facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كلام في المحظور .. حول الفتنة الجديدة التي تكاد ان تندلع


اللواء المتقاعد مروان العمد
06-06-2021 12:34 PM

سوف استكمل حديثي في المحظور من الحديث . وسيكون حديثي اليوم في المنطقة الحمراء والشديدة الخطورة ، وعما يجري على الساحة الاردنية وعمليات الشحن واثارة الفتنة بين ابناء الشعب الواحد .

وما خوضي في هذا الموضوع الا لخوفي على الاردن وعلى الاردنيين جميعهم ، وحتى لا يتحول الاردنيون لمجموعات هائمة في جميع انحاء الارض تبحت عن امن ولقمة عيش في سبيل كلمة حق يراد بها باطل . وحتى اوفي الموضوع حقه فلا بد لي من ان اعرج على ما حصل تحت قبة البرلمان وما اثاره النائب اسامة العجرمي . وما تبع ذلك من احداث وما يتوقع ان تتطور اليه الامور خلال الايام القادمة .

لكن قبل الحديث عن هذا الموضوع اريد ان أؤكد اعتزازي واحترامي لجميع العشائر الاردنية ومنها عشيرة النائب المذكور . وان العشائر الاردنية هي من اعمدة الأردن والنظام . وانها كانت موجودة قبل اعلان ولادة الدولة الاردنية الحديثة ، وانها واكبت المؤية الاولى من عمرها وهي في مكانتها ومنزلتها التي تستحقها .

الا انه وفي معرض حديث النائب المذكور ازاء الاحداث التي جرت في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة ، و حديثه عن زحف العشائر الاردنية الى مدينة عمان حسبما اعلنت عنه الجهات المنظمة لهذا الزحف ، وعن انقطاع التيار الكهربائي الذي حصل في ذلك اليوم ، قال ان العشائر الاردنية سوف تحرر عمان من العملاء . وان المتقاعدين العسكريين سوف يلبسون الفوتيك ويأتون الى عمان لتحريرها من العملاء . وان انقطاع التيار الكهربائي قام به العملاء لتعطيل مسيرة العشائر . بالرغم من ان المسيرة كانت قد انطلقت من امام المسجد الحسيني في وسط البلد باتجاه ساحة النخيل وهي ترفع شعارات تجاوزت كل السقوف والحدود ولم يعترضها احد . وقوله ان رجال الامن خالفوا الاف السيارات التي كانت ترفع العلم الفلسطيني ، هذا العلم الذي يوزع ويباع في مختلف الشوارع الاردنية ، وتم رفعه في جميع الفعاليات التي اقيمت ، في الوقت الذي غاب فيه العلم الاردني عن الكثير منها ،

وما اثارته هذه الكلمات من ضجة داخل المجلس واحالته على اثرها الى لجنة قانونية خاصة بخصوص العبارة التي قيل انه قالها في نهاية حديثه ، واعتبرت تجريحاً وسباً وقدحاً بحق مجلس النواب ورفضه الاعتذار عنها . وما تبع ذلك في اليوم التالي من اصدار المجلس قراراً بالاكثرية العددية بتجميد عضويته بالمجلس لمدة سنة واحدة مع وقف مخصصاته خلالها .

علماً وللحقيقة فأن قاعة المجلس كانت قد شهدت سابقاً اقولاً وأحداثًا بين النواب اكثر من ذلك بكثير . ولكن الفرق ان هذه الاحداث كانت تدور بين عدد محدود من النواب وتنتهي بالتدخلات والصلح والاعتذار . اما في هذه الحالة فقد كان الحديث موجهة للمجلس باكمله ورفض الاعتذار عنه . ولكني ورغم ذلك غير معني بهذه الكلمة وفيما اذا كانت قد قيلت او لم تقال . وكم كنت اتمنى لو ان رآسة المجلس اكتفت بشطب العبارات والكلمات التي رأت انها غير مناسبة من محضر الجلسة .

ولكني ارى ان المهم والخطير هو استخدام النائب لعبارة تحرير عمان من العملاء وقوله ان المتقاعدين العسكريين سوف يدخلونها ليحرروها من العملاء . فكيف سيتم تحرير عمان من العملاء ؟ ومن هم العملاء الذين سيتم تحرير عمان منهم ؟ ومن يملك امكانية تصنيفهم ؟ . اليس هذا تقسيم الاردنيين الى ابناء عشائر وعملاء ؟ وان ابناء العشائر سوف يحررونها منهم ؟ اليست هذه الكلمات دعوة لتحويل ساحات عمان الى حمام دم ما بين العشائر الاردنية وابنائهم من منتسبي هذه الاجهزة بحيث يقف احدهم في مواجة الآخر ؟

لو انه تحدث عن الفساد والفاسدين وطالب بتخليص الاردن منهم لكان قوله يتجاوب مع مطلب غالبية الشعب الاردني وربما كلهم باستثناء الفاسدين . ولكن ان يقول عملاء فهذا امر غير مقبول لأن الاردنيين من مختلف الاصول والمنابت ، ومن ابناء العشائر والقرى والحضر ليس بينهم عملاء . حتى الفاسدين هم ليسوا عملاء . وخاصة انه استعمل هذه العبارة في معرض حديثه عن الاحداث التي جرت في الضفة الغربية وقطاع غزة مما يعني ان من يقصدهم هم عملاء للصهاينة ، وهذه تهمة موجهة لكل الشعب الاردني وخاصة انه لم يحدد من يقصد بها ولم يقدم ادلته على ذلك ، وهذا امر مرفوض

ثم كانت تلك التجمعات التي عقدت لمناصرة النائب المذكور والتي تجاوزت الهتافات بها كل السقوف ، وجرى التهديد فيها بحرق عمان على رؤوس من فيها . ثم كانت تلك بيوت الشعر التي اقيمت ، ودعوة ابناء العشائر الاردنية للتجمع فيها واعلانهم مساندتهم له . وحضور بعض المجموعات من الناس وهي وان كانت في اغلبها عشائرية ولكنها من المؤكد انها لا تمثل كل العشائر الاردنية الطيبة ، بل تمثل اشخاصاً حراكيين من ابناء هذه العشائر تحمل افكاراً ومواقف مسبقة خاصة بها و اهداءه المصاحف والسيوف ومبايعتهم له زعيماً وقائدا .

وبدلاً من ان يسعى النائب لتهدئة انصاره فقد زادهم اشتعالا بكلماته وتهديداته وحركاته وهو يحمل السيف ويلوح به و يتمنطق بمسدسه ، وانصاره يطلقون وابلاً من الرصاص من اسلحتهم الرشاشة . ومن خلال رفضه جميع محاولات التهدئة وايجاد مخرج لهذه الازمة ، بل اعلن عن تجمعات حاشدة لابناء العشائر الاردنية في مضاربه التي اقامها في دائرته الانتخابية ، والتي بدت وكانها اعلان حرب على النظام والجيش والاجهزة الامنية والاردنيين من غير ابناء العشائر .

وكما انه ليس مقبولاً ونحن في القرن الحادي والعشرين ان نعود ونتحدث باسم العشائر وان ننكر دور الآخرين . ثم ان ما يعانيه ابناء عشائرنا الاردنية من تهميش وبطالة وفقر ومعاناة من الفساد يعانيه غالبية الشعب الاردني . وان ما حصل في مجلس النواب لم يكن موجهاً ضد العشائر ؟ واعضاء مجلس النواب الباقين هم ابناء عشائر وممثليها .

ثم كان قيام رجال الاجهزة الامنية بهدم الخيم التي اقامها انصار النائب كما قالوا ، او الطلب منهم هدمها حسب ما ذكرت تلك الاجهزة . وما تبع ذلك من اشتباكات واغلاق للطرقات ومهاجمة ممتلكات المواطنين الاردنيين وسياراتهم وحرق مزروعاتهم من قبل انصاره ، وقيام الاجهزة الامنية بتفريق تجمعاتهم .

وفي وقت لاحق كنب النائب استقالته من مجلس النواب وارسلها عن طريق نائب آخر صديق له لرئيس المجلس وانه لا رجوع عنها . الا ان حملة التصعيد والتحشيد لم تتوقف . واستمرت الفيديوهات والخطابات التي تؤجج مشاعر ابناء العشائر للمشاركة في التجمع المزمع اقامته يوم الاحد الموافق ٦ / ٦ / ٢٠٢١ . فمن الفيديو الذي بدئه بتلاوة لسورة الكافرون ( ومعنى ذلك انه استبدل وصف العملاء لمعظم الشعب الاردني بتكفيرهم ) ، الى الفيديو الذي يتعهد به ان يكون سيف الله المسلول ، الى فيديو بندقية الثورة العربية الكبرى التي سمحت العشائر الاردنية للشريف حسين باستخدامها لاطلاق رصاصة الثورة ، والى الجموع التي تؤم مضاربة مقدمة له البيعة وتعهده لها ان يحرر الاردن من كل العملاء . مختصرا الاردن بعشائره ومختصراً العشائر بعشيرته ومختصراً عشيرته بنفسه الى حد تهديد من يعارض مواقفه وتحركاته من ابناءها بالويل والثبور والاصرار على استخدام كلمة عملاء ، الى ان اصبح الوضع على فوهة بركان على وشك الانفجار . ، بالاضافة الى ما يمكن ان تسببه مثل هذه التجمعات من عودة انتشار وباء كورونا وبشكل خطير .

والغريب في الامر هو غياب العقلاء واصحاب الشأن والحل والربط والرأي السديد ، وكأني بهم ينتظرون ما سوف تسفر عنه الاحداث في الايام القادمة لكي يحددوا مواقفهم وحسب نتائجها ولصالحهم . ولذلك لا تجد من يتحدث على وسائل التواصل الاجتماعي ناصحاً وداعياً للهدوء . ولا تجد الا بعض من يناصر ويجاهر بالتحريض . اما الغالبية العظمى فقد التزمت الصمت ، مع ان ابسط حادث كان يشعل المواقع نقاشاً وتحليلاً . وان عزا البعض ذلك انهم لا يريدون صب الزيت على النار . ، ولكني اقول لهم لماذا لم تلقوا بعض المياه على هذه النار كي يتم اطفائها ؟

ان ما يجري هو مؤامرة ومغامرة ومخاطرة بامن واستقرار الاردن ، بل هي محاولة توريطه في حالة من النزاع والاقتتال الداخلي ، والتي سعى الكثيرون الى ايقاع الاردن في اتونها خلال الربيع العربي . فهل تدكون ما انتم فاعلون ؟ وهل تدركون الى اي مصير تقودون الاردن .

في وقت سابق يعود للثمانينات القرن الماضي تجمع حزبيين و عشائريين للاحتجاج على الاوضاع الاقتصادية في الاردن ، وقال البعض سوف نهجم على عمان ونقوم بحرقها . فرد عليهم حزبي وعشائري بقوله ان اليد التي سوف تمتد لتحرق عمان سوف نقطعها . فهل سنعود لنردد هذا الشعار بعد كل هذه السنين ؟ ام سنتركها تحترق ثم نبكي عليها ؟ ام هل سوف تمتد يداً لتقطع اليد التي تريد ان تحرق عمان ؟ ثم اين دور عشائر الاردن ورجالاتها وزعمائها الحقيقين من ذلك ؟

ام ان وراء الاكمة ما ورائها ، وانها هي الفتنة التي اعتقدنا انها وئدت تعود لتطل بوجهها عينا بشكل جديد ؟

حمى الله الاردن وحمى شعبه بمختلف مكوناته وحمى نظامه من كل عابث او جاهل او حاقد .

* ملاحظة : تمت كتابة هذه المقالة قبل احداث ليلة الاحد المؤسفة





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :