facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جدولة العداوات وهموم الداخل!


ماهر ابو طير
21-04-2010 04:20 AM

تتوتر الدنيا ، بعد قرار الجيش الاسرائيلي ترحيل فلسطينيين ، من الضفة الغربية ، وتشن الصحافة الاسرائيلية حملة ضد الاردن ، في بحر الايام الماضية ، لاعتبارات كثيرة.

قصة الترانسفير اثارت سيناريوهات عديدة ، وبعضها دون سند معلوماتي ، وبحد أعلى من الخيال. يأتيك البعض ليقول ان اسرائيل تفكر باحتلال جنوب الاردن ، للوصول الى الجزيرة العربية ، ولا يكشف لك العبقري صاحب المعلومة ، سر المعلومة الحصرية. البعض الاخر يقول لك ان الامر بين الاردن واسرائيل قد يصل حد اشعال حرب عسكرية. فريق ثالث يرى ان الاردن قد يغلق الجسور في وجه الضفة الغربية ، في اي لحظة. فرقة رابعة تقول ان اسرائيل لن ترّحل احدا الى الاردن ، وقد تنقل عشرات الالاف الى غزة فقط ، بحيث تتحول الى "محبس" للشعب الفلسطيني.

هكذا اذن. حقائق وشطحات ، تفاؤل وتشاؤم ، افتاء وتنجيم ، وتختلط قطع الفسيفساء ، لان الكل يدلي بدلوه كما يشاء ، وماهو مؤسف ان يؤدي خبر في صحيفة اسرائيلية الى كل هذه الارتدادات الداخلية ، بشأن التوتر وبث المخاوف ، والتوقعات. بحيث لا نعرف الفرق بين المعلومة ، وغير المعلومة. استراتيجيا القصة بحاجة الى مطبخ وعقل مركزي لوضع اسسس جديدة للتعامل مع المرحلة المقبلة ، بكل تداعياتها ، لاننا نمر بفترة حساسة جدا سياسيا واقتصاديا ووطنيا وشعبيا. سواء رحّلت اسرائيل الالاف الى الاردن او لم ترّحل ، فان ما هو اهم هو ذاك السؤال حول الذي سنفعله في عشر سنين مقبلات ، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، على الصعيد الداخلي ، وعلى صعيد الاقليم.

معنى الكلام ان العربدة الاسرائيلية فرصة مناسبة ، لمراجعة الاستراتيجية التي تخص البلد. لاننا لو ضمنا ان اسرائيل لن تعتدي على الاردن بشكل او اخر ، وهي ضمانة غير متوفرة اساسا ، فلن نضمن تداعيات اخرى. نقع بين العراق وفلسطين ، وفي ظل ظروف صعبة تاريخيا وجغرافيا. هذا الوضع يوجب ان تكون هنا "استراتيجيا" جديدة. استراتيجية جدولة المخاطر ، محليا واقليميا ، قد لا تبدو كافية ، لان المخاطر تطل برأسها على كل المنطقة وعلينا. الجدولة مفيدة ضمن درجات محددة. حين تقرأ فقط سيناريوهات الحرب على سوريا ، لبنان ، غزة ، ترحيل اهل الضفة الغربية ، تداعيات الملف العراقي. وتعود للداخل وتقرأ تفاصيل الملف السياسي والاقتصادي والاجتماعي تعرف ببساطة اليوم ، اننا بحاجة الى خطة جديدة للمرحلة المقبلة ، لان كل المؤشرات تقول ان مبدأ جدولة العداوات والملفات ، في الاقليم ، مبدأ سيسقط ، وستجد كل الاطراف نفسها وجها لوجه مع هذه الكلف.

ما هو اسوأ من المخاطر ، هو بث هذه "الروح السوداء" بين الناس ، من قصة الحرب الى عبقرية من يقول باحتلال جنوب الاردن ، الى اخر هذه القصص. لا قدرة لي على نفي اي قصة. ولا تأكيدها ايضا. المؤكد هنا هو امر واضح. الدنيا ستدخل مرحلة صعبة جدا على صعيد الاقليم. ولن تبقى الامور معلقة ، وُمجمدة ، ومؤجلة. خطة العمل الاردنية محكمة وجيدة ، لكنها تعمل على اساس ان مبدأ الجدولة والتأجيل هو السائد في المنطقة. ما نريده امر واحد فقط. ان نضع في حسابنا ان مبدأ الجدولة قد ينهار فجأة. نريد خطة لكل الاحتمالات. وللاسوأ بشأن المنطقة ، حتى لا تباغتنا الدنيا ، باهتزازات خصرها ، من حيث لا نحتسب ولا ننتظر.

بغير ذلك. دعونا لا نأخذ الناس الى كل هذه المخاوف ، ولا المبالغات بحجمنا من جهة ، ولا تصغير اكتافنا من جهة اخرى.تقديرات المرحلة المقبلة يجب ان يتم حسمها ، وتسييلها الى خطاب موجه الى الناس ، بدلا من هذه الحالة ، التي تتخاطفنا فيها الاحتمالات ، والتوقعات ، وهو تخاطف يؤدي في حده الادنى الى ذعر وجمود اقتصادي ، جراء الخوف ، ما بين من يظن ان حربا ستقع ، وذاك الذي يظن ان معاهدة السلام لن يتم مسها ، وذاك الثالث التائه بين الفريقين. كل هذه التفاصيل تعمل على تفتيت الوحدة المعنوية للناس ، وتجعلهم مشوشين حيارى ، وهذا اقصى امنيات اسرائيل.

بين جدولة العداوات في الاقليم ، وهموم الداخل الاردني ، نريد وقفة اليوم ، عند ما نحن فيه ، وما هو مقبل وآت.

أليس كذلك؟.

mtair@addustour.com.jo

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :