facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حكمة الملك وحنكة الحسن وقلب حمزة


عامر طهبوب
06-04-2021 12:54 PM

قرار صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بتولية صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال ملف الأزمة الراحلة في ظل الأسرة الهاشمية الكريمة، هو رأس الحكمة، ويؤكد من ناحية على حكمة سيد البلاد ونظرته الثاقبة وسعة أفقه، كما يؤكد من جديد على أمانة ورفعة أخلاق العائلة المالكة وحرصها على تماسك العرش والوطن.

كنت أحدث نفسي وأسائلها منذ وقعت الأزمة: أين الحسن، وتمنيت أن يستعين جلالة الملك بالأمير الحسن، ويستأنس برأيه وحكمته، فسمو "أبو الراشد" مرجعية لها شأن عظيم في العائلة المالكة، وفي الأردن والعالم، ليس كسياسي مخضرم فقط، وإنما كمفكر وفيلسوف قدير محنك، وكهاشمي أردني أصيل وغيور على العرش والأرض والأمة .

ولم أملك أن أمنع نفسي اليوم وقد تنفست الصعداء، من المقاربة والتأمل في مكانة هذا الحكيم في تاريخ الدولة الأردنية، وخصوصية أن يعهد إليه بملف بهذه الحساسية والأهمية، فالأمير المبجل هو الأول في العالم أجمع في منصب "ولي عهد سابق"، فقد قضى الحسن نحو ٣٤ عاماً من عمره المديد ولياً للعهد منذ عهد إليه الحسين رحمه الله بولاية العهد في إبريل عام ١٩٦٥، كما تولى منصب نائب الملك في كل مرة كان الملك الراحل يغادر البلاد، مخلصاً وفياً خدم الوطن بإخلاص وأمانة، وظل على الدوام "قرة عين" الحسين ، إلى أن ارتأى الملك الراحل في ٢٥ يناير ١٩٩٩ تنحيته عن المنصب، واختار أكبر أبنائه ليكون ولي عهده، فكان الحسن أطال الله عمره خير سند لابن أخيه، وأصبح صاحب السمو الملكي آنذاك الأمير حمزة ولياً لولي العهد، وبعد سنوات من تولي جلالة الملك عبد الله الثاني الحكم، ارتأى أن يعفي أخيه من المنصب، واختار كما يعلم الجميع ولده صاحب السمو الملكي الأمير الحسين لولاية عهده، وذلك شأن أسري يخص العائلة المالكة بما تراه خير ، وبتوافق ليس لأحد الحق التدخل فيه، ولذلك كما قلت، فإن الحوار الذي جرى بين الحسن وحمزة - مع حفظ ألقابهم ومقاماتهم - هو حوار بين ولي عهد سابق، وولي عهد سابق، وقف فيه الحسن بين أبناء أخيه - حفظهم جميعاً - للتوفيق وإعادة الوفاق، وللحفاظ على السمعة الطيبة للعائلة المالكة، وعلى تماسكها، وسلامة العرش الهاشمي المهيب الذي هو مظلة كل الأردنيين من مختلف المنابت والأصول، ففوتت العائلة بحكمة كبارها الفرصة على طامع أو مغرض أو متآمر أو جاهل .

كنت على يقين بحكمة جلالة الملك، وحنكة الحسن، وقلب حمزة النابض بالحب، أن هذه السحابة إلى زوال، وقد قلت قبل أيام أنها عابرة، وقد عبرت بما تمتلك هذه العائلة من رجاحة العقل، ومن الأخلاق، ومن الحرص على وحدة الصف والكلمة، وحب هذا الوطن، ما يجعل من القلوب تطمئن إلى المستقبل، لمواصلة المسيرة بثبات وقوة في مئوية ثانية لتنتصر الإرادة على كل التحديات التي تواجه وطن ألِفَ مواجهة التحديات والانتصار عليها.

شكراً لله بحجم سماواته ورحمته التي اتسعت كل شيء، وأقول وبلا شك أو تردد، إن الطريقة التي اتبعتها غير وسيلة إعلامية عربية وأجنبية، تدل، - على الأقل بالنسبة لي كخبير في الشأن - أن هذه الوسائل كانت وما زالت تتصيد للأردن، فكانت الأزمة طعماً غير مقصود للتعرف على "سنانير" مختلفة الأحجام والأشكال، - بعضها أردنية للأسف - حاولت الصيد، لكن مياه الأردن كانت أبعد من خيوطهم وأعمق، ونسوره كانت تحلق في السماء يقظة متأهبة، وكان الله مع الأردن خير حافظ لسلامته .

مرة أخرى من بعد شكر الله عز وجل الذي بفضله تتم الصالحات، شكراً لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وصاحب السمو الأمير الحسن، الحكيم والعم والأب، وصاحب السمو المحبوب حمزة بن الحسين، والسادة الأمراء، وشكراً للشعب الأردني المرابط الوفي، الشعب الفنان، ولكل محب صادق وفيّ للملك والعرش والدستور والوطن وأمن الدولة برمتها، قائداً وعائلة أردنية واحدة موحدة منيعة وأبية وعصية .

وأخيراً أقول: سعى البعض لاستغلال الحدث لتجييش الجماهير الأردنية بهدف دفعها إلى الفوضى، وقد بثوا من الشائعات والافتراءات والأكاذيب ما يندى لها الجبين، لكن الشعب الجميل أثبت مرة أخرى بعد مراراً، أنه وفيّ لعهده، أمين على وطنه، وعلى سلامة العرش ووحدة الصف والمصير، ومنعة الوطن وأمنه، وأجد من الأبلغ أن أقول العبارة باللغة الإنجليزية دون ترجمتها، إذ يستأهل الشعب الأردني وصفه:

One for all, All for one

وحفظ الله الأردن





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :