facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صفحة من تاريخ الاردن


د. محمد المناصير
08-07-2007 03:00 AM

" الحلقة االرابعة عشرة "
كان لعرب اليمن والجزيرة العربية صلات تجارية منذ أقدم العصور ببلاد الشام ، فقد عقد القرشيون معاهدات تجارية مع بيزنطة وفارس واليمن والحبشة ، فوصلت قوافلهم إلى الهند والصين والبحرين والحبشة وبلاد الزنج ، عبر الطريق التجاري البري الذي يشق بلاد العرب من الشمال إلى الجنوب ، مرورا بمكة وتيماء والعلا وانتهاء ببصرى ، وكانت هذه القبائل تعبر منطقة البلقاء في شرقي الأردن ، سالكة طريق تراجان المعبد عبر الهضبة الأردنية الخصبة ، في ما يعرف بالطريق الملكي أو السلطاني ، مرورا بمدينة عمان ، إذ كانت عمان من المحطات الهامة على طريق القوافل التجارية العربية ، ولا يوجد شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد دخلها في رحلة التجارة التي قام بها للسيدة خديجة بنت خويلد و تلك التي كانت بصحبة عمه أبي طالب .وقد كانت لبعض زعامات قريش علاقات قوية بمنطقة شرقي الأردن وخاصة البلقاء ، حتى أن أبا سفيان صخر بن حرب زعيم قريش كانت له ضيعة بالبلقاء ، تدعى " بقنس " تقع في منطقة وادي شعيب ، توارثها الأمويون ، ولما جاء العباسيون انتقلت ملكيتها إلى أبناء الخليفة العباسي المهدي ، قبل أن تنتقل إلى الزياتيين بني نعيم من أهل الكوفة .
وكانت بلاد الشام ومن بينها الأردن ، تحكم من قبل القبائل العربية المتنصرة التي كانت تتبع لروما ، إذ كانت تتوجس خيفة من النبي العربي الذي بعث في مكة ، فعندما أعلن فروة بن عمرو الجذامي عامل الروم على عمان إسلامه في البلقاء ؛ قامت الإدارة الرومانية بتنفيذ حكم الإعدام فيه صلبا على مياه عفراء في الطفيلة ، وأصبح هذا الأردني أول عربي يستشهد من اجل الإسلام خارج جزيرة العرب . وكان فروة الجذامي بعد أن اعتنق الإسلام أرسل مع مسعود بن سعد الجذامي ؛ بغلا أشهبا وفرسا وحمارا واقمصة كتانية وعباءة حريرية هدية إلى النبي ، وقبل الرسول هديته واجزل العطاء لرسوله .
وقد أراد الرسول (ص) أن يستطلع أمر بلاد الشام _ التي كانت على بوابة الجزيرة العربية البرية ـ وذلك لنشر الإسلام ومعرفة قوة الروم ، فنظم الرسول سلسلة حملات إلى شرقي الأردن ـالتي كانت تعرف باسم البلقاء ، فأرسل بعثا إلى وادي السرحان ، ثم قاد الرسول ( ص) سنة 6 هـ حملة مؤلفة من ألف رجل إلى دومة الجندل في شمال الجزيرة العربية والى الجوف في البلقاء ، لتامين خط سير القوافل التجارية . فلما سمع أهل المنطقة بقرب الحملة فروا هاربين ، ثم تقدمت سرية بقيادة عبد الرحمن بن عوف إلى بلدة الجوف ، وتغلبت على بني كلب ، وأخذت الجزية من أهلها ، فسر النبي بذلك ، وأذن لعبد الرحمن بن عوف بالزواج من تماضر ابنة اسباغ بن عمرو ، احد رؤساء بني كلب الذين اعتنقوا الإسلام .
وفي 6 هـ أيضا أوفد النبي سرية مؤلفة من خمسة عشر رجلا إلى حدود شرقي الأردن ، ليدعوا الناس إلى الدين الحنيف ، ولاستطلاع أخبار الروم ، فخرج عليهم جمع غفير في موقع " طلة" بين الطفيلة والكرك ، وقتلوهم عدا واحدا تمكن من الإفلات .
ووجه الرسول في السنة 6 هـ مبعوثا إلى أمير بصرى الغساني الذي كان يحكم جنوبي سوريا والبلقاء ، يدعوه إلى الإسلام ، إلا أن شرحبيل بن عمرو الغساني اعترض رسول سول الله عند مؤتة ، وقتله ، فاعد الرسول حملة لتأديب غسان بقيادة زيد بن حارثة فخرج في ثلاثة آلاف رجل ، ولما وصلوا معان كان الروم قد حشدوا قواتهم في مآب من ارض البلقاء وهي الكرك في بلدة مؤتة ، فحشدوا عشرين ألف مقاتل ؛ نصفهم من الروم ونصفهم الآخر من القبائل الموالية للروم ، من لخم وجذام وبلي وبلقين ، وكان العرب بقيادة مالك بن رافلة ، وقد انتهت المعركة باستشهاد ثلاثة من القادة وهم : زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة ، ثم تولى القيادة خالد بن الوليد الذي تمكن من مواجهة الروم والصمود أمامهم قبل أن ينسحب بالجيش سالما إلى المدينة المنورة .
وقد أرسلت قبيلة جذام رسلا برئاسة رفاعة بن زيد الجذامي إلى الرسول (ص) في المدينة المنورة معلنة إسلامها وانتقلت جذام من البلقاء وجنوبي الأردن إلى شمال الجزيرة العربية .
وفي أيار عام 632 م أرسل النبي بعثا إلى الشام بقيادة أسامة بن زيد ابن الثانية والعشرين سنة ، وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من ارض البلقاء ، إذ أمره أن يذهب إلى المكان الذي قتل فيه أبوه ، وان يغزو تلك الأقاليم ، إلا انه قبل أن يتحرك هذا الجيش انتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى ، وفي اليوم التالي أصر الخليفة أبو بكر على أنفاذ ها البعث ، فانطلق الجيش إلى مقصده وتمكن من الانتصار على جموع من القبائل في تبوك ، ثم سار إلى مؤتة ، وحارب قبائل كلب وغسان ، قبل أن يعود إلى المدينة بسبب حروب الردة .
إلى أن نلتقي في الحلقة القادمة تحية لكم والى اللقاء .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :