facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أشعل شمسك الداخلية، إذا أفلتت شمس يومك وحَلَّ الظلام!


م.شهد القاضي
18-03-2022 01:26 AM

حياة تَمْلَأُها الرتابة و الروتين يعيشها وسيم... فهو يقضي ثلثي وقته في اللهو و اللعب، و الثلث الأخير في النوم.. فقد بات أكبر همه في الحياة أن يستيقظ من النوم عند الظهيرة، و يحصل على وجبة كبيرة دَسِمَة مليئة بالدهون الضارة، يملأ بها معدته التي تشبه البالون الممتلئ بالماء.. و من ثم يقضي باقي ما تبقى من يومه في اللهو بألعاب الفيديو.


وسيم على هذا الحال منذ عدة سنوات... حتى وصل لمرحلة لم تعد حتى الوجبة الدَّسِمَة الشهية تداعب هرمون السعادة بقلبه، و لا حتى ألعاب الفيديو باتت تثير اهتمامه.. هو لم يعد يشعر بشيء.. فقد أصبح يقف على حافة هاوية الاكتئاب، و قد يهوي فيها بأية لحظة... ذهب وسيم إلى غرفته، فرمى بنفسه إلى السرير مستلقياً على ظهره، يفكر بما آلت إليه حياته، لكن سرعان ما استسلم للنوم... و خلال نومه راوده حُلْمٌ غريب، رأى فيه صديقه الذي توفاه الله منذ مدة ليست بالبعيدة.. نظر في عينيه ولم يتفوه إلا بجملة واحدة قائلاً: " أشعل شمسك الداخلية، إذا أفلتت شمس يومك و حَلَّ الظلام " ثم تلاشى طيفه و اختفى.

في صباح اليوم التالي، استيقظ وسيم بحالٍ غير الذي نام عليه، فقد كان هذا اليوم الأول الذي يصحو فيه مبكراً منذ سنوات طويلة... فبدأ بتنظيم وقته و وضع قائمة بالأعمال التي سيقوم بها خلال اليوم.. و كان أول شيء يقوم به، هو الرجوع إلى الله و تأدية العبادات على أكمل وجه.. ثم البدء بممارسة الرياضة والاعتناء بمظهره الخارجي.. و من بعدها العمل على تطوير قدراته و مهاراته العلمية و العملية، و الشروع في البحث عن عمل يتمكن منه من توفير المال من أجل فتح مشروعه الخاص مستقبلاً.

وفعلاً لم يتوانى وسيم لِلَحظة عن تنفيذ قائمة المهام اليومية، حتى حقق العديد من الإنجازات و النجاحات في حياته.. و في كل إنجاز له يتجدد الشعور بالسعادة في قلبه... فرغبته الصادقة في تغيير أسلوب حياته و تفكيره كانت طريقه للسعادة الحقيقية.

في الحياة الناس ينقسمون إلى قسمين، القسم الأول هم الأشخاص الذين يستمدون سعادتهم عن طريق الإستهلاكية، كما فعل وسيم في بداية القصة، و غالباً هذه السعادة لا تدوم.. أما القسم الثاني هم الأشخاص الذين يستمدون سعادتهم عن طريق الإنتاجية، فكلما زادت إنتاجيتهم.. إنجازاتهم.. و نجاحاتهم.. ارتفع هرمون الدوبامين في أجسامهم، بالتالي تزداد سعادتهم، و هذا إضافة إلى السبب الأساسي للسعادة الذي لن نختلف عليه و هو تأدية العبادات على أكمل وجه.. فاحرص على أن تكون من الأشخاص الذين تكون الإنتاجية هي المصدر لسعادتهم و فرحهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :