facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العقلنة التقدمية للفكر المسيحي


يوسف عبدالله محمود
30-08-2021 09:21 AM

لعب الفكر المسيحي دوراً رائداً في النهضة العربية الحديثة. فهم كما وصفهم الامير الحسن بن طلال "كانوا اهم المدافعين عن القضايا العربية القومية وخصوصاً القضية العربية الفلسطينية". (الحسن بن طلال: الاعمال الفكرية، المجلد الاول، ص 582)

العقلنة التقدمية للفكر المسيحي تلقانا ونحن نقرأ سيرة رموز كبار من المفكرين المسيحيين ممن كانوا اسبق من غيرهم في الاتصال بالحضارة الغربية وبالتالي الافادة من المنحى العقلاني الليبرالي لعصر التنوير الغربي.

وقد اشار الى هذا الأثر المفكر الكبير الراحل د. هشام شرابي في كتابه "المثقفون العرب والغرب". يقول شرابي: "كان لحركة التنوير تأثير هائل على المسيحيين المتعلمين في هذا الجيل، وربما كان لمونتسكيو وروسو وفولتير اكبر الأثر". (المرجع السابق ص 142)

استوعب مفكرون مسيحيون فلسفة امثال هؤلاء المتنورين الغربيين، فتبوا النظرة العلمية وهم يتعاملون مع الواقع العربي الاجتماعي.

قرأوا هذا الواقع قراءة واعية. ادركوا ان المستقبل لا يمكن احتواؤه بالاحلام بل الانجاز المثمر.

من هؤلاء المفكرين المسيحيين الكبار الذين تمردوا على التقاليد المكبلّة للفكر العربي فرح انطون الذي دعا الى التجديد والارتقاء بالوعي الى المستوى الذي يخدم القضايا العربية.

تبنى هؤلاء المفكرون المسيحيون النزعة العلمية أدانوا تخلف المجتمعات العربية المتمسكة بالمعتقدات التقليدية.

التصور المادي للعالم بهرهم فقد رأوا فيه انقاذا لهذه المجتمعات من تخلفها، وفي هذا السياق يقول د. شرابي في كتابه عن هذه القامات المسيحية الفكرية الشامخة: "كان الهدف الاساسي لصرّوف والشميّل وانطون ومعهم عدد من المثقفين المسيحيين الذين اقتفوا خطاهم هو نقل انتبه الانسان بعيداً عن الماورائيات وتركيزه في قضايا العالم الحقيقي. انهم كانوا مقتنعين بأن الظلامية التقليدية والتعمية يجب ان تُلغيا ليحل محلها التنوير الفكري". (المرجع السابق ص 156)

التنوير الفكري هو القادر على فتح كوة نور وسط الظلام الدامس هو الذي يؤنسن الحياة، فيغادرها الظلم والقهر والاستعباد.
هنا وكما لاحظ المؤلف فإن استنارة هؤلاء الرواد المسيحيين لم تكن مجافية للأديان "فهم كشفوا في كتاباتهم عن فقر شديد في المعتقد الديني". (المرجع السابق ص 156)

في كتاباتهم بلوروا وعياً جديداً يستند الى المنطق. لم يتنكروا للدين، بل ركزوا على ضرورة تمدين المجتمع "لأن المجتمع المتمدن بالفعل لا يمكنه ان يقبل بالطغيان او ان يرضخ للحكم العشوائي".

آمن هؤلاء المفكرون والمثقفون المسيحيون بضرورة "التغيير" فلا يجوز الإبقاء على تسطيح العقول والتمسك بالتقاليد التي تجاوزها الزمن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :