facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لملمة الجراح


د. بسام العموش
09-03-2022 04:03 PM

في ظل هذا العالم المتلاطمة أمواجه والذي تحكمه القوة لا الحق، والمغامرات وليس الحكمة، لا بد من انقاذ ما يمكن إنقاذه، ولا بد أن ينتبه أهل كل بلد لبلدهم ليكون قويا قادرا على الصمود، فالعالم اليوم لا أمان له ولا استقرار فيه ولا أمن ولا احترام لحقوق الإنسان. عالم متحضر في الشكل متخلف في المضمون، عالم يستخدم ما توصل إليه العقل البشري في الشر والتهديد وتركيع الأمم وسلب الخيرات، أنه عالم مادي بلا أخلاق ولا مبادئ، يتحدث عن الإنسانية وهو قاتلها، يتحدث عن تمكين المرأة وهو المتاجر بها، يتحدث عن التعاون بينما الحروب لا تتوقف. أنه عالم عارٍ مكشوف لا يستحق الأقوياء فيه أي احترام لأنهم في صراع الدببة يدوسون الصغار والضعفاء والمساكين والغلابى.

إنه غابة بكل معنى الكلمة. فماذا نفعل في خضم هذا الوصف السلبي للعالم؟ علينا لملمة جراحنا فيما بيننا، نسد الثغرات لا بالكلام والمواعظ بل بالعمل الجاد الحقيقي كي نستعيد الثقة المفقودة والتي نتج عنها اللعن والشتم والاتهام، ونتج في بعض البلدان صراعات دموية داخلية نراها في شوارع اليمن وسوريا والعراق وليبيا ولبنان والسودان والصومال والصحراء الغربية، وفي فترة سابقة في الجزائر وتشاد.

علينا أن نكون على يقين أننا اذا لم نتدارك أنفسنا فإن النيران قد تمتد إلينا. ولطالما كنا في الأردن نستبق الأحداث ونعد العدة لمواجهة الصعوبات.

لا مناص من لملمة الجراح والبدء بمرحلة جديدة تقودها إدارة طوارئ في السياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم والإعلام. قيادة قدوة في نظافة اليد وعلى علم بالذي تريد وعندها فقه الأولويات فديوننا تزداد وأعداؤنا كثر واداراتنا مترهلة وطرقنا محفرة مخزية. لن تفيدنا شتائم بطولات الفيديوهات، ولا فشة الغل ولا البطولات الفردية ولا الكلمات النابية.

المطلوب أن نلملم الجراح وليس خداع أنفسنا ولا الضحك على الذقون ولا استزلام الأشخاص ولا الرش على الشباب لأننا نريد إنقاذ أنفسنا ووطننا إلى شاطئ الأمان.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :