facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بعيداً عن النووي .. تأثير القوة الصاروخية الروسية


م. مهند عباس حدادين
18-10-2022 09:46 PM

بعيداً عن إستخدام النووي التكتيكي أو الإستراتيجي من قبل روسيا في حربها مع أوكرانيا , يبدو أن التكتيك الجديد بعد تفجير جزيرة القرم هو إستخدام القوة الصاروخية الروسية سواء من صواريخ بالستية تُطلق من قواعد داخل الأراضي الروسية أو من البوارج والغواصات الروسية في البحر الأسود أو من خلال الطائرات المسيرة أو الطائرات المقاتلة , وذلك لإستهداف البُنى التحتية المتنوعة داخل الأراضي الأوكرانية من مراكز لتوليد الطاقة الكهربائية ومحطات توزيعها وأخرى لتسخين المياه , ومراكز الإتصالات ومراكز غُرف العمليات والمباني الحكومية ومستودعات تخزين الأسلحة والمجمعات العسكرية ومحطات القطارات الرئيسية جميعها في العُمق الأوكراني, حيث تم إستهداف العاصمة كييف وجميع المُدن الأوكرانية في تحول خطير في الحرب الروسية- الأوكرانية.

يبدو أن هذه المرحلة ستكون حاسمة وخصوصاً إذا إستمرت روسيا بالهجمات الصاروخية لغاية الإجتياح الكبير في فصل الشتاء بعد إتمام التعبئة الجزئية لقرابة 300 ألف جندي روسي, لأن هذه الضربات ستُدمر جميع الُبنى التحتية الأوكرانية وسيشعر جميع سُكان أوكرانيا في كل المُدن بجدية الحرب والضغط الكبير على زيلينسكي لقبول الشروط الروسية لإنهائها,حيث أنها لاتقتصر فقط على المنطقة الشرقية والشرقية الجنوبية من البلاد, فما أن يأتي فصل الشتاء لتجد أن البلاد مشلولة الحركة ومتجمدة بدون كهرباء وتدفئة وإتصالات وخطوط نقل وغيرها , وستكون بوضع إقتصادي صعباً جداً , لن تتمكن دول الإتحاد الأوروبي من تقديم أي مساعدة إقتصادية لها في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي تمُر بها هذه الدول وخصوصاً ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا التي تُعاني الآن من ضغط المظاهرات في الشوارع, ناهيك عن سقوط بعض هذه الحكومات مجدداً وإستلام حكومات اليمين المتطرف التي تناهض هذه الحرب .

لقد إستشعر زيلينسكي هذا الخطر وإستنجد بحلفائه لإرسال منظومات دفاعية لإسقاط الصواريخ البالستية والطائرات المُسيرة والطائرات الحربية الروسية, فأسرع حلفاءه لإرسال هذه المنظومات المتطورة وخصوصاً بريطانيا وفرنسا , والولايات المتحدة التي وجّهت مصانع الشركات الحربية بإنتاج الكميات الكبيرة من هذه المنظومات.

كل ذلك والولايات المتحدة تُسابق الزمن لتسليم هذه الصفقات قبل الثامن من تشرين الثاني القادم وهو موعد إنتخابات الكونغرس الأمريكي والذي يخشى الديمقراطيين فوز الجمهوريين , وبالتالي إفشال جميع الخطط والدعم الأمريكي لأوكرانيا نظراً لما يترتب على ذلك من تكاليف مالية باهظة في وقت يُعاني فيه الإقتصاد الأمريكي كما يُعاني المواطن هناك من إرتفاع في الأسعار وخصوصاً أسعار الطاقة والتي فشل الرئيس بايدن في كبح جماحها من خلال الضغط على أوبيك بلس لزيادة الإنتاج.

لذلك فإن السبب الوحيد لوحدة الديمقراطيين مع الجمهوريين لدعم الأوكرانيين بغض النظر عن تكلفة الفاتورة المادية , هو قيام روسيا بإستخدام النووي التكتيكي داخل الأراضي الأوكرانية وهذا لا يتم إلا بإستفزاز روسي ,وذلك بالقيام بهجمات أوكرانية مدعومة من حلفائها في العُمق الروسي أو في المقاطعات الأربع التي ضمتها روسيا إليها مؤخراً , من خلال تزويد أوكرانيا بصواريخ بالستية أو أن تقوم أوكرانيا بهجوم معاكس وفجائي مدعوم بأسلحة متطورة على أحدى المقاطعات الأربع, مما يدفع روسيا إلى إستخدام النووي التكتيكي للرد على الأوكرانيين , وهذا بحد ذاته كافٍ لإدانة روسيا عالمياً وتبرير دعم أوكرانيا من قبل الكونغرس الأمريكي , كون الهجوم الروسي بالنووي التكتيكي يهدد السلم والأمن العالمي ,لأن إستخدام روسيا له سيُبرر لحُلفاء أوكرانيا أنها ستُفكر جدياً بإستخدام النووي الإستراتيجي وبالتالي تهديد أراضي الولايات المتحدة وأوروبا والعالم أجمع.

إن القوة الصاروخية الروسية هي الأقوى في العالم , فهل إستمرارية إستخدامها بكثافة دون ردعٍ كافٍ لإنهاء الحرب وإجبار الأطراف على الجلوس على طاولة المفاوضات قبل معركة الشتاء القادم.

*الخبير والمحلل الإستراتيجي في المجالات السياسية والأمنية والإقتصادية والتكنولوجية.
*رئيس مجلس إدارة شركة JOBKINS.
mhaddadin@jobkins.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :