facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قضية الفتنة .. حِكمة مَلِك تُطفي العَبث بالوطن وأهله!!


أ.د. خلف الطاهات
18-06-2021 07:43 PM

في الأزمات التي تضرب الدول، وخاصة تلك الفتن التي تصيب نسيج المجتمع بخُبث ومَكر، فإن الدولة القوية هي التي بحكمة قيادتها وأجهزتها الأمنية تعمل كل جهدها لضمان أمن واستقرار الدولة من عبث العابثين، بعيدا عن الإنسياق العاطفي الذي اعتدنا عليه في بعض الأزمات والتي خَلقت من بعض الناس أبطالا من كرتون فقط لأنهم تاجروا وباعوا بأحلام الناس ورقصوا على أوجاعهم وأجادوا تمثيل الأدوار بكل حرفية ودقة متناهية!!

تُذكرني هذه الكلمات أعلاه بما حصل أوآخر 2017 في الجارة الجنوبية "السعودية" والتي تعرضت لهزة داخلية كادت ان تعصف بأمنها واستقرارها، فتصرفت الدولة هناك بما يجب ان تتصرفه بقوة وحكمة ودهاء لحماية جبهتها الداخلية، حتى لو كان العابث اقرب الناس لمؤسسة الحكم من شقيق الملك او ولي عهد سابق او أبناء ملك سابق او كبار الأمراء في المناطق والمؤسسات، فلا أحد أهم من الدولة، ولا فرد أياً كان قربه او بعده عن العرش أقوى من الدولة وهيبتها واستقرار أمنها الوطني. فما حصل هناك كان درسا غير مسبوق في السياسة وفرض هيبة الدولة وضمان أمنها، فعادت الجارة أكثر قوة وتماسكا وهيبة من ذي قبل!!

منطقة الشرق الأوسط عاشت منعطفات خطيرة خلال السنوات العشرة الأخيرة، إنهارت دولاً كانت تحكم شعوبها بالنار والحديد، وسقطت أنظمة في لمح البصر كنا نظنها قوية و راسخة، ونَمَت هوّيات فرعية أقوى من هوية الدولة، تغذيها الطائفه والعرق والدين، و راهن خصوم الأردن ان هذه البلد لن تصمد طويلا شأنها شأن بقية دول المنطقة التي تعيش الويلات والخراب والدمار، فدخلوا اليها من فصل "الوحدة الوطنية" فأغلقها الأردنيون بوعيهم وحرصهم ونسبهم الاجتماعي والعائلي، وامتطوا صهوة ما يسمى الربيع العربي لعلهم يجدوا في أوجاع الأردنيين وفقرهم وعوزهم وحالتهم الاقتصادية السيئة منفذا لهم، فما وجدوا من الأردنيين إلا ان كانوا أكثر إيمانا بأٌردنهم والتفاهم حول قيادتهم الهاشمية وتمسكا بثوابتهم، وظنوا ان العشائرية الخاصرة الرخوة لهذا الوطن والثغر الذي يؤتى منه!!

ليتفاجئوا أن الاردنيين بقبائلهم وعشائرهم من مختلف منابتهم يدخلون المئوية الثانية من عمر الدولة بتجديد العهد للهاشمين والولاء للملك!!

وبالعودة قليلا الى قضية النائب المفصول اسامة العجارمة وقضية "الفتنة"، فهما ليستا خارج هذه الاستهدافات اللتين كادتا تقود الأردن الى متاهات مؤلمة وبائسة و كدنا ان ندفع ثمنها قاسيا من أمننا واستقرارنا لولا حكمة المعالجة والحرص على سلامة الأردنيين واستقرارهم المجتمعي. صحيح اغلبنا تعرض لغُبن بداية ازمة النائب المفصول حينما تعاطفنا معه على انه لسان حال وجعنا وانعكاس لواقعنا المؤلم والفارس المنتظر ليحارب بسيف الحق فساد مجتمعنا وامراضه السياسية والاجتماعية، لدرجة ان منصات التواصل الاجتماعي عجت باسمه وصوته وخطاباته وحركاته وشيلاته الطربية، فتصّدر اهتماماتنا، وكنا نظن انه المُخَلِّص لاوجاعنا والمخفف لألامنا، لا بل في حينه انقسم المجتمع في عملية فرز في المواقف ووصف من يتفق معه بالرأي والموقف على انهم "احرار" ومن يخالفونه الموقف انهم عبيد وسحيجة، وكل ذلك حدث في موجات عاطفية صنعت من هؤلاء منصات التواصل الاجتماعي ابطالا من كرتون يحملون سيوفا من خشب، كل ذلك مر من احداث ومواقف قبل ان نطلع بعد ايام على حقيقة فارسنا بانه يريد ان يقتل الملك ويحرر عمان ويريد للاردن دولة قبيلة لا دولة قانون مقرها خيمة في ناعور!!

كذلك الامر بالنسبة لقضية " الفتنة"؛ فالناس في بدايتها وعند الإعلان عن بعضا من وقائعها وقبل الإطلاع على الوثائق الكاملة والأدلة المتداولة من النيابة العامة واعترافات أحد كبار المتورطين عبر الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، كانوا يعتبرون التطرق لأسماء المتورطين فيها بسلبية هي أقرب ما تكون لشكل من اشكال "الكفر" والاستفزاز، رغم ان تفاصيلها واعترافات باسم عوض الله على بقية الأسماء ومنهم الأمير حمزة تصنف في مثل هكذا قضايا "خيانة عظمى"، لدرجة انه في بداية الأزمة ومن شدة حبنا وعشقنا لأفراد الأسرة الهاشمية جعلنا نعمي ابصارنا وبصيرتنا عن تصديق مثل هكذا أحداث وهكذا شبهات في علاقات تربط أمير طامح بشريف خائن بمستشار غير مؤتمن على الأردن وأهله وأمنه واستقراره!!

وفي حالة النائب المفصول إحتاج الأردنيون عدة أيام فقط ليصحوا على حقيقة الباطل الذي كان يروجه، وانكشفت أوهامه ولم تعد تنطلي على عاقل او صبي ما يتفوهه من باطل، وبعد ان صعد كما الصاروخ، سقط باسرع مما صعد الى الارض، وانكشف شعبيا ومجتمعيا، وبعد ان كان البعض يرونه الدواء لأمراضهم فاذا به الداء الذي باتوا يخشون ان يصيبهم بأعراضه..فانفضوا من حوله..وتركوه يواجه القانون واجراءات دولة المؤسسات في التجميد و الفصل والمحاكمه القضائية.. ذات الأمر ليس بعيداً كثيرا عن قضية الفتنة، وبرغم من تحفظي على المعالجة الإعلامية لبدايتها والتي جعلت الأردنيين في حيرة مما يجري، واعطت في ذات الوقت لجهات إعلامية وأطراف خارجية التلاعب بالحقائق حول الفتنة مما زاد من حدة الصدمة الداخلية وعدم استيعاب ربط الأمير بالمستشار غير الأمين عوض الله، إلا ان طبيعة الإجراءات وحجم الفتنة وخطورتها كانت تستدعي الدقة والحكمة في جمع الأدلة ورصد البينات وكانت كفيلة بتفهم ما حصل من إجراءات في حينها لجهة مكانة الاشخاص المتورطين في الفتنة وقربهم من مؤسسة الحكم، وتناقض ما يربط بعض اطراف القضية مع بعضهم البعض على الاقل من وجهة نظر الناس لا كما كشفتها الأدلة لاحقا!!

وبحكمة القائد وصبرالأب قرر الملك ان يتم التعامل مع قضية الفتنة بمسارين، الأول "عائلي" مع الأمير حمزة، والثاني "قانوني" مع بقية المتورطين عبر المحاكم المختصة. وبعد موجات عاصفة ايضا من الإنقسام في العالم الافتراضي، يعود الأردنيون اليوم وبكل حكمة وروية وهدوء وثقة للإطلاع عمّا غاب عنهم من تفاصيل في مخطط الفتنة وقت كشفها، ويقفون اليوم على المشهد وطبيعة المخطط وحجم المؤامرة والإعترافات الخطية والمكالمات الهاتفية والتسجيلات الصوتية أكثر دهشة وغرابة من مخطط مُحكم يُقامر بتاريخ الوطن، ومكيدة جعلت من أوجاع الأردنيين حطَباً لطموحات غابرة، ومغامرة تستخف بمشاعر المواطنيين النقية الطيبة والذين احتكموا دوما للدستور في العلاقة الراسخة والتاريخية في مفهومي المواطنة والحُكم!!

في الختام، تعوّدنا ان الاردن وفي كل أزماته يستمد قوته دوماً من صدق مواقف الاردنيين مع وطنهم، وثباتهم والتفافهم حول القيادة الهاشمية.فتاريخ الاردن القريب والبعيد شاهد أن ما من ازمة عاشها الأردن إلا وخرج منها أكثر قوة وصلابة وثبات، وتقدَم بطموح وإرادة الأباء والأجداد، وفي معارك الوطن لا مكان إلا ان نكون له ومعه لا عليه، ولا أحد يسعى لكسر وطنه او ينتصر عليه إلا خائنا يستمد المكروالخبث من اطراف حاقدة بان يكون وطنه ضعيفا منكسرا، فلن ندافع عن الباطل ولن نكون جسرا او ممرا لاي طامح لاي إنسان أكان مديرا او سفيرا او وزيرا او اميرا، فالوطن ليس حقل مغامرة ولا ميدان مُقامرة ولا فرصة للمراهقة لأي إنسان، فبعد مائة عام من البطولات والتضحيات والانجازات فان الحفاظ على الأردن واجبا وطنيا واستمرار بنائه وتقدمه مسؤولية تاريخية لا يتحملها إلا الأطهار الاخيار مهما ادعى المشككون المتخاذلون غيرذلك من تضليل وتعمية للحقائق وجلد للاردن!! عاش الملك وحمى الله الأردن وشعبه من كل غدّار مكّار إنه نِعم المولى ونِعم المُجيب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :