عدم قابليتها للحياة، لتتحول قياداتها الى التسول، بهدف جمع الأموال والثراء الشخصي، على حساب معاناة اللاجئين في مخيمات تندوف.

وما "البوليساريو" ايضاً إلا أداة تم توظيفها من الرئيس الراحل بومدين – بما يحمله من إرث نضالي - لإستنساخ تجارب سابقة في المنطقة العربية كان متأثراً ومفتوناً بها كثيراً.

فالمتتبع لقضية الصحراء المغربية ما بعد جلاء الاستعمار. يستطيع ان يتوصل بوضوح ،أن حقيقة الصراع يتمحور في رغبة و طموح القيادة الجزائرية بالسيطرة وتوسيع النفوذ بمنطقة شمال افريقيا. وما يتطلبه ذلك ان يكون لها إطلالة مباشرة على المحيط الاطلسي، تسعى إليها، من خلال محاولة اصطناع كيان ضعيف وتابع في منطقة الصحراء المغربية. يحقق هدفين أساسيين:

الاول: معبراً بحرياً مباشراً، يساهم في تسهيل حركة الصادرات للبضائع والثروات المعدنية، ويقلل كلفة نقلها.

الثاني : حصار الدولة المغربية، وفصلها عن مجالها الحيوي الإفريقي، بما يضمن إضعاف قدرتها على المنافسة الإقتصادية في المنطقة.
إلا أن تغيرا لاحقا طرأ على عقيدة القيادة الجزائرية تجاه قضية الصحراء المغربية. اذ تم توظيفها في إطارتصدير الأزمة، للهروب من الاستحقاقات والإجابة على الاسئلة المطروحة داخلياً ،المتعلقة بالخيار الديمقراطي والثروة والتنمية.

وما يدلل على ذلك. المقترح الذي تقدم به الرئيس الأسبق بوتفليقة بتقسيم الصحراء المغربية بين المغرب و "البوليساريو" والذي رفضه المغرب بشكل قاطع.

لقد أثبت الواقع الذي يجب على الجميع إستيعابه . ان هناك ثابت لدى الدولة المغربية لا يمكن تغييره او المساومة عليه. وهو ان لا حل او تسوية للقضية خارج اطار السيادة الكاملة للمملكة المغربية ، واننا عندما ندعي ان هناك ثابت لا يمكن تغييره، هو ليس قولاً عاماً و مجرداً وإنما يستند الى عاملي قوة اساسيين.

العامل الأول : تماسك الجبهة الوطنية الداخلية للمملكة المغربية، في مواجهة اعداء الوحدة الترابية، ومشاريع التقسيم.

العامل الثاني : القيادة المغربية ومكانتها الاقليمية والدولية بما لها من شرعية تاريخية وقدرة عبقرية في إدارة دفة الصراع على الارض وفي أروقة الدبلوماسية. فقد أثبت الواقع أن الدبلوماسية المغربية مدرسة عريقة، تمتاز بالهدوء وطول النفس استطاعت أن تحقق في كافة محطات الصراع إنتصارات سياسية واضحة وظاهرة للعيان.

بالإضافة إن العالم وفي هذه المرحلة، لم يعد قادراً على تحمل كلفة بقاء حركات مسلحة إنفصالية ومليشاوية . في سياق مواجهه التغيرات السياسية والاقتصادية الجذرية،التي ستؤدي بالضرورة الى بروز تكتلات جديدة. أساسها مصالح الدول وحاجتها الى بناء علاقات دائمة ومستقرة تنعكس ايجابا على شعوبها في مجال التنمية وتحريك عجلة الاقتصاد .

اليوم وفي ظل الإمكانية الواقعية للحل . في إطار المبادرة المغربية المتمثلة الحكم الذاتي، والتي إعترف بها العالم حلاً سياسياً واقعياً قابلاً للتطبيق . تبقى هناك أسئلة مطروحة تحتاج الى إجابة.

هل تعيد "البوليساريو" قراءة الواقع ؟ - اذا كانت تمتلك ناصية قرارها - وبعد ان أصبحت خارج الزمن والتاريخ وتقبل بالحل السياسي المطروح لتضمن مكاناً لها في الجغرافيا ، بإطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية بدل ان تصبح خارج التاريخ والجغرافيا.

والأهم من ذلك وإذا ما استحضرنا محطتين مهمتين في تاريخ العلاقات المغربية الجزائرية. وهما فترة رئاسة الشاذلي بن جديد ومحمد بوضياف. والتي كادت رغبة مساعي التقارب أن تسدل الستار على أزمة قضية الصحراء المغربية بين الشقيقتين.

وكذلك في إطار ما نقل عن الرئيس الراحل بومدين حينما قال (لو كنت اعرف ان المغرب سيصمد في الصحراء لهذه الفترة ما كنت لأغامر في هذه القضية). اليوم وفي ظل صمود المغرب ما يقارب الخمسة عقود في صحرائه.

هل تعيد السلطة بالجزائر تقييم الموقف؟ بعد أن تسبب هذ الصراع في تعطيل مساعي التقارب المغاربي، وعرقلة عجلة التقدم والتنمية،مما أدى الى إرتدادات سلبية على واقع شعوب المنطقة كاملة.

ان التقارب بين الشقيقتين المغرب والجزائر، ليس مصلحة مغاربية في اطار التكامل السياسي والاقتصادي فحسب . بل مصلحة حقيقية ومباشرة ستنعكس ايجابا على منطقة المشرق العربي، لما تتمتع به الشقيقتان من مكانة سياسية دولية واقليمية وأمكانات إقتصادية كبيرة، سيكون لها أثر ملموس على اقتصاد المنطقة العربية بأسره.

فهل تبادر الدول العربية، وانطلاقا من روابط الاخوة والمصلحة المشتركة، بالعمل المكثف على دعم وتبني المبادرة الاخوية التي اطلقها الملك محمد السادس للشقيقة الجزائر للحوار والتشاور، حول كافة الملفات في المنطقة .ام ستبقى متأخرة؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :