facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شاكر العبسي .. حقيبتان ومعركة


د.مهند مبيضين
30-06-2007 03:00 AM

سُئل شاكر العبسي من ابن أخيه، لماذا تركت دارسة الطب وأصبحت رجلاً (حربجي) فقال: إن (تشي غيفارا) كان في بداية أمره يحمل حقيبة للطب وحقيبة للسلاح، ثم رمى بالأولى واحتفظ يالثانية".
تختصر حوارية العم وابن اخيه فوضى الشخصية والخيارات التي أراد العبسي أن يضع نفسه بها، أو مال اليها منذ الولادة وحتى إعلان المعركة الأخيرة التي يشنها اليوم ضد جيش الدولة اللبنانية، وهي خيارت لم تكن كلها من رأس الرجل.ولد العبسي في بلدة تل السلطان قرب أريحا، وغادر فلسطين بعد النكسة عام1967، حيث لجأت أسرته إلى الأردن واستقرت في مخيم الوحدات في الخاصرة الجنوبية للعاصمة عمان.
وفي المخيم عاشت الأسرة في محيط اتسمّ بأنه محافظ اجتماعياً، وغير متدين، فشقيقه الأول كان مهندس طيران ووصل إلى موقع هام في شركة عالية للطيران في الاردن ومات، والثاني اصبح فني طيران، وفيما قضى الشقيقان الأول والثاني فإن الثالث لا يزال يعمل في عمان استشاري عضام. أما شقيقاته فهن متعلمات ولازلن يسكنّ في أحياء عمان، وواحدة منهن كانت قد فشلت مرات في دراستها الثانوية وظل والدها مصراً عليها بإعادة الدراسة حتى نجحت،فأرسلها للدراسة في القاهرة بداية السبعينات.
درس العبسي في مدارس مخيم الواحدات حتى الثانوية، ومن ثم غادر إلى تونس ودرس فيها الطب سنة واحدة، ثم التحق بحركة فتح مقاتلاً، بعدها غادر إلى ليبيا ودرس فيها الطيران بوساطة دورات كانت تعقد في شرق أوروبا، وتخرج في ليبيا برتبة ملازم، وزار يوغسلافيا غير مرة كما تدرب في برلين وبكين، وشارك في القتال مع الجيش الليبي ضد القوات التشادية.
برزت الميول الدينية لدى العبسي بعد عام 1990، لكنها كانت غير متطرفة، وفي عام 1993 غادر طرابلس الغرب خالعا البزة العسكرية الليبية، بسبب موقف العقيد معمر القذافي من الفلسطينين ومشروع أوسلو، وبقي العبسي في دمشق حتى اتهم بتهريب الأسلحة فسجن بين شباط 2002- وحتى أيلول 2005 ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية، وما بين الاقامة الجبرية والسجن في سوريا كانت محاكم أمن دولة الاردنية تحكم علية بالاعدام لتخطيطه لقتل الدبوماسي الاميركي لورنس فولي، ثم غادر إلى لبنان، منشقا عن قوات فتح الانتفاضة، ومعلنا تشكيل تنظيمه الخاص فتح الإسلام.
تختلط في شخصية العبسي الكثير من التجاذبات، فهو وإن كان في الثمانينات والتسعينات معارض لجهاد العرب والأفغان ضد الروس، فإنه في الوقت ذاته كان يشغل موقع قائد سرب في صفوف سلاح الجو الليبيي، ومن ثم ذهب إلى اليمن الجنوبي وهناك درب العديد من الطيارين اليمنين المقاتلين وصار قائد سرب مقاتل.
تنقل العبسي بين اليمن وليبيا وشرق أوروبا وألمانيا الشرقية وبولندا في عيش بعيد عن الفقر وأقرب إلى الترف، وكان يميل إلى الانعزال ويكره من يخالفة وهي صفات موجود في الشخصية التدميرية التي تتميز سيكولوجيا بثلاث خصائص رئيسة للفرد المدمر وتدخل شرطاً أساسياً في عملية تشخيصها وأولها: الانعزالية: وهي سمة تمثل أهم ميكانزمات الدفاع لدى الشخصية من الآخر/ المغاير سواء كان فرداً، جماعة، مجتمعاً) بعد أن تحوله إلى مصدر للتهديد والخوف والمبالغة بالشعور بالاضطهاد، كذلك فإنها- أي الانعزالية- تمثل المرحلة التكوينية الأولى في بناء الجماعة/الشخصية التدميرية. وهذا ما حقق لدى العبسي.
وتتخذ هذه الخصيصة ثلاثة مظاهر: الأول معرفي، ومن أبرز تمظهراته: الاكتفاء بمصادر المعلومات لدى الجماعة والتعصب الشديد برفض النقد وإقصاء الآخر فقط، والإيمان المطلق بانحراف الأنساق والمعتقدات المعرفية المغايرة وجمود النسق المعرفي.
والمظهر الثاني انفعالي، ومن أبرز تمظهراته: بناء آلية للتقييم تستند إلى رفض الآخر وتنميط الأعضاء على السلوك التجنبي للآخر وبناء آليات تزيد من شحنات التوتر الانفعالي تجاه الآخر سواء عبر الخطاب أو السلوك أو الطقوس. وثالثا هناك الجانب السلوكي، ويتمثل بالعدوان العدائي، وليس له من غاية سوى إيقاع الأذى بالآخر، وصولا إلى تدمير الآخر وتدمير الذات.
تحتجب وراء شخصية العبسي أسرار كثيرة، وصفات أخرى غير الانعزالية ومنها قدرته على إلغاء حاجات أعضاء فصيله (فتح الاسلام) ورغباتهم وزرع حاجات وأهداف خاصة بالجماعة، والعمل على تحويل العضو إلى قربان لتحقيق أهداف الجماعة، وله مقدرة على الغاء شخصية العضو وحاجته وعلاقته مع الآخر ، وهو ما يظهر في تعاليمه المشددة لاتباعة بالاقتتال حتى الموت ورفض الاستسلام .
من نقاط الضعف التي تواجه العبسي صعوبة صنع هوية خاصة به، فهو في النضال مع فتح وضد القوى الإمبريالية، وهو قائد مجند لدى العقيد القذافي ومرتبط بتنظيم فتح الانتفاضة، ومن ثم قائد لفصيل أو مليشيا مسلحة في معقل السنة في شمال لبنان،
يقال أن بندقية العبسي ليست موجهة ضد لبنان، ولبنان الذي لا يُعرف كيف وصل أمر العبسي فيه إلى هذه القوة والقدرة على الاستقطاب والتسلح، يرى أن العبسي ضده وضد سيادته. فيما العبسي مازال يفضل حقيبة السلاح على حقيبة الطب.
لا يجد العبسي متعاطفين معه في الفكر، بقدر ما يرى فيه الكثيرون أنه مجرد طامح للأخذ بثأره من كل الذين خذلوه وحالوا دون أن يكون (غيفارا) الآخر. هي سيرة لمن أراد أن يكون مناضلاً ويعتقد أن النضال خانه، ثم وجد في فسطاط الجهاد ملاذاً أخيراً له. سيرة تفتح الباب للسؤال عن حجم ذاك الغضب في النفوس التي اعتقدت أن لها دوراً أكبر من الذي انتهت اليه،ولم تجد غير الجهاد ضد فسطاط الكفر ساحة للظهور.
ربما يأتي تموز بما لم يأت به حزيران بالنسبة لشاكر العبسي ولبنان، يغادر أو يقتل، أو يُهرب، فتعليق علماء فلسطين لجهود الحوار مع فتح الإسلام، وتغيير الجبهات في نواحي طرابلس، وتأزم الوضع في فلسطين كشف ظهر فتح الإسلام ويقربها من النهاية وذكرى حرب تموز وعملية الوعد الصادق تعجل في النهايات فلا تحتمل العمائم أكثر من شيخ أو صامد ...!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :