facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ذبح المسيحية العربية


ماهر ابو طير
08-11-2010 06:21 PM

لم تكن المسيحية العربية ، امراً عابراً في مشرق العرب ومغربهم ، واذ يتم اعلان الحرب على المسيحية العربية ، فإن الكارثة كبيرة جداً.

في فلسطين تم تهجير مئات الالاف من المسيحيين ، وبدأت هجراتهم منذ مائة عام ، لظروف كثيرة ، فخرجوا الى امريكا الشمالية ، ثم امريكا الجنوبية ، وتجد اليوم الاف العائلات في البرازيل وتشيلي ودول اخرى.

جاء الاحتلال لاحقا وعبر تواطؤ غربي يتم منحهم تأشيرات الخروج ، وكل التسهيلات لتسفيرهم يوما بعد يوم ، والعرب لم يدعموا مسلماً ولامسيحياً في فلسطين.

لم يبق في القدس سوى عدد قليل من العائلات ، وعدد اخر في الناصرة وبيت لحم ، ومدن اخرى ، والذين يتفرجون على مشهد تفريغ فلسطين من العائلات المسيحية ، يخدمون اسرائيل.

يخدمونها لان اسرائيل لاتريد مسلماً ولامسيحياً ، وسنصل ربما الى اليوم الذي يتم فيه الاعتداء على المقدسات المسيحية ، جنبا الى جنب مع مقدسات المسلمين ، ومعلوم ان ذلك يحدث منذ هذه الايام.

القصة ذاتها تتكرر في العراق ، فيتم قتل المسيحيين ، برغم انهم اهل البلاد ، كغيرهم ، وبرغم انهم يشتهرون تاريخياً كغيرهم من مسيحيي الشرق ، بأنهم يمتلكون قيماً اخلاقية عالية ، فلايؤذون احداً ، وتفريغ العراق من مسيحييه ، هدف يخدم الاحتلال الامريكي.

القتل في العراق يقول للعالم انظروا الى مايفعله المسلمون في كل مكان ، انهم يهدمون الكنائس ويفجرونها ، ويقتلون على الدين ، على الرغم من ان الدين لايأمر بذلك ، ولايقبل ابداً الاعتداء على المسيحي ، تحت اي مبرر.

ليس عند هذا الحد فقط.بل يخرج من يخرج ليهدد اقباط مصر بالويل وعظائم الامور ، وكأنه ينقصنا خراب مصر ، وتفتيت وحدتها ، وشطرها وربما اذكاء حرب اهلية ، وتصير القصة قصة اثنتين اسلمتا ، ليتبدى ان ملف المسيحيين في مصر مقبل على الطريق ، في خدمة ذات السياق.

شطر هذه المنطقة وتفريغها من عنصر مهم ، اي المسيحيين العرب ، سيُدلل على قلة التسامح والمساواة ورفضنا للحياة المشتركة ، وسيقدم اكبر خدمة لمن يريد حرق المنطقة.

المسلمون اعلنوا مراراً وتكراراً ان هذه الافعال ليست من الدين ، وعليهم ان يخرجوا بصوت عال ومرتفع ، للدفاع عن هذه المنطقة ، واهلها ، اذ ان الذبح بات يشمل الجميع.

الخلطة السرية للعيش بين الناس ، معروفة تاريخياً ، اذ ان الرسول اوصى على سابع جار ، ولم يحدد لك دين الجار ، وكل التفسيرات المتطرفة للدين تأخذك للخراب وللحروب الاهلية وللتشطير ، هي تفسيرات يتوجب الوقوف عندها.

مابين التطرف في الدين ، والقتل باسم الدين ظلماً وبهتاناً ، وترك الاحتلالات والتفرغ لقتل المسلمين والمسيحيين ، معاً ، واولئك الذين يسكتون على مايجري ، فإن الكارثة التي نراها لايمكن السكوت عليها.

مسيحييو العرب ليسوا طائفة يتوجب الاحسان اليها ، او قلة يتوجب مداراتها ، او اقلية يتوجب ان تلتزم حدودها ، فهم عرب شركاء وهم اهل المنطقة كغيرهم ، ومن هذه الزاوية فإن سلب المنطقة هذا الرصيد من المسيحية خطير.

خطيراً جداً لانه ليس حقاً ، ولانه ايضا يجيّش الغرب ضدنا ، باعتبارنا نشن حربا ضد المسيحيين ، وننتهك حقوقهم ، ونلاحقهم ، وكأنه ينقصنا عداء فوق العداء الذي نواجهه في كل مكان.

ذبح المسيحية العربية ، ذبح لنا جميعاً ، والسكوت على ذلك دليل على الجهل والغباء ايضا،.

mtair@addustour.com.jo

(الدستور)





  • 1 09-11-2010 | 04:28 PM

    وجود مسيحيين عرب في البلاد العربية وخاصة فلسطين ليس في مصلحة اسرائيل. اسرائيل تريد صراعها مع العرب ان يكون صراع مع المسلمين فقط حتى يتعاطف العالم معها وتظهر اسرائيل كانها تحارب الارهاب.
    نعم كما قال الكاتب ذبح المسيحية العربية ، ذبح لنا جميعاً ، والسكوت على ذلك دليل على الجهل والغباء ايضا،


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :