من الطبيعي ان يكتب اي شخص مذكرات خاصة به يدون بها جوانب من مسيرة حياته تحفظ في مكتبته الخاصة لتكون من الذكريات الشخصية وهو امر شخصي لا تعليق عليه ولا اعتراض.

ولكن على خلاف الاصل وبعكس المتبع يقوم بعض من تولى العمل العام وفي ظاهره تتكرر بكتابة سيرة حياته ليفرضها على العامة ضمن كتاب مهيب يتم اشهاره في حفل بهيج يدعى اليه كبار القوم من الزملاء والمقربين ليتم بعد ذلك توزيع الكتاب على المكتبة الوطنية والمكاتب الاهلية والحصول على اجازة النشر لتكون سيرة مدونة وراسخة تذكرها الاجيال القادمة ويتحدث عنها ابناء الوطن.

وما نراه مخالف لمنطق الحياة في هذا الاتجاه ان هذا النوع من الكتب لا يمثل اي قيمة وطنية وغير مدعوم بأية وثائق وهو مجرد تصريح لا نعلم صحة ما جاء فيه وبعض اصحاب هذه البطولات ومدعين الاداء الوطني قد سجلت بحقهم محطات معتمة في مسيرتهم لا نجد اي ذكر لها ضمن المسيرة المكسورة العرجاء التي تغيب عنها حقائق وتظهر بها اكاذيب تكتب بيد صاحبها يدون بها ما يروق له ليكون هو الكاتب والمنتج والمخرج دون رقيب ولا حسيب.

لسنا شعب غافل ولا يغيب عن الوطن وابناءه مسيرة الرجال المدونة سيرتهم في الصدور والعقول والبعض لا تقبل الذاكرة سيرتهم من الذين اخفقوا في العمل العام ولم تتزين اسماءهم بمكتسبات وطنية او مواقف تاريخية.

واننا ننصح ابطال زمانهم ونجوم تاريخنا المشاهير المكرمين الذين اتحفوا مكاتبنا بمسيرة لتتناقلها الاجيال اتركوا الذاكرة تتحدث عن افعالكم ان كنتم اهلاً لها ولا تنالوا من هيبة الوطن وصدق مسيرته واننا ندعو المكتبة الوطنية وكل دار ثقافة الى عدم قبول هذا النوع من الكتب لانها مدونات غير موثقه ومخالفه لاصول ومتطلبات الاعتماد والنشر ومن يرى نفسه فريد زمانه قد يراه الاخرين علة الزمان والمكان.

والله من وراء القصد..