facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تشميع خيوط الهزيمة!!


رمزي الغزوي
05-07-2007 03:00 AM

إذا كان حسن الخروج والتخلص مربوطاً بشعرة العجين في مثلنا الشعبي الدارج، فدخول الحروب وإشعالها في بيادر الآخرين شيء آخر، لن يتمخض عنه خروجاً سهلاً وسلساً، فالواحد منا قد يعرف كيف يبدأ حرباً!، لكنه لن يحزر أبداً كيف ومتى ستنتهي هذا الحرب العقيم، التي لا تتناسل إلا حروبا وكروباً، فإن كان سل شعرة من عجين لا يترك أثرا يذكر، فدبق وعلق وحسك الحروب لن تعطي إلا مزيداً من الدماء والخسارات غير المحسوبة!!!. أما أؤلئك الذين يعتقدون أنهم أذكياء فوق العادة، وأنهم سيشمعون خيوطهم ويتخلصون من حربهم غير الشرعية في العراق بيسر إخراج شعرة العجين، فإنهم مخطئون وخائبون، والثمن سيكون أقسى ألف مرة مما يتصوره المتشائمون منهم!!، فعندما سطا لص محترف على منزل رجل نساج، كما تروي الحكاية الشعبية، ووجد نفسه أمام صاحب البيت وسيفه المشهر، ما كان منه إلا أن قال متحججاً: يا رجل والله ما جئتك سارقاً، ولكني جئت ناصحاً ومعلماً، فرد عليه: وكيف جئتني معلماً؟؟!، فأخرج اللص من جيبه قطعة شمع، وقال إن خيوطك ليست متينة وقوية كما ينبغي، وأردت أن أعلمك كيف تشمع هذه الخيوط لتصبح متينة!!.
مسك اللص رأس خيط من الخيوط، وأمر صاحب البيت أن يمسك رأسه الآخر، ثم شده وأخذ يمرر قطعة الشمع عليه ذهابا وإيابا، وشيئا فشيئاً انسل اللص من عتبة البيت، وكأنه يشمّع باقي الخيط، حتى خرج للشارع، فولى هارباً قانعا من غزوته بالسلامة، وتصحو الزوجة على زوجها المغبون، الذي لم يزل ممسكا طرف الخيط، فتضحك بعدما يقص عليها الحدث، فتقول كلمتها التي جرت مثلاً: يا خايب، لقد ضحك عليك الحرامي، وشمع الخيط وفل!!!.
الخيوط التي ستتحجج بها الولايات المتحدة للخروج معركة العراق خيوط كثيرة وطويلة وملونة، ومنها ما هو مثير لسخط، ومنها ما هو مثير للضحك، لكن في حال من الأحوال، لن ينطلي على الرأي العام أن أمريكيا جاءت وفي نيتها أن تشمع خيوط الديمقراطية لهذا البلد الآمن، وأنها جاءت لتخرج العراقيين من الظلمات إلى النور، فالنتيجة شمس واضحة لن يحجبها غربال الخزعبلات، ولن ينطلي أيضا على أقل المحللين والمراقبين ذكاء أن حيلة تشميع الخيوط والخروج وترك العراق بركانا تتقاذفه الحمم، هو من باب حسن التخلص والخروج المظفر المبين!!.
وليس كحال شعرة العجين، فأمريكيا ستخرج مهزومة بخيوط غير مشمعة وسيبقى على العراقيين أن يتخلصوا من شوك الحروب بدمائهم، ولا بد لهم من رمي السجادة الواهنة المنسوجة بالخيوط التي ستتركها أمريكيا في أياديهم، ثم الجلوس على تراب العراق، وقبالة دجلة والفرات، من أجل مصالحة داخلية حقيقية تعيد لهم الأمن المفقود، فلن يفلح الأرض إلا عجولها.. هكذا قال أجدادنا: وليحفظ الله العراق العظيم!!. ramzi972@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :