facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في الخامسة والستين، وطفولة لم تكتمل بعد!


باسم سكجها
10-01-2022 09:14 PM

أكمل اليوم عامي الخامس والستين، في حياة لم تكتمل طفولتها بعد، ولن تعرف الكهولة أبداً، فما دام في الشريان نبض فأنا هنا، وما دام القلب يُحبّ فهو هنا، وما زال الحبر في القلم، فهو أنا، وما كان كان، وما سيكون سيكون، فهي الدنيا بحلوها ومرّها!

وقد صارت عادة شخصية أن أخصّص مقالة كلّ ما تقدّم بي العمر خمس سنوات، وسوف استثني ثلاث مقالات استغرقت خمس عشرة سنة، لم يكن فيها جديد سوى أنني أصدرت كتابين، وكتبت كالعادة اليومية نحو الف مقالة، وخلالها صرت متقاعدا مبكراً، ولكنني لم أقعد!

أعود، هنا، إلى مقالة الخمسين، فلا أنتبه لتغيير يُذكر، سوى أنني نفّذت بعده قراراً متأخراً بإعتزال عمّان، والعيش في بيت متواضع، حميم، في غابة دبين، حيث الطبيعة الساحرة، وروعة الهدوء، وكثير من القراءة وقليل من الكتابة، وكلابي الذين صاروا خمسة!

أما في الخامسة والأربعين فكنتُ أرى نفسي متفائلاً بالآتي وراضياً بالراحل ، ثمّ أعود لمقالة الأربعين فأرى التفاؤل أكثر، باعتبار أنّه سنّ النبوّة ، أمّا في الخامسة والثلاثين فقد كانت لي صحيفة تمنيت لها طول العمر ، راحت هي في خبر كان في العام التالي ، وبقيت أنا.

في الثلاثين ، كتبتُ مذكّراً أستاذي الكبير ، الصحفي اللبناني ياسر هواري بأنّني صرت رئيس تحرير وصاحب صحيفة في آن ، قبل أن أدخل العقد الرابع ، وكان قد تحدّاني قبلها بسنوات باعتباره أوّل من صار رئيس تحرير لمجلة عربية قبل أن يبلغ الثلاثين ، أن أفعل الشيء نفسه ، وفي تلك المقالة لم إنس أن أذكّر نفسي بأنّ الحبّ الذي أبحث عنه لم يأت بعد.

في الخامسة والعشرين لم أكتب ، فقد كنتُ مشغولاً بالبحث عنّي ، وفي العشرين كتبتُ واعداً نفسي بالتقاعد في الأربعين ، والتفرّغ للكتابة فحسب ، ومنذها على فكرة كتبتُ أكثر من ثمانية آلاف مقالة على الأقل ، في عشر صحف عربية على الأقلّ أيضاً ، وما زلت أنتظر ساعة التقاعد عن العمل لأبدأ بالكتابة.

أكمل اليوم ، إذن ، العام الخامس و الستين من العُمر ، راحت منها سنوات خمس و أربعون، على الأقلّ ، في الصحافة والكتابة ، ولو أنّ قطار حياتي سيتوقف اليوم ، لعاجلته بكتابة عنوان كذلك الذي كتبه بابلو نيرودا لمذكراته: “أعترف بأنّني قد عشت” ، ولو استطعت لأضفت إليه أغنية: “فعلتها بطريقتي” بصوت ديانا روس ، ولو استطعت أيضاً لقفزت من القطار لأبدأ رحلة أخرى في قطار آخر سأجعله يحمل رائحتي ، ونكهتي ، ولكنّني لن أغيّر في مساره إلاّ قليلاً.

وعليّ أن أقول هنا ، كما قلتُ في كلّ تلك المناسبات الخمسية من عمري، حتّى لا أفهم خطأ ، فأنا موجود بينكم حتى إشعار آخر أتمنى أن يطول ، وذلك ما لن يُرضي قراء يجدونني ثقيل ظلّ ، وسياسيون يعتبرونني مشاكساً مزعجاً ، وخصوماً يتمنّون لي السكوت ، أمّا المحبّون وأظنّهم كثر فسينتظرون منّي مقالة بعد خمس سنوات ، وأخرى بعد عشر ، وأخرى بعد خمس عشرة ، وبعدها فلا أعد أحداً بشيء ، فعلمها عند ربّي، وللحديث بقايا!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :