facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رعاة للبقر ام رعاة للبشر


عبداللطيف الرشدان
03-06-2021 10:04 AM

يحرص راعي البقر على أن يسوق القطيع إلى المرعى برفق وروية مستخدما صوتا مرخما وعلى ان يسير القطيع في مسار آمن بعيدا عن العثرات وطريق السيارات ما وجد إلى ذلك سبيلا. حتى إذا وصل المرعى اختار اغناه بالعشب والقش والكلأ وأعطى بقره حرية الانتقال في المرعى بما يجعله يحصل على غذائه الكامل ويطفىء لظى الجوع واذا شعر ان البقر اخذ منه العطش بحث له عن الماء واورده إليها حتى ترتوي ثم يعود إلى حظيرته ويأخذ منه الحليب الذي يدر عليه المال ويشعر بالرضا والقناعة من انه أدى واجبه تجاه البقر واخذ منه ما يستحق واذا ما مرض البقر حرص على احضار الطبيب البيطري لتشخيص حالته وعلاجه وبعدها يطمئن ان البقر سليم معافى وان غذاءه ودواءه وبيئته المعيشية صالحة وقائمه.

ذاك راعي البقر الذي أمتلك خبرة التعامل مع رعيته فعرف الطريق وسلكها ومهد لعيش كريم وتحلى بالصبر والرفق وحسن التغذية والايواء والمعاملة حتى حصل على الإنتاج المأمول.

وأما راعي البشر ففي كثير من الأحوال لا يمتلك علما ولا خبرة ولا أخلاقا لكيفية التعامل مع زبائنه من البشر وبدلا من يمهد الطريق ويسويها ويختزل الصعوبات لا ستقبال البشر وسياستهم وإنجاز طلباتهم تراه يتخبط في الجهل وقلة المعرفة والتكبر والتجبر واختيار اسلوب الجفاء والخشونة لينهر الناس ويفضهم من حوله.

وتراه يسوس البشر بالاساليب الوحشية وعدم المصداقية والتنفير وتكرار المواعيد واخفاء الحقيقة والزجر والإهمال وكأنه كابوس يحل على الأبرياء ويقض مضاجعهم ويحبط املهم فيعودوا خائبين.

يتكرر هذا المشهد في الإعلام والدوائر والمؤسسات الحكومية فمن فضاضة القول ونكران الحق إلى الكذب والتدليس والخداع والمراوغة والتسويف والتاجيل والجهالة وضيق الخلق إلى العنترية وسوء القول والثرثرة والتكاسل والتباطؤ والشماتة حتى اضحينا نأمل برعاة البقر اكثر مما نأمله برعاة البشر.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :