facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معادلة الضم والانضمام


د. حازم قشوع
02-10-2022 11:45 AM

دخول أوكرانيا للناتو مقابل هضم الاقاليم الاوكرانية التي اصبحت روسية بعد الاستفتاء ومصادقة الرئيس بوتن عليها تلك هي عناوين صفقة الحل لوقف تداعيات الحرب الدائرة في اوكرونيا بين الغرب والشرق العالمية وهي معادلة (الكل فاز) التي يطرحها الاتحاد الاوروبي الذي اخذ يتحدث من باب (الحيادية).

وذلك عبر مبادرة تقوم على وقف اطلاق النار من قبل روسيا ليقام وقف اطلاق النار من قبل أوكرانيا على ان يأتي ذلك من واقع شريط الخطوط الحدودية الحالية وهذا ما يعنى الاعتراف بحدود روسيا الحالية وهو ذهب اليه وأكده الامين العام للامم المتحدة غوتيرس وبينه الرئيس الاوكراني زيلينسكي بشكل ضمني في تصريح لهما تحدثا فيه عن وقف اطلاق النار وهذا ما يعني ان معادلة وقف اطلاق النار باتت تقوم بشكل ضمني بالموافقة على ضم الاقاليم الاوكرانية لروسيا مقابل انضمام ما تبقي من أوكرانيا للاتحاد الاوروبي.

واما التصعيد الامريكي الذي اخذ بالتنامي عبر مسألة العقوبات فإنه يقوم بالدرجة الاولى على (بلاروسيا ليس على روسيا) والتي يراد منها الحد من فضاء التهديدات الروسية عن طريق خفض مساحة مناوراتها العسكرية التي تهدد كييف في المقام الاول وهذا ما يعني امكانية ادخال روسيا البيضاء او بلاروسيا في معادلة الضم والانضمام للقائمة لتحصينها من العقوبات التي تقوم الولايات المتحدة فرضها عليها.

وهي ما تعتبر جملة جديدة في معادلة الضم والانضمام للقائمة التي تدعم باتجاهها الاتحاد الاوروبي كما لا تمانع عليها تركيا اوردغان التي باتت هي الاخرى تشكل حجر الزاوية بهذا السياق كونها تشكل جزء اساس في الوسط الاسيوي كما تشكل حالة متحركة في الناتو وهي قادرة ايضا على فتح حوار مفضي لترسيخ واقع سلمي في معادلة الضم والانضمام للقائمة.

لكن انقرة لم تعتاد على تقديم مبادرة بالمجان لاسيما وان لديها عمقها الحيوي في اسيا الوسطى في الجمهوريات الستة الناطقة بالتركية ولديها مجالها البحري في شرق المتوسط مع اليونان ولديها تهديدات من الاكراد في الشمال السوري والشمال العراقي وجمعيها تأثر في المقام الاول على امنها المركزي ومجالها الحيوي وهي موضوعات تريد تركيا ان تضعها على طاولة البحث للوصول بها لاستخلاصات لاسيما وقد مضى مائة عام على اتفاقية سيفر التي تنتهى مع نهاية هذا العام وهذا ما يجعلها تدخل ايضا في معادلة الضم والانضمام.

(التراب مقابل الولاء) هي معادلة الضم والانضمام وهي المعادلة التي تعمل على ترسيم خطوط جغرافية جديدة وتعتبر الاولى من
من نوعها بعد الحرب العالمية الثانية وهذا يتأتي في خضم تحديد مناطق نفوذ جديدة مع بدء بناء مراكز جيوسياسية هي الاولى من نوعها بعد انتهاء الحرب الباردة وهذا ما يعنى ايضا أن هنالك دول ستظهر واخرى سيتم هضمها على امتداد الرقعة الجغرافية المتحركة سياسيا وكما ان درجة الاستقطاب في طريقها للتنامي مع دخول اطراف اقليمية بهذه المعادلة الجديدة.

وهذا ما يمكن مشاهتده على الطرف الاخر من معادلة الضم والانضمام على المحور الايراني الذي يريد العودة للانضمام للمجتمع الدولي بالاتفاقية النووية مقابل ترتيبات تطال مجالها الحيوي بانفكاك العراق ودخول لبنان بصفقة سلام امنية مع اسرائيل تتبادل الخبرات في الموارد الطبيعية وترسم الحدود البحرية وهو ما يأتي في خضم اعادة ادخال لبنان في داخل المنظومة الاقليمية وهذا ما قد يسقط ايضا على الضفة الغربية كما يتحدث بعض المتابعين.

وبهذا تكون الولايات المتحدة قد حددت حدود التماس وبينته مع مراكز القوة العالمية وباتت تتحكم ببقية الفضاءات العالمية وهذا ما كان الرئيس جو بايدن تناوله في شعاره الانتخابي "امريكا تعود لحكم العالم من جديد" وهو على ما يبدوا انه قيد التحقق قبل الانتخابات النصفية الامريكية فما الذي سيكون عليه الحال قبل الانتخابات الرئاسية القادمة في ظل محاولة الحزب الديموقراطي تقليم الحزب الجمهوري بالهضم وسياسية تقليم نتوءاته الداخلية ضمن معادلة يبدو أنها قائمة ايضا على الضم والانضمام التي يقف عليها حال المشهد العام.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :