facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يتكسرون كأعواد المعكرونة!!


رمزي الغزوي
24-06-2007 03:00 AM

من المعروف فيزيائياً، إن الجسم الساكن يبقى ساكناً، ما لم تؤثر عليه قوة تحركه، كما أن الجسم المتحرك يبقى متحركاً، ما لم تؤثر عليه قوة توقفه أو تغير اتجاهه، وهو ما يعرف بقانون نيوتن الأول، أما أولئك الذين تنتابهم نزوة هبل وجنون، ويقفزون من سيارة نقل مسرعة، معتمدين على قوة ومتانة بنيتهم العضلية والعظمية، هؤلاء سيتحطمون كبطيخة ناضجة، ويتكسرون كأعواد معكرونة نمره واحد!!. وتفسير ذلك أن سرعة قدمي من يقفز من السيارة تصبحان صفراً، حال وصولهما الأرض، فيما يبقى الرأس والجذع العلوي متحركين، بسرعة مساوية لسرعة السيارة، وهنا تكمن الكارثة الكبرى، أي يصبح اختلال ما بين سرعة الرأس وسرعة القدم، ولهذا تراهم يتدحرجون ويرتطمون وينقلبون، فتدشدش عظامهم‍‍، نسأل الله العفو والعافية!!.
أحزمة الأمان العريضة في سياراتنا، ليست كأحزمتنا التي نتخذها لتثبيت سراويلنا الآيلة (للسحل)، وليست كأحزمة الآباء النزقين، الذين يسلونها بسرعة البرق ليسوطون أبناءهم العفاريت، بل أحزامة الأمان هي اختراع عظيم يستحق مخترعه جائزة نوبل، لأنه حزام لا يعمل إلا في الشدة، وفي أضيق الأوقات وأحلكها، فهذا الحزام إن سحبته بلطف؛ فإنه يستجيب لك وينسحب، أما إن سحبته بعنف؛ فسيمتنع وسيجمد ويثبت، وهنا تكمن فائدته العظيمة، ففي الحوادث، وعند أدنى اندفاع سريع للأمام؛ فإنه يحمي أجسادنا ويثبتها في المقعد!!.
كل الشعوب التي تسير مسرعة في تقدمها وحياتها، تعمد إلى اتخاذ عدد لا بأس به من أحزمة الأمن والأمان، التي تخفف من شدة الصدمات السياسية والاقتصادية، التي قد تعتري مسيرة البلد، فهي أحزمة لا تعمل إلا في وقت الحاجة إليها: في الشدة والشدائد!!.
لدينا العديد من أحزمة الأمان الطويلة والعريضة، التي نتحزم ونتخصر بها تحسباً لمواجهة المصاعب والمتاعب، فنسمع عن الخطط الخمسينية والعشرية، وحزام الأمن الاجتماعي والاقتصادي، لكنها في حقيقة الأمر تظل أحزمة تستجيب بلطف، تماماً كما تستجيب بعنف، ولهذا فهي مجرد حزام عادي، لا تقدم ولا تؤخر، ولا تثبت جدارته في الشدائد والمصائب، وغلو الأسعار وهزهزات السوق، والوقفات الفجائية، والحوادث العالمية، والارتطامات العنيفة!!.
في عرف الشعوب، التي لا تؤمن بقانون القصور الذاتي، وتعول على قوة الأجسام المتطايرة، فإن أحزمة الأمان، لا تكون إلا إكسسواراً وبهرجة، في حياتنا الاقتصادية، وأجندتنا السياسية، وعليه فحبذا لو تحول كل تلك الأحزمة العريضة، من أحزمة للأمان إلى أحزمة لشد البطون وتثبيت السراويل!!.
ramzi972@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :