facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن في قلب العاصفة ايضا !


د.محمد البدور
25-09-2022 10:21 AM

خلال السنتين الاخيرتين، عصفت بالعالم جائحة كورونا وألقت بظلالها على الشعوب لتخلق حالة من الركود والتردي الاقتصادي في كل دول العالم ولتزيد فيها من نسب الفقر والبطالة والتضخم واعباء الحياة مع تفاوت قدرات الدول في التكيف مع تداعياتها .

واليوم وبعد ان تمكن العالم من تحقيق التوازن الوقائي والعلاجي للوباء ومحاصرته، دخلت الدول في مرحلة مابعد آثار الجائحة والتعويض الاقتصادي وتجاوز السلبيات واسترداد النفس للحياة، ولكن ما لبث ان دخل العالم في ازمة جديدة وهي الحرب الروسية الاوكرانية وانعكاسها على موازين الاقتصاد الدولي.

فهذه اوروبا تعاني اليوم من ركود بلا حدود في الاقتصاد والتضخم المتزايد وانخفاض العملات مقابل الدولار وشح في الطاقة والغاز والبترول والاعباء المالية من تمويل الحرب ودعم اوكرانيا، مما ألهب فيها الاسعار واستشرى الغلاء حتى ان بريطانيا تشهد اليوم اسوء حالة اقتصادية في تاريخها منذ عدة عقود، حيث تزايدت نسبة الفقر والبطالة والتضخم وتراجع سعر الجنيه وانخفضت عملتها لتصل قيمة الجنيه / الباوند مقابل الدينار الاردني ٧٧ قرشا بعد ان كان ٩٨ قرشا لمثل هذا الوقت من العام الماضي، وكذلك في المانيا وهذا ما ينسحب من حال على بقية دول اوروبا .

ونحن في الاردن لسنا بعيدين عن هذا الحال العالمي المتأزم ولا بد ان تنعكس علينا الآثار السلبية من هذه الاحداث التي امتدت من جائحة الوباء الى ما بعدها من تجاوز تداعياتها والى ما وقع من صراع قطبي في اوكرانيا، ويزبد من ازمتنا ما يعصف بمنطقتنا اصلا من صراعات اقليمية وعدم استقرار ٠

وليس هذا فحسب، بل ان وضعنا الاقتصادي اصلا لم يكن على ما يرام في ظل تزايد سنوي في المديونية وركود في الانجاز التنموي والاقتصادي وقصور في الحد من البطالة وانعدام الفرص امام الشباب وخمول النشاط الاستثماري او التوسع في مشاريع اقتصادية
جديدة، وكذلك زيادة نسب الفقر والعنف الاجتماعي وغيرها اضافة الى تراجع المنح والدعم الدولي للمشاريع الخدماتية والتي باتت عبئا آخرا على ميزانية الدولة.

ولكل ذلك فإنه ليس من مؤشر على انه بالمنظور القريب سيكون هناك اي تغير منشود لما هو افضل، وهكذا غيرنا لطالما العالم متلاطم من حولنا وتعصفه الازمات ليس هذا فحسب، بل ويزيد من ازمتنا وهمنا الوطني حربنا على تجار المخدرات وما يلحقوه بوطننا من اذى وخراب بات مصيبة فوق مصائبنا وتزيد من اعبائنا وتعيق تفكيرنا في توجيه قدراتنا نحو التكييف مع متطلباتنا والتزاماتنا٠

علينا ألا نفقد صبرنا على ما نحن فيه واستيعاب ما يدور حولنا من ظروف اقليمية ودولية وارتداداتها على اوضاعنا، وألا نشكك بانفسنا وببعضنا لسوء حالنا ونحن نرى دول عظمى خارت قواها وانعدمت قدراتها عن مواجهة تحدياتها واغضبت شعوبها بعجزها عن تحسين احوالها.

دعواتنا ان يحفظ الله هذا البلد الامين، وان يرزق اهله من الخير والثمرات، اللهم آمين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :