facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إصابات ووفيات الكورونا .. تقلبات وتساؤلات


د.سهيل الصويص
18-04-2021 03:32 PM

تساؤلات محيرة تجول في خاطر من يطالع أرقام الإصابات والوفيات اليومية من الكورونا في المملكة فكلما ظهرت سحابة أمل عابرة تتسابق الغيوم لتغمرها فيعود الاردني لصومعة القلق والترقب مجدداً.

1596 إصابـة يوم 17 نيسان خبر سار بالتأكيد لكننا نكتشف سريعاً بأن عدد الوفيات بلغ 61 وفاة أي أكثر بوفاة من اليوم السابق حينما كانت الإصابات 2732. لقد تعودنا على نسبة الوفيات هذه في الماضي لكن عندما كان تعداد الإصابات أربعة وخمسة أضعاف أرقام الأمس ففي 14 اّذار سجلت 61 وفاة لكن عدد الإصابات كان 8053 وقبلها بأيام في 10 اّذار فقدنا 60 شخصاً لكن عدد الإصابات كان 6649 إصابة وليس 1596.

كذلك فرقم 1596 إصابة ليس بالجديد علينا ففي 12 شباط تم تسجيل 1579 إصابة لكن مع 12 وفاة فقط ونسبة فحوص إيجابية 6.44% وفي 6 يناير كانت الإصابات 1553 والوفيات 15 والفحوص الإيجابية 5.25% وفي 30 ديسمبر سجلت 1674 إصابة و 14 وفاة فقط وفحوص إيجابية 6.46% وليس 14.02% كما في أرقام 17 نيسان الصادمة فأين الخلل أين اللغز يا سادة؟

عدد الإصابات في النصف الأول من نيسان كان 67561 حالة بمتوسط 4504 حالة يومياً مع عدد وفيات وصل لـ 1191 وفاة بمتوسط 79 وفاة يومياً بينما في المنتصف الأول من اّذار تم تسجيل أعداد أضخم من الإصابات بلغت 95380 إصابة أي بمعدل 6358 حالة يومية لكن مجموع الوفيات لم يتجاوز 727 وفاة بمتوسط يومي 48 وفاة فما الذي يجري وهل من يستطيع تنويرنا بتفسير علمي مبسط فنحن لا ننقل سوى معطيات وزارة الصحة ولا نتحامل عليها أو نختلق الأرقام؟

النقطة المهمة التي يتوجب التوقف عندها تتمثل بضرورة أن يعرف المواطن البسيط بأن ما يجري من نشر أرقام سحرية عن تخفيض أعداد الإصابات ليس على الإطلاق انخفاض وتحسن في المنحنى الوبائي كما يرغب البعض بتسويقه أمام وسائل الإعلام بل هو حصيلة انخفاض عدد الفحوص التشخيصية المعلنة.

عدد الفحوص هو الذي يحدد عدد الإصابات وقد انخفضت أعداد الفحوص بيوم واحد ما بين 16-17 نيسان إلى النصف ( من 22013 إلى 11385 فحص ) بل وإلى أقل من ربع ما كانت عليه في 1 و 6 نيسان (48253 و 44086 فحص ) فهل هذا الانخفاض الرهيب بعدد الفحوص خلال أيام مجرد صدفة لكن في النهاية ها هي الوفيات بقيت فادحة ومؤلمة ولا تتوافق مع عدد الإصابات القليلة وذلك يعتبر علمياً أكثر حرجاً مما لو بقيت الإصابات عالية فما من أردني لن ينشرح صدره إذا تحسنت أعداد الإصابات لكن ومعها الوفيات فكيف يمكن تفسير انخفاضها بين 4-17 نيسان من 6032 إلى 1596 إصابة بينما الوفيات لم تقل سوى من 71 إلى 61 وفاة ؟

لكن الإصابات والوفيات جزء من منظومة متكاملة يقف في مقدمتها أهم مؤشر للوضع الوبائي ألا وهو معدل الفحوص الإيجابية الذي ارتفع خلال مدة اليومين هذه من 12.41% إلى 14.02% بينما المتوسط لم يتجاوز 5.15% في النصف الأول من يناير و 6.09% في النصف الأول من شباط فهل يمكننا بعد ذلك أن ندعي بأن الوضع قد غدا مبشراً ؟

لنتجاوز موضوع الإصابات المثير للجدل ونركز على عدد الوفيات التي لا تحصل عادة لدى مرضى تم تشخيص الإصابة لديهم بفحص روتيني دون أعراض بل أن الذين يدفعون الثمن هم بشكل حصري مرضى المستشفيات وأقسام الإنعاش وبوجه الخصوص من تم وضعهم تحت رحمة أجهزة التنفس الاصطناعي .

ما بين 1-17 نيسان انخفضت أعداد الدخول للمستشفيات بنسبة النصف ( من 424 إلى 222 مريض يومياً ) ، وانحفض عدد المرضى الذين يتلقون العلاج في المستشفيات في الفترة ذاتها بنسبة الثلث ( من 3364 إلى 2274 مريض ) ، وحتى نسبة أسرة الإنعاش المشغولة انخفضت قرابة الربع بين 2-17 نيسان (من 66% ألى 52% ) ، والرقم الذي لا يتطابق مطلقاً مع النسبة المرتفعة من الوفيات هو أن نسبة إشغال أسرة أجهزة التنفس الاصطناعي قد شهدت انخفاضاً كبيراً من 41.6% في 3 نيسان إلى 32% في 17 نيسان فمن أين هذه الأعداد الفادحة من الوفيات أخبرونا بربكم فقد غدونا نرتجف مما يخبئه لنا الغد ؟

الجواب ليس بالمعقد لكنه يتطلب نظرة واقعية من المشرفين الكثرة على ملف الوباء : نحن يا سادة لا نملك طاقماً طبياً وتمريضياً كاف لا في أقسام الإنعاش ولا العلاج وهذا الطاقم الشحيح مرهق يا سادة هل تسمعون والإنسان لديه قدرات فهل نحملهم وحدهم المسؤولية في المستشفيات الخاصة كما في مستشفيات القطاع العام وهل من المستغرب أن تزداد أعداد الوفيات ؟

الحلم بتطعيم نصف الأردنيين بل وربعهم قبل نهاية العام يتبدد يوماً بعد يوم أفلا تستحق حياة الأردنيين إذن أن نجابه التحدي بشجاعة ونبحث عن حلول خارج نطاق دائرتنا المغلقة وسياسة الغرور العمياء التي أوصلتنا لهذه المرحلة فنحن بحاجة لممرضين ومخططين وكفانا فقدان أعزاء وأقرباء غدوا في الأيام الأخيرة بأعمار الثلاثين والأربعين ولنعترف بأننا لا نملك ولم نملك يوماً خطة لمجابهة المرض ولا مخططون أثمرت جهودهم ولو نوارة صغيرة والأرقام التي تزودنا بها الوزارة خير دليل .

إلى متى سننتظر والموجة الثالثة قد تكون خلف الأبواب لنصحو وإذا بنا راقدين في قسم إنعاش وبعد أيام مكفننين وهل عملية انخفاض أو تخفيض أرقام عدد الإصابات المعلنة هي التي ستكون طوق النجاة لأرواحنا كما يتم الترويج له وبكثافة دون أن يرافقها تقليص لمعدل الوفيات والفحوص الإيجابية؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :