رمضان في مصر له طعم تاني

رمضان في مصر له طابع خاص ومميز حيث يتغير نمط الحياة فيتم تزيين الشوارع ووضع فوانيس رمضان في الشرف ومداخل البيوت ابتهاجا بهذا الشهر الكريم و تقوم الاسر بشراء مستلزمات رمضان من الياميش و التمر و المكسرات و تفوح الاجواء الروحانية من كل مكان وتجد بعد صلاة المغرب وبعد الإفطار مباشرة الناس من الرجال والنساء تتوجه في مجموعات معاً لأداء صلاة التراويح في المساجد و كذا صلاة التهجد قبل الفجر و تظهر ملامح الحب والتواد والتراحم والإفطار و السحور الجماعي كما يختلف شكل الشوارع و قد ازدات بها الأنوار والزينات الخاصة برمضان والفوانيس . وبعد الإفطار و صلاة التراويح ، تنبض مصر و خاصة قاهرة المعز بالحياة مرة أخرى ويكثر سهر الناس معاً خارج المنازل فاما يتنزهون في شوارع القاهرة الفاطمية مثل حي الحسين و خان الخليلي و شارع المعز لدين الله و الفسطاط حيث تستشعر بحق جو رمضان علي المقاهي و في المحلات ، او يتجولون في مراكز التسوق مثل سيتي ستارز و الفيرست مول و غيرهم من المراكز التي تظل المحلات بها مفتوحة حتي الساعات الاولي من الفجر ، او يقضون وقتا ممتعا في الفنادق التي تقيم خيم رمضانية تعكس مختلف المظاهر الرمضانية و تقدم عروض فنية تتوافق و هذا الشهر الكريم ، او يستمتعون بالعروض الفنية الخاصة التي تقدمها مختلف الاماكن الثقافية مثل دار الاوبرا و ساقية الصاوي و مكان و مسرح جنينة و وكالة الغوري و غيرهم من الاماكن التي تقدم مختلف الوان الفنون الثقافية التراثية المرتبطة بهذا الشهر الكريم مثل الاناشيد الدينية و الصوفية و عروض الفنون الشعبية و عروض التنورة . كما هو الحال ايضا في مدينة الاسكندرية عاصمة السياحة العربية لعام 2010 حيث المقاهي المطلة على البحر والتنزه على الكورنيش و التجول بمنطقة الأنفوشي ومنطقة الصيادين والعطارين حيث الاجواء الرمضانية الخالصة .

يقترن بشهر رمضان الكثير من العادات و التقاليد المصرية الخالصة ومنها :

فانوس رمضان من اهم علامات حلول هذا الشهر الكريم في مصر هو رؤية الشوارع و المتاجر و البيوت و الشرفات و قد تزينت بفانوس رمضان ، كما لايشعر الاطفال ببهجة رمضان الا عند شرائهم للفانوس الذين يجوبون به الشوارع مساءا و هم يلوحون به و يغنون اشهر اغاني رمضان «وحي يا وحي » لسيد درويش و » رمضان جانا » لمحمد عبد المطلب كما اعتاد الاطفال علي حمل فوانيسهم و مصاحبة المسحراتي ليلا لايقاظ الناس لتناول وجبة السحور.وقد ذُكرت قصص عديدة حول نشاة الفانوس و من اشهرها قصة احدي الخلفاء الفاطميين الذي اراد إضاءة شوارع القاهرة أثناء ليالي رمضان فأمر جميع شيوخ المساجد أن يعلقوا فوانيس تضاء بالشمع ومن ثم صار الفانوس تقليدا باقيا حتى اليوم. و قد تفنن الصانع المصري _ الذي اتخذ من مناطق بعينها مركزا لصناعته ومن اشهرها منطقة باب الخلق التى يتمركز فيها شيوخ الصناعة _فى إعداد الفانوس فى أشكال شتى وأنماط متعددة فتعددة اشكال الفانوس و الوانه .

المسحراتي في كل يوم من أيام شهر رمضان الكريم، قبل ساعة أو ساعتين من الفجر، يجوب المسحراتي الشوارع وهو يحمل طبلة يدق عليها في شكل ايقاعي مميز متكرر لإيقاظ الصائم حتى يتناول وجبة السحور و يصاحبه الاطفال ممسكين بالفوانيس و هو تقليد يعود إلى العهد العثماني حيث لم يكن لدى الناس في ذلك الوقت وسيلة اخرى لإيقاظهم لذا كان لزاما على المسحراتي أن يطوف الشوارع لإيقاظه. مُنشدا أبيات شعرية مُنغمة.

مدفع رمضان « مدفع رمضان اضرب » هي جملة طالما احبها وانتظرها المصريون عند مغيب الشمس كل يوم خلال هذا الشهر الفضيل للاعلان عن موعد الافطار و بطلها هو مدفع رمضان الذي ارتبط دويه في وجدان كل انسان مصري. و تروي العديد من القصص حول بداية ظهور مدفع رمضان في حياة المصريين و ان كان اشهرها هو أن هذا التقليد بدأ في عهد الخديوي محمد علي حين اشترى عددا من المدافع للجيش المصري وحدث أن انطلق أحد هذه المدافع بغير قصد وقت غروب الشمس في رمضان فاعتقد الناس أن مدفع رمضان هو تقليد جديد أمر به الخديوي و كان مكانه في قلعة صلاح الدين الايوبي و من ذلك الوقت و ارتبط صوت دوي المدفع في اذهان العامة بافطار و سحور رمضان.

مأكولات رمضانية حلوي رمضان تقترن العديد من الحلوي في اذهان المصريين بشهر رمضان المعظم مثل الكنافة و القطائف التي تتفنن جميع متاجر الحلوي والبيوت في اعدادها في اطباق مختلفة كما تحرص جميع الفنادق علي تقديمها خلال هذا الشهر الكريم . وكانت الكنافة والقطايف موضع مساجلات بين الشعراء فجلال الدين السيوطي له رسالة عنوانها: منهل اللطايف في الكنافة والقطايف. ومن المشاهد الجذابة خلال رمضان مشاهدة بائع الكنافة وهو يلف العجينة في شكل دوائر حلزونية في فرن ضخم كبير مفتوح . اشهر الاطباق الرمضانية تشتهر المائدة المصرية بالعديد من الاطباق المرتبطة بشهر رمضان و لعل اهمها هو طبق الفول بزيت الزيتون و الليمون و الزبادي و طبق الحساء و طبق مزيج الفواكه المجففة « الخشاف و هو مزيج من التمر و المشمشية و التين المجفف و المكسرات ممزوجين في شراب محلي و لعل اهم ما يميز هذا الشهر الفضيل هي روح الود و المحبة و التعاطف السائدة بين الناس و تتضح جليا من خلال موائد الرحمن التي يقيمها الكثير في الشوارع لتقديم الطعام للمحتاجين و عابري السبيل .

مشروبات رمضانية الكركديه المحلى والعرقسوس وقمر الدين والخروب و التمر الهندي هي مشروبات رمضانية اصيلة لا تخلو منها المائدة المصرية.

نبذة حول الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي

تاسست الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي في مارس 1981 بموجب قرار جمهوري رقم 134 بدعم من وزير السياحة لترويج مصر كوجهه سياحية من الطراز الأول، وذلك في ظل بروز فكر التسويق السياحي كعلم مستقل وظهور ادوات جديدة للترويج السياحي. ويهدف تأسيس الهيئة إلى ضرورة التعامل مع نتائج المنافسة المتزايدة في قطاع السياحة والسفر مع دخول العديد من المقاصد السياحية إلى حلبة المنافسة على أثر التطور الهائل فى صناعة النقل الجوى، فاستحدثت الهيئة العامة هيكل جديد قادر على التعامل مع المعطيات الجديدة بشكل ديناميكي.