facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التقدّم نحو الوراء


فيصل سلايطة
14-04-2022 08:39 PM

بعد ما يسمّى بالربيع العربي، وبعد أن تبعثرت أوراق بعض الانظمة العربية وتقطّعت اوصال العديد من الدول، كان على ملايين من العرب الفرار من الاماكن التي سكنوها، من موطنهم الاصلي، بعضهم هاجر نحو مناطق غريبة عليهم، واستوطن أرضاً لا تشبههُ وبعضهم فضّل الهجرة القريبة نحو بلدانٍ عربية يَتشارك مع اهلها ذات اللغة وتتقاطع خطوط التاريخ في احداث مشتركة تخفّف عليهم الغربة ولو بعض الشيء.

لماذا إذن لم تُهاجر جميع الشعوب العربية من البلدان العربية المضطربة نحو البلدان العربية الغنية أو بأسوأ الاحوال تلك الآمنة التي لم تصلها شرارة الحروب؟ لماذا يتعب ويشقى و يضحّي العربي ويقطع البحار سباحةً نحو بلدان لا يتحدّث سكانها بلسانهِ، بأرضٍ لا تدينُ بدينهِ، ببشرٍ لا يشبهونه لا شكلاً و لا حتى مضموناً؟

الجواب ببساطة لأنّه يبحث عن ما فقدهُ في عالمه العربي , يبحث عن الحرية , عن الأمن , عن العدالة المطلقة التي يستطيع من خلالها محاكمة المسؤول بلا عوائق , يبحث عن وفرة المال , عن تفاصيل المستقبل الذي يستطيع تحقيقه بلا احلام تفترش الطرقات ...
لكن متى يتقدّم العقل العربي نحو الوراء في رحلة نحو التجهيل المُحدّث ؟

يتقدّم عندما يصدّر عقله العربي كاملاً نحو البلدان التي طلب حمايتها و وفّرت له كلّ شيءٍ , هذا لا يعني أن في العقل العربي ما يجلب العار أو أنّني أضعهُ في خانةٍ دونيّة , بقدر ما ألوم و أُسلّط الضوء على بعض الممارسات التي تضع العربي في صورة الهمجي الرجعي , فالدونّية هي عندما نسافر و نطلب الحماية ثم نبدأ بالصراخ مطالبين بتطبيق تفاصيل عالمنا العربي على اوروبا , كأنْ نلعن العلمانية و نطالب بتطبيق الدين و نحن بالأصل خرجنا من بلدانا يدعّي فيها الأغلبية الإيمان , كأنْ نقيّد الحريات مدّعين المثالية , كأنْ نجبر أطفالنا على الانغماس في تفاصيلنا رافضين إشراكهم في المجتمع الذين يعيشون به أصلاً و سيحتكّون به يومياً , عندها يكون السؤال لماذا هاجرت في الاصل ؟.

القاعدة المنطقية يجب أن تكون ( من يهاجر إلى بلدٍ تختلف بشكل كبيرٍ عن مسقط رأسهِ عليه أن يحاول التأقلم مع الغالبية العظمى بقدر المستطاع ) فمثلاً كم من عربي سافر و تزوّج من اجنبيةٍ تختلف عنه في كل شيء و ما إن عادت معه حتى بدأت تنصهر بالمجتمع و كأنها ولدت و عاشت هنا ؟ طبعاً لكل قاعدة شواذ لكل الغالبية العظمى هي لُب الحديث , الفكرة ذاتها التي اتحدث عنها , إن احتضنتك أيها العربي المظلوم دولة أوروبية و قدّمت لك المساعدة و الأمان لماذا تبدأ ببث نواياك و كأنّ تستورد المشكلات استيراداً من الشرق للغرب , لذلك لا تُلام بعض الحكومات الغربية أو الشعوب عندما تطالب بترحيل اللاجئين , فلك أن تتخيّل شارعاً عربياً يعج بالعراة ؟ هل وصلت الصورة ؟ .....
ما دمت ترى تفاصيلك منطقية و رزقك حلال و تعاملاتك منطقية ما دخلك بالغير ؟ و من الغير ؟ مجتمع لا يرى اختلافك بقدر ما يراك انساناً تحتاج الدعم لتردّ هذا الدعم بالذم.

في رأيي الشخص العدد الأكبر من المشكلات و التي نسمع عنها و التي تحصل لعرب هاجروا نحو أقاصي العالم تتلخّص في عدم قدرة العقل العربي على تقبّل الآخر , في عدم قابليته نحو التأقلم و الانفتاح , في حمله لعصا الدين من المنتصف و كأن الدين يحتّم عليه لبس ثوب العِداء لا السلام , و لكن عن ماذا نتحدّث و هذا ما يقوم به العربي في عالمه ! فهل نرجو من الهجرة أن تعيد ترتيب العقول ؟ لا فأول ما يقوم به العربي الذي يحترم القانون في مهجره هو خرقه ما إن تحطّ طائرته أرضه الأم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :