facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أريد حلاً !


عامر طهبوب
24-09-2022 05:32 PM

أعادني خطاب السيد محمود عباس في الأمم المتحدة إلى "دُريّة" و "مدحت" في فيلم "أريد حلاً"، والذي أنتج عام 1975، رَفَعَت "دريّة" قضية طلاق ضد زوجها، ولكنها فشلت في نيل حريتها بعد أربعة أعوام من التردد على المحاكم، استخدم خلالها زوجها لعدد من شهود الزور.

وأعادني الخطاب إلى "أفواه وأرانب" الذي أخرجه هنري بركات عام 1977، تُجبَر "نِعمِة" على الزواج من "المعلم البطّاوي"، تهرب، وتكتشف لاحقاً أن "البطاوي" عقد عليها بأوراق مزورة، بالاتفاق مع زوج أختها عبد المجيد الذي رأى في زواج "دُريّة"، فرصة للحصول على المال، لتغطية تكاليف سُكرِه وفجره، وأفواه أولاده.

وأعادني الخطاب إلى الصف السادس الإبتدائي، حيث يشدد المعلّم على الأحرف عند النطق بالكلمات، ويكررها، ويهمّر، ويتأفف، ويسخر، ويشرح، ويعيد الشرح حتى تصل الفكرة إلى الأغبياء من طلبة الصف، ومن أجل ضمان الفهم، فإن المعلم يستخدم العديد من وسائل المساعدة، وأدوات الشرح، وبخاصة الصور التي تساعد التلاميذ "المخبولين" على استيعاب الفكرة: "بتتذكروا وعد بلفور؟ طبعاً ما بتتذكروا. بتسووها إن شا الله؟ كلّا. إسرائيل أصبحت تتصرف كدولة فوق القانون، ليش، واحد يجاوبني !

وأعادني الخطاب إلى جلسات "اللطميات"، والمظلومية، والشكوى، وإلى شركات التأمين، والتعويض عن الضرر، وجبر الكسر، وإلى أيام شغب الطفولة، والخوف من المتنمرين "الزعران" في "الحارة"، كيف كنا نتخاصم، نشبك أصابع أيدينا ببعضها، ونطلب من الخصم أن "يقطع"، فإذا "قطع" تشابك أيدينا بيده، فقد حل الخصام، وإذا رفض "القطع"، فإن العلاقة تستمر رغماً عن أنوفنا، ليس لأننا نريد، ولكن لأن الخصم يرفض أن يمد يده "ويقطع"، يرفض الصلح، ويرفض الخصام، يرفض كل مبادرة تأتي من الطرف الآخر، ويتعنّت، ولأنه الطرف القوي، نواصل المحاولة، محاولة فتح صفحة جديدة مع الشرير، يقول له الولد: "جرّبني"، و"جرّبني"، تعني أنك ستجدني إن شاء الله كما تريدني أن أكون. يقول الرئيس للشرير: "وقّف القتل والمصادرة مؤقتاً، وبنتفاوض، وإذا ما نجحنا، إعمل اللي بدّك إياه: إذا كنا نحن غلطانين، إعمل اللي بدك إياه، أمّا بِدّك توقف، ونبدأ مفاوضات"، وهكذا تجد أن الرجل لا يدرك أن الطرف الآخر لا يريد أن "يقطع"، ولا يريد أن يشارك في اللعبة، ولا يريد أن يتفاوض، ولا يريد أن يتوقف.

الشعب الفلسطيني ليس "دريّة"، تطلب من المجتمع الدولي أن يجد لها حلاً، ولا يليق بهذا الشعب أن "يتمسكن"، ولا تليق به الركاكة، والضعف، واستجداء الآخر، واستعطافه: نتمنى، نترجى، وعليه نقول دخيلكم، نأمل، من حقنا أن نأمل، نعيش بالأمل، وكلنا ثقة، و"حطّوا تحت ثقة مائة خط أحمر، بأن تتحمل الجمعية العامة مسؤوليتها على أكمل وجه.

كيف تثق بأن الجمعية العامة، ستتحمل مسؤولياتها على أكمل وجه، وأنت تقول لهم في نفس الخطاب أن 754 قراراً صدر عنكم ولم ينفذ أي منها، وأن 97 قراراً صدرت عن مجلس الأمن، ولم ينفذ منها أي قرار، وأن 96 قراراً صدرت عن مجلس حقوق الإنسان، وظلت مجرد حبر على ورق. إذاً من أين أتت الثقة، بأن الأمم المتحدة وهيئاتها، ستتحمل المسؤولية.

وأريد أن أفهم، هل فلسطين دولة قائمة ترفض إسرائيل التعامل معها والاعتراف بها، أم أنها حلم تسعى إلى تحقيقة، هل الدولة قامت، أم أن الفلسطيني يسعى إلى قيامها، فمرّة يقول إن إسرائيل "لم تبق لنا أرضاً نقيم فيها دولتنا في ظل هجمتها الاستيطانية المسعورة"، ومرّة يقول: "ما هي موجودة الدولة"، ثم يدعو إسرائيل للاجتماع غداً لتنفيذ حل الدولتين: "بُكره تعالوا"، ولكن إسرائيل لا تريد أن "تقطع"، ولا تريد تغيير الأمر الواقع الذي فرضته، لأنها تعمل على فرض أمر واقع جديد، ومن أجل ذلك تفعل، والفلسطيني ينتظر نتائج أفعالها.

أخبر الرئيس الفلسطيني المجتمع الدولي في خطابه، أن ثقة الفلسطيني في تحقيق سلام دائم قائم على العدل والقانون الدولي، "آخذة - مع الأسف - في التراجع"، وتلك عبارة بعيدة عن ما يعتقد به الفلسطيني، عملية السلام ماتت منذ زمن بعيد، وهي كرة هلامية لا يلاحقها إلا السلطة الفلسطينية - ومنظمة التحرير -التي لم يحدث حتى الآن أن راجعت مسيرتها على مدى العقود الماضية، منذ تم التوقيع على اتفاق أوسلو عام 1993، أي قبل نحو 29 عاماً.

لن أطيل، لم يعجبني الخطاب، لم تعجبني عبارات: "إقلعوا عينّا"، و"إكسروا عينّا"، و"زيطة وزمبليطة"، و"فازعاً فارعاً دارعاً"، و"نحن مش دُقمة"، و"إحنا الحيطة المايلة"، و"حاكمك ظالمك، تشكي أمرك لمين"، و"شو ناقصنا"، و"دخيلكم"، و"نترجى"، و"ما تبيعني كلام"، و"اللي يزعل يزعل"، و"ولا حد داري فينا"، و"ولا حد سائل عنّا"، و"ما نحمّلكم جوز فاضي"، و"تِزبلونا كما زبلتمونا"، و"إن شا الله بتلبّونا". المناسبة ليست "طُلبة"، ولا "جاهة عروس"، وكل هذه العبارات، لا تصلح لمخاطبة مجتمع دولي، ولا حتى مجلس ثوري، ولا تتفق مع إحساس الفلسطيني بالظلم أو الكرامة.

كل ما فهمته من الخطاب، أن الرئيس سيتقدم باسم "دولة فلسطين" بطلبات عضوية لمنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الملكية الفكرية، ومنظمة الطيران المدني، و"حقنا، وما حد يلومنا"، وما زال يأمل بعودة إسرائيل إلى طاولة المفاوضات التي لا يريد الاستغناء عنها، ولا التزحزح من حولها، إلى أن يأتي الطرف الآخر ليتفاوض، وإلى حين ذلك، حيث يأتي ولا يأتي، سيواصل جهوده في محاربة الإرهاب، والحفاظ على القرار الوطني المستقل، والتمسك بالثوابت، وتجديد الرفض لتلقي أي تعليمات من أي جهة كانت، وعدم اللجوء للسلاح، ومواصلة الأمل، وعدم القيام بأي عمل أحادي رغم أحادية إسرائيل في قراراتها واعتداءاتها وخروقاتها لاتفاقات يسميها "القوانين"، وانتظار سماح إسرائيل بإجراء انتخابات رئاسية: "نحن جاهزون، لم نلغي الانتخابات، أجلناها، فقط إلى أن تسمح إسرائيل بالانتخابات"، وآخر القول: أريد حلاً!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :