facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التوجيهي والقبول الجامعي وبعض أوهام


د. ذوقان عبيدات
08-08-2021 09:34 AM

قلت في أحاديث ومقالات سابقة إن التوجيهي هو سلسلة من الأزمات، تحولت نتيجة عدم التصدي لها إلى مشكلة دائمة، غير موسمية، لأن مراحل التوجيهي تبدأ من:

– التفريع إلى مهني وأكاديمي وهذه بدايات المشكلة.

– التفريع إلى علمي وأدبي وصناعي وتجاري وزراعي وفندقي، وهذه بدايات تعقد المشكلة.

– الاستعداد للتوجيهي – ويبدأ من بداية المرحلة الثانوية – حيث توظف جميع أدوات التدريس وسياساته واختباراته من أجل عبور التوجيهي، حتى غدا التوجيهي خط النهاية الذي يجب الوصول إليه ونحن في لياقة كاملة. وهذا ما يعيق التعليم الجيد والتفكير وربما ….. العمل والجهد المدرسي للمعلمين والطلبة والأهل – وهذا ما يحبط الجميع-

– أشهر ما قبيل التوجيهي – حيث يدخل الطلبة في عزلة أو خلوة لا للتأمل بل للحفظ الحرفي. وفي هذه الفترة تتغير مهمات المنزل ووظائفه لتكون موجهة لخدمة “ضحية” التوجيهي!!

فالأطفال ممنوعون من اللعب، والأهل ممنوعون من أي نشاط اجتماعي كي لا يؤثر في “خلوة ” التوجيهي.

-ومع بدء الامتحان، يصل القلق الذروة، ويندمج مع من يهمه التوجيهي ممن لهم طلبة توجيهي مع من ليس له، ويتوحد المجتمع والإعلام، وينشط محللون لهم علاقة ومن ليس له علاقة أو دراية، بتحليل الأسئلة، وبيان مدى صعوبتها، وتسفيه واضع الأسئلة، ونقد إدارة الامتحان!! وتنتشر إشاعات تسرب الأسئلة، ويبرز صقور الامتحان في قاعات التوجيهي بحثا عمن ” يغشش” أو عمن تأخر دقيقة عن بدء الامتحان، ويتلذذون إذا عثروا على ضحايا، وهذه مرحلة تشتت التركيز وإرباك الطلبة.

– وبعد الانتهاء من الامتحان، تبدأ أسوأ مراحل القلق في انتظار النتائج، حيث تطول الفترة، ويقضي معظم الأهل أسوأ مراحل القلق والحسابات ومراجعة الإجابات بحثا عن أمل بمعدل مرتفع يرفع رأس الأسرة ولو بوهم!!

– ثم تأتي المرحلة المهمة، إعلان النتائج حيث ” يكرم بعض الطلبة أو يهان” فنسمع الاحتفالات، والرصاص جاهز، وتنشط محال بيع اللحوم والحلويات، في انتهاك واضح لقضايا اجتماعية وقانونية!!

ملاحظة:
قالوا إن مجتمعنا متضامن حساس بالآخر، ومع ذلك يحتفل جار “ناجح” على حساب جار ” غير ناجح”!!!

– والمرحلة الأخيرة، هي الصراعات وهمّ القبول الجامعي أو البحث عن عمل، وينفض المولد، فمن عمل مثقال ذرة حفظا يره، ومن أهمل مثقال ذرة حفظا يره!!

وهكذا تبدأ دورة جديدة للمشكلة تبدأ من مرحلة الصف العاشر.

فالمجتمع يعيش دورة التوجيهي المتكررة، إلى أن يقدر الله أمرا كان مفعولا!!
1
أسئلة مشروعة لم تسأل بعد!!
ما هدف امتحان التوجيهي؟

– هل هو امتحان حصاد يقيس ما زرعه النظام التعليمي عبر اثني عشر عاما؟

– هل هو امتحان تشخيص لقدرات النظام تتبعه عمليات إصلاح وتطوير؟

– هل هو تصنيف للطلبة إلى ناجح وغير ناجح؟

وبأي حق يرسب طالب درس اثني عشر عاما؟

– هل هو امتحان قبول جامعي؟ وما مدى وجاهة هذا الهدف؟ وهل وزارة التربية مسؤولة عن إدخال خريجيها إلى كليات جامعية؟

ماذا يقيس التوجيهي؟

من دون مواربة! التوجيهي يقيس قدرة الطالب على التذكر وليس أي شيء آخر!! حتى الأسئلة الصعبة التي ” يزعم” أنها تفكير، هي أسئلة حفظ معقدة.

ومن يستعرض أسئلة التوجيهي، ومن يستعرض طريقة إعداد الطلبة للتوجيهي يدرك تماما أن الامتحان يقيس التذكر ولا شيء غير التذكر!!

والتذكر لمن لا يعرف ذلك ، هو تذكر لإعراب كلمة، أو لاسم ابن خليفة، أو لتعريف الضغط، أو لحل مسألة تتطلب تذكر قانون ما !! وفي علم النفس التربوي تتذكر ماله صلة بحياتنا، وننسى ما دون ذلك!! وهناك أدلة على تناقص ما يتذكره الطلبة مع مرور الوقت، وقد يتساوى في ذلك طالب حصل على معدل تسعين بطالب لم ينجح، بعد مرور شهر!! والكل يعرف أن التوجيهي يقيس ما تذكره الطالب لا ما عرفه الطالب.

إذن! يبرز سؤال: هل يحق لنا تصنيف الطلبة بناء على معيار مؤقت جدا!!

هل التوجيهي متنبئ جيد ؟

شاع أن التوجيهي قادر على التنبؤ المستقبلي، بمعنى أن خياركم في الجاهلية خياركم فيما بعدها. أي أن المتفوق في الثانوية هو متفوق في الجامعة ومتفوق في سوق العمل!! وهذا مالم تثبته الأبحاث ولا الوقائع!! بل إن أوائل كليات الطب ليسوا أفضل أطباء السوق!!

ومن هنا يمكن فهم جدوى التوجيهي في تصنيف القبول في الجامعات . والافتراض الخاطئ بأن العلامات أو الدرجات تحدد مدى النجاحات! أليس هذا كافيا لتعديل بعض الاتجاهات عن التوجيهي والقبول في الجامعات؟

2
التخصصات الراكدة !!!

هذا مصطلح اخترعه الكسالى والتقليديون ومن يألفون القديم !!

قال رئيس ديوان الخدمة إن مائة ألف خريج سنويا لا يمكنهم أن يلتحقوا بوظائف وأعمال _ وأن معظمهم من تخصصات راكدة !!

فما التخصصات الراكدة؟

يصفها الأكاديميون بالتخصصات المشبعة والتي ازدحم فيها الطلبة ولن يجدوا عملا!!!

إن هذا المنطق يستند إلى مسلمات خاطئة وهي:

المغالطة والمسلمة الأولى:
إن وظيفة الجامعة هي الإعداد للعمل أو المهنة ، متجاوزة بذلك وظائف الجامعة الأساسية وهي البحث وإكساب الطلبة مهارات البحث والتعلم المستمر، وبناء منظومة حياتية من قيم ومهارات واتجاهات إنسانية تنمي شخصية المتعلم! فهل الجامعة ديوان خدمة ؟!! أو وكالة توظيف وتشغيل ؟!! أو شركة تجارية أو صناعية ؟!!

من المعروف أن الجامعة تعد للحياة وليس للعمل، وأن الخريج يحتاج إلى مهارات حياتية يشغل بها أربعا وعشرين ساعة من حياته اليومية ، قد يكون منها ثماني ساعات عمل فقط .

ومعروف أيضا أن مهارات الحياة ومهارات الأنسنة هي ما يحتاجه كل عامل أو كل إنسان.

المغالطة أو المسلمة الثانية:
يعمل الإنسان في مهنة ما، وأن هذه المهنة ستبقى فترة حياة الخريج، وهذه مغالطة كبيرة ، لأن سوق العمل متغير دائما، وأن على الإنسان أن يكتسب مهارات الحياة في عالم متغير!!! وليس مهارات عمل محددة، فمثلا هناك دراسات على أن كل مهن تصليح السيارات قد تختفي في فترة قصيرة ، فماذا سيفعل أصحاب هذه المهن بعد اختفائها؟ وهل سنسحب منهم شهاداتهم بسبب انقراض مهنهم ؟
طبعا هذا ينطبق على كل المهن .

المغالطة أو المسلمة الثالثة :
يعمل الخريج في تخصصه، فالمهندس يعمل في الهندسة، والمحامي في المحاماة ، والزراعي في الزراعة وهكذا … وهذه مغالطة حيث يبحث الخريج عن أي عمل، سواء في تخصصه أو غيره فهناك :

أطباء مزارعون، ومهندسون تجار، ورياضيون في الجيش، ومحامون في شركات تسويق …. الخ

كما أن الإنسان يغير عمله باستمرار وفق حاجات السوق أو وفق حاجاته، فيرفض أعمالا في تخصصه، ويقبل أعمالا لا علاقة لها بتخصصه !!

المغالطة أو المسلمة الرابعة :
هناك تخصصات مشبعة وهناك غير ذلك ، والتخصص المشبع هو تخصص انتهى دوره مؤقتا أو بشكل دائم لعدم وجود فرص عمل !
فلو أخذنا تخصص التربية الرياضية، وهو تخصص مشبع لعدم الحاجة إلى معلمي رياضة أو عمل مناسب للخريج ! فهل هذا كلام سليم ؟ أم مغالطة ؟

وجوابي :
لو غيرنا من خطة كلية التربية الرياضية لتوجيه الطلبة نحو الآتي:

– مدرب لياقة بدنية

– مدير فريق أو ناد رياضي

– محامي مشكلات رياضية

– تحكيم مباريات

– لاعب

– تسويق رياضي

– تدريب لاعبين

– إعلام رياضي

– أخصائي علاج رياضي

– أخصائي علاج العنف الرياضي

– أزياء رياضية

– تاجر أدوات رياضية

وهذه كلها وغيرها أعمال مطلوبة وليست راكدة .

فلو طورنا خطة كليات التربية الرياضية، لخلقنا فرص عمل جديدة . وعصرية ومطلوبة وغير مشبعة أبدا. إذا بدل أن نغلق التخصصات ، علينا أن نغني هذه التخصصات ، بما يحفز الطلبة على الإقبال عليها !

هذا في تخصص الرياضة فماذا عن باقي التخصصات ؟

ففي اللغة العربية، يمكن إيجاد تخصصات عديدة غير معلم، مثل خطاط ، ناقد، كاتب ، شاعر، باحث لغوي، مدقق لغوي، معلم لغير الناطقين … الخ وكذلك في تخصص التاريخ

إذن ليس لدينا تخصصات مشبعة ، بل عقول مشبعة توقفت عن التفكير!!!

3
ما بين التوجيهي والجامعة

أتمنى تحديد الصلات، والبحث عن تجسير أو إقامة علاقات ودية بين المؤسستين!

المطلوب ليس إصلاح التوجيهي فقط بل إصلاح الحياة المدرسية والحياة الجامعية!

ويمكن، ما نحتاج إليه هو كيف نختار: المسؤولين عن الجامعات والكليات وأعضاء التدريس والمسؤولين عن إصلاح الأوضاع.

المطلوب: أصحاب رؤى وليس أخصائيين!!

الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :