مثل كل الناس نساء ورجال تعايشت بحياتي مع الظروف حين مررت بتجارب كثيرة ،كان منها الناجح ومنها قصص غير متوقعة نتائجها لكنها لم تحد من عزيمتي وطموحي وأحلامي ،وفي حياتي منذ طفولتي قابلت من يملكون كل شيء بالحياة مثل الأموال من الأغنياء وكفاهم الله كفاف يومهم لكنهم كانوا يشتكون من غصة الحياة ،لأنهم لم يكونوا يشعرون بالسعادة والفرح ،رغم أنهم يملكون المال الذي وصفه الله تعالى في محكم كتابه “المال والبنون زينة الحياة الدنيا” ولكن هذا أيضا لم يكن يجلب لهم السعادة التي ينشدونها.

رغم هذا كله كانوا يحسدونني ويسألوني هل أنت سعيدة ؟فأجيب بكل رضا وقناعة :” نعم والحمد لله ،لأن سعادتي تجسد برضائي و قناعتي بما املك وما يكفيني” .

ذات يوم قالت لي صديقة لي :أني أحسدك على هذا الشعور بالرضا رغم تحديات الحياة الذي تواجهينه حتى أنها حسدتني فعليا عن شعوري بالفرح والسعادة لذاتي وقناعتي بما قدره الله لي من رزق ورضا.

ذلك اليوم كنت أمشي وحدي ، سعيدة بقهوتي التي رافقتني في نزهة صباحية على شاطئ البحر ،،و تملكني الشعور بالرضا بتناولي وجبة بسيطة بمطعم يناسب الفقراء فقط ،،،كنت سعيدة بالتنزه في الحديقة ،،، وأتذكر أياما كثيرة تمر بي وأنا لا أملك درهما، حتى انك لا تملك شيئا من مظاهر البذخ كالآخرين من حولي ، و لكن يكفيك أنك تملك أشخاصا وأصدقاء صادقين مثلك ليشعروك بالسعادة برفقتهم ،وأنت لا تهتم بما حولك و بما يقولون عنك كذا وكذا ويحسدونك لأنك سعيد بحياتك ،،،

فالشعور بالسعادة هو كنز نملكه بأنفسنا ونصنعه بأيدينا من أبسط أشياء الحياة وإمكانيات بسيطة لا تقدر بثمن مثل التعامل مع أناس بسطاء مثلك لا يبغون منك إلا الرضا والقبول لتبقى معهم .

نصيحة مني للجميع ،ابتعدوا عن الحسد ،وحافظوا على ما تملكون و لا تجعلون الأوهام تدمر لكم سعادتكم بتوافه الأمور ،،،،وأن كنا قد امتلكنا المال و الشهرة و كل شيء لكننا لم نكن سعداء ، و كنا نعيش بالتخبط في لحظات كانت جيوبنا تملأ الجيوب لكننا ،لم نكن نشعر بالسعادة ،،،وحين جاءت الأوقات التي لا املك فيها المال و لا العمل الذي يؤمن لي العيش الكريم ،كان معي هناك أشخاص جعلوني اشعر بالسعادة رغم كل الظروف ،،فحافظوا على سعادتكم ،،سواء كنتم ممن تملكون المال أو كان بقربكم أشخاص نادرين لن يعيدهم الزمان اليك إذا فقدتهم