حقوق الإنسان في الحضارة الصينية القديمة
20-11-2022 04:22 PM
عمون - منذ القدم وفي العصور الماضية كانت نظرية حقوق الإنسان واردة في ظل مفهوم الإنسانية والرحمة، وفي هذا السياق كانت الصين سبّاقة في هذا الموضوع؛ فقد أسست فكرة الكفاح من أجل الاستقلال وسعادة الشعب وتشكيل الأحزاب، وتبني فكرة حقوق الإنسان، وهذه الأفكار هي معالم مهمة في تطوير الحقوق الإنسانية الصينية، وظهر مصطلح الحقوق المدنية في حضارة الصين القديمة وكان لها حدود إلا أنّ الدلائل التاريخية أكدت بعدم انتهاك حقوق الإنسان فيما يتعلق بالحقوق السياسية وسجّل التاريخ لأسرة صينية تدعى (تشينغ) بترسيخ مفهوم الحقوق المدنية في حكم البلاد.
مفهوم الحقوق المدنية في الحضارة الصينية القديمة
في الفترة التاريخية تجسد مفهوم الحقوق المدنية في الصين ويستند على مصالح عالمية وذلك باعتقادهم أنّ الحق يجب أن يمنح لجميع شعوب العالم وعليه اقتُرِحَ بندان؛ البند الأول ينص على معارضة الحكم الاستبدادي، والبند الثاني ينص على الدفاع عن حقوق العالم المشترك والترويج لمفهوم المصالح العامة.
القانون من وجهة نظر الفكر الصيني القديم
تجسد الفكر الصيني القديم حول القانون العادل والحكم المنصف واشتمل على جانبين: المفهوم والممارسة فالجانب الأول يشتمل على سيادة القانون وتحقيق الحكم العادل أما الجانب الآخر فهو تلبية مصالح الناس، ويتطلب بذلك أن تلغى القوانين الصارمة الضارة بالشعب.
آراء الفلاسفة الصينيين القدماء
قسم الفليسوف كونفوشيوس حقوق الإنسان إلى عدة أقسام؛ القسم الأول بين الحاكم والرعية، والقسم الثاني بين الآباء والأبناء والزوج والزوجة والصديق والصديقة. ويدعو كونفوشيوس إلى التعاطف مع جميع البشر لأنهم يمتلكون نفس الرغبات ويمنع التعدي على حقوق الأفراد والاهتمام بعلاقة الفرد والدولة، ويقوم مذهبه على حب الناس وحسن معاملتهم والرقة في الحديث والأدب في الخطاب، ونظافة اليد واللسان.
كما يقوم مذهبه على احترام من هم أكبر سناً وأعلى مقاماً، وعلى تقديس الأسرة وطاعة الصغير للكبير واحترامه، وطاعة المرأة لزوجها. ولكنه في نفس الوقت يكره الطغيان والاستبداد ويؤمن بأن الحكومة إنما أنشأت لخدمة الشعب وليس العكس، وأن الحاكم يجب أن يتمتع بقيم أخلاقية ومثل عليا.
كيف نشأت حقوق الإنسان في الصين
ساهمت الحضارة القديمة في تطور البشرية في الكثير من المجالات إذ اعتمدوا على الزراعة وتربية المواشي والدواجن من أجل توفير الغذاء لإبقائهم على قيد الحياة وبذلك تطور العقل الصيني وأصبح مدرك لحقوقه تدريجيًا في كافة مناحي الحياة وعلى مر السنين تأسست الجمهورية الشعبية عام 1949 تحت الحكم الشيوعي وهذا أدى إلى تشكيل حقوق الإنسان الذي ينص على التمتع الكامل للفلاحين والجنود والعمال بالحقوق الكاملة وافتقار الطبقة البرجوازية إلى الكرامة.
وفي النهاية فإن الحضارة الصينية القديمة قد ركزت اهتمامها على تعليم الطبقة الحاكمة بحقوق الشعب واستمرارية النظر في مصالح الشعب بأنها المسؤولية الأساسية للحكومة وعدم تعليم الشعب للمطالبة بحقوقهم.