قامت إسرائيل في عام ١٩٤٨ باحتلال ٧٨٪من أرض فلسطين بمساندة بريطانيا وأعلنت قيام دولة إسرائيل واعترفت بها الدول الكبرى تباعا ومنها الولايات المتحده الأمريكية والاتحاد السوفيتي انذاك ودول اوروبيه مما اضفى عليها شرعية دوليه وفي عام ١٩٦٧ اجهزت إسرائيل على بقية أرض فلسطين وبعدها صدر عن الأمم المتحده القرار رقم ٢٤٢ الذي ينص على الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي التي احتلتها في عام ١٩٦٧ وبقي هذا القرار حبرا على ورق دون اية خطوة دولية جادة لانسحاب إسرائيل من الضفة الغربيه وفي عام ١٩٩٤ وقعت منظمة التحرير الفلسطينيه على معاهدة السلام مع إسرائيل والتي تنص على الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧ وإقامة سلام عادل وشامل مقابل اعتراف المنظمة بدولة إسرائيل وقد أعلنت منظمة التحرير اعترافها باسرائيل ولكن الاخيره لم تحقق شرط الانسحاب وإقامة دولة فلسطينية وإزالة المستوطنات في الضفة الغربية وبقيت القضية معلقه وتقدمت السعوديه في عام ٢٠٠٢ بمبادرة السلام العربيه التي تنص على الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربيه مقابل الاعتراف باسرائيل والتطبيع معها.

الا ان هذه المبادرة لم تلق اية استجابة من إسرائيل بل تمادت الأخيرة في إقامة مستوطنات اضافية في الضفة الغربه وأعلنت القدس عاصمة أبدية لاسرائيل.

مضى على معاهدة السلام سبعة وعشرون عاما ولم تتقدم مفاوضات السلام خطوة واحدة إلى الأمام لا بل تمادت إسرائيل في امعانها باستمرار الاحتلال وبناء المستوطنات بدعم أمريكي وخاصة في السنوات الاربع الماضية عندما أعلنت أمريكا نقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

اذن أصبح الحديث عن حل الدولتين هو وهم ينادي به العرب ومنظمة التحرير الذين لا يملكون في الوقت الحالي اية أدوات سياسية للضغط على إسرائيل بهذا الاتجاه بل ان بعض الدول العربيه تسابقت إلى التطبيع مع العدو الاسرائيلي والحبل سيمتد اكثر واكثر مما يؤكد انه ليس هناك نية جادة لدى الدول الكبرى وخاصة أمريكا لفرض هذا الحل.

لا يمكن لإسرائيل ان تقبل طواعية بدولة فلسطينية مستقلة على حدودها وفقا لمنظورها الاستراتيجي المبني على نظرية الأمن الاسرائيلي الشامل ولن تحقق هذا الحلم الفلسطيني طالما بقيت موازين القوى على هذا النحو وسيبقى الوضع الراهن مسيطرا على المشهد السياسي ان لم يتعدى ذلك إلى ما هو أسوأ منه.

هذا العدو لن يحسب حسابا لعالم عربي مفكك تتنازعه الخلافات والمصالح الفردية والرؤي المختلفة وتفرق الكلمة والتشرذم الا اذا أصبح عالما واحدا في سياسته واقتصاده وارادته وامتلك أدوات القوة المستقلة بعيدا عن التبعية والانحيازات المشتته.