facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين الملكين الحسين وعبد الله الثاني وراكان المجالي والمأثورات الصحافية


باسم سكجها
09-11-2021 06:20 PM

من المأثورات الصحافية أنّ الراحل الحسين استدعى نقيب الصحافيين راكان المجالي، بمعية مجلس النقابة، وسأله عن مشاكل المهنة، فرد عليه أبو غيث بكلّ الاحترام بسؤال: سيدنا، أنت القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحين تذهب إلى قيادتها فأنت تذهب إلى مكتبك، فكيف يصبح ذلك خبراً رئيسياً في الصحف؟

ترك الراحل الحسين راكان يتحدّث، فواصل صديقنا بالقول: إذا كان وجودك في مكتبك مانشيت الصحف، وعلى ثمانية أعمدة، فماذا تبقى إذا كان هناك من معركة كرامة جديدة، وليس هناك سوى أعمدة ثمانية في الصحيفة؟

أبو غيث، راكان المجالي، كما حدّثني غير مرّة، كان يخشى في تلك اللحظة من ردّ فعل الحسين، ولكنّ الراحل الكبير ابتسم مؤيداً، وأدار الحوار نحو موضوع آخر مع الموجودين، بطريقته الأبوية المعروفة، وكان ما كان من لمحة منه إلى وزير الإعلام التاريخي حينها…

لم تعرف الصحف، بعدها، تلك المانشيتات التي تحاول أن تمتطي الحصان الملكي، أو أن تعتلي القطار بغير حق، سوى للتزلّف، واحتكار الولاء والانتماء، والظهور، وغير ذلك من وسائل بالية بائسة…

بعد ذلك بأكثر من ثلاثين عاماً، كان لي أن أحضر في “بيت الأردن”، البيت الشخصي لعبدالله الثاني، اجتماعاً ضمّ نحو ثلاثين شخصية رسمية وشعبية، والمناسبة عودته من زيارة تاريخية للولايات المتحدّة، وخطابه الشهير أمام الكونغرس، ولا أنسى أنّ الملك افتتحه بالقول: لا أريد أن أسمع إشادة أو تأييداً لما كان، فشكراً لذلك مقدّماً… أريد أن أسمع منكم تقديراً للموقف.

وبعد الاستماع إلى الكليشيهات المعروفة، من كبار المسؤولين، وبعض الكلام الصريح من غيرهم، قال جلالته: سنتعرّض إلى ضغوط كثيرة، ولهذا لا نريد أن نضع الذخيرة في أسلحة الخصوم، فيطلقونها علينا، ولم يخف تحسّبه وتوجّسه من البطء في عملية الاصلاح، وبصراحة أكبر أكّد أنّ الثقة الشعبية هي المبتغى، وهي العمود الأساسي الذي يقف عليه هذا البيت…

الملك عبدالله الثاني سمّى بيته الأوّل، وهو أمير: “بيت البركة”، وحين انتقل إلى بيته الجديد بعد سنوات، سمّاه: “بيت الأردن”، وهناك كان ذلك الاجتماع الذي حضرته وتحدّثت به، وإذا كان ليس كلّ شيئ يُقال إلاّ إذا أتت مناسبته، فالملك يومها كان يوجّه رسالة للسياسة والاعلام: نريد المهنية، وعدم الشخصنة المبالغ بها..

التواضع كان على الدوام عنواناً للعمل الملكي، والرسائل ظلّت تؤكد على هذا الأمر، وليس من الأسرار أنّ الراحل الحسين رفض أن يُنصب على هيأته تمثال على الدوار الرابع، لأنّ الأردن ليس كما غيره من دول مجاورة، ومن المعروف أنّ نجله البكر طويل العمر الملك أبا الحسين لا يخاطب أحداً إلاّ ويقول له: سيدي.

أتحدّث، هنا، وأنا أتابع الصفحات الأولى من الصحف الأردنية المطبوعة، فأتذكّر ما حصل مع الأستاذ راكان المجالي في اجتماع مع الراحل الحسين، وفي يقيني أنّ أبا الحسين ليس راضياً عن تلك الطريقة في التعبير عن نشاطاته العادية، وهو يفضّل قصّة إخبارية تكشف خطأ أو فساداً على مجرّد مانشيت عريض يقول: الملك يحضر حفل افتتاح، وللحديث بقية!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :