facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاسلام .. مراجعات حول «العدو»


ماهر ابو طير
05-07-2007 03:00 AM

لا نجد حتى اليوم مراجعة حقيقية لافكار الجماعات الاسلامية المتشددة ، خصوصا ، تلك التي تبيح قتل المدنيين في دول اجنبية ردا على استباحة قوات عسكرية من هذه الدول لبلدان عربية او اسلامية او لكونهم يدعمون احتلالات.
تفجيرات لندن التي لم تتم وقبلها تفجيرات مدريد وتفجيرات السابع من تموز في بريطانيا قبل عامين ، وتفجيرات الابراج في نيويورك ، كلها تسببت بأضرار واسعة على سمعة الاسلام والمسلمين في العالم بالاضافة الى الاضرار بملايين المسلمين في العالم في حياتهم بعد ان هربوا اساسا جراء اضطهاد ديني او اقتصادي في دولهم.

الحركات الاسلامية المسلحة بحاجة الى مراجعات فكرية لتحديد من هو الهدف "الحلال" واين هي الارض الواجب اقامة الجهاد فيها ، وتواقيت هذه المجاهدات ، اذ اننا نرى عشرات الحركات الاسلامية المسلحة اليوم السرية والعلنية ، تعتقد ان قتل بريطانيين آمنين في بلدهم وغير مسؤولين اصلا عن سياسة بلدهم في العراق ، هو امر جائز ، او ان قتل امريكيين ابرياء في الولايات المتحدة او في أي بلد يتواجدون فيه هو امر "حلال" كون الولايات المتحدة تنكل بالمسلمين في كل مكان.

الذين استهدفوا تفجير مطار غلاسكو في بريطانيا ومواقع اخرى في بريطانيا ، لا يتوقعون على ما يبدو ان هناك الاف المسلمين في هذه المواقع ، وحتى اذا لم يكن هناك مسلم واحد فان دم المسيحي حرام سفكه ، والرسول صلى الله عليه وسلم اوصى المسلمين خيرا في فتوحاتهم ، حتى الشجرة اوصاهم بعدم قطعها ، فكيف بنا اليوم نرى ان قتل بريطاني آمن ومسالم في غير اجواء فتوحات ، يعد امرا حلالا بالنسبة للبعض ، اتكاء على اجتهاد فقهي خاطئ.

لا اعرف ما الذي يفعله الفقهاء في العالم العربي والاسلامي ، غير الحديث عن فقه الوضوء ، وعن افضلية دخول البيت بالقدم اليمنى ، والفروقات بين زواج المتعة والمسيار وغير ذلك من قصص تم اتلاف عقل العامة بها ، فيما العالم يسابق نفسه للوصول الى كواكب ابعد من المريخ هذه الايام ، ونحن ننشغل فقط بتصديق من يقول ان قتل بريطاني او امريكي في بلده او غير بلده هو امر حلال ، فهو كافر رغم ان هذا الكافر هو الذي اخترع الكهرباء والادوية والانسولين والسيارات والطائرات وجعل حياتنا كمسلمين افضل ، الا اذا اعتقد البعض ان ما فعله البعض للبشرية هو تسخير الهي وان هؤلاء سيدخلون النار في نهاية المطاف،

يفتخر المرء بكونه مسلما ولا يجد شرفا ارفع من هذا الدين ، غير ان تشويه سمعته ورسالته على يد بعض ابناء جلدتنا هو امر مؤسف ، فهو ليس دينا للقتل في نهاية المطاف ، والاجتهاد فيه لم يكن مقصودا ان يؤدي الى هذه الحالة من الاختلافات والنزاعات الفكرية ما بين التي تحلل قتل أي اجنبي وما بين التي تعتبر ان الجهاد فقط هو باقامة الصلاة ، اذ ان هناك دينا وسطا بينهما يقوم على العقل والمنطق ، ولا يقبل الاحتلالات لكنه يداويها بالدواء المناسب ، ولا يبحث عن اهداف تضر الاسلام ولا تفيده.

الحركات الاسلامية المسلحة والعسكرية والتي تقدر بالعشرات اليوم بحاجة الى"مراجعات" للاتفاق على مسودة اخلاقية ، تحدد مفهوم الجهاد وتوقيته واهدافه وارضه ، ولا تجعل قتل طفل عراقي بريء سببا في قتل طفل بريطاني بريء ايضا ، فليس هذا هو الاسلام ، ولو كان كذلك لقتل الرسول اهل مكه كلهم بعد ان فتحها ، لكنه سامحهم وعفا عنهم ، اذ ان هدف الرسالة كان وسيبقى واضحا ومحددا في"العدو" فقط ، والعدو هنا بحاجة الى تعريف وتحديد بدلا من ترك الامريكيين في العراق يسرحون ويمرحون ويتم التشاطر على ابرياء العراقيين في العراق وابرياء البريطانيين في لندن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :