facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جواز سفر


ماهر ابو طير
11-11-2010 06:51 PM

ضاع جواز سفري ثلاث مرات في حياتي ، وحكاية جواز السفر يعرفها الذين يضيعونه في عواصم العالم ، خصوصاً ، من بين الصحفيين الذين يطيرون من بلد الى اخر.

ذات مرة في منتصف التسعينات ، وفي مطار هيثرو في لندن ، كنت في السوق الحرة ، واذ جلست انتظر موعد الطائرة العائدة الى عمان ، فتحت حقيبتي لاخراج شيء ما ثم اعدت اغلاقها ، وقمت من مكاني باتجاه آخر. كثير الحركة كحالتي يدفع الثمن دائماً. لحظات مرت ، وكنت قد ابتعدت عن موقعي الاساسي ، تفقدت جواز سفري فلم اجده ، فشعرت بهلع شديد ، فلا الجواز معي ، ولا انا قادر على العودة الى عمان ، ولا حتى الرجوع الى لندن ، وسأبقى اسابيع ربما في السوق الحرة ، متذكرا اغنية مارسيل خليفة.. "وقفوني ع الحدود"،.

مرت انجليزية شقراء ، لا هندية ولا بنغالية ، وقالت هل فقدت شيئا؟ قلت لها جواز السفر؟ فقالت هناك موظف من الخطوط الكندية التقط جوازاً عن الارض فأذهب الى مكاتبهم لعله يكون جوازك ، والمسافة من مكاني الى مكاتبهم استغرقت ركضاً ثلاث ثوان ، كأرنب مذعور ، واذ بالخطوط الكندية لديها ستة عشر جواز سفر ، اوقعها اصحابها قرب مكاتبهم ، وبعد بحث ظهر الجواز ، وكان قد بقي فقط نصف ساعة على اغلاق باب الطائرة ، اخذت الجواز ، ووصلت الطائرة منهاراً ، ولربما لم اصحُ من القصة حتى وصلنا الى عمان.

ذات يوم في بغداد ، وفي فندق فلسطين ، واذ بي لا اجد جواز السفر في غرفتي ، وبعد بحث مطول لم يظهر الجواز ، وصرت اضرب اخماسا في اسداس ، ومن شدة اليأس وكانت الساعة السادسة مساء اخذني صديق اردني مقيم في الموصل الى مطعم معروف للكباب في بغداد للعشاء ، وانا ارجوه ان لا اذهب ، فأنا بلا جواز سفر ، ومزاجي اسوأ من شتاء بلا موعد ، ومشكلتي هي في العودة الى عمان ، غير انه بقي مصراً حتى ذهبنا ، انا اتقلى وهو بارد الاعصاب.

دخلت لصلاة العشاء في المسجد المجاور ، صلينا العشاء ، بقيت سارحاً صافناً في مصيبة الجواز المفقود ، حين خرجت من المسجد حدّق في عراقي عجوز نوراني الوجه وقد استطالت لحيته ، وملابسه رثة جداً وبيده عصا وبالكاد يمشي ، وسالني بعراقيته: اش بيك ياولد؟ لم اجبه. فقد قرأ الضيق على وجهي ، سكت لحظات ثم قال: جواز سفرك خلف المرآة في غرفتك ، وخرج ولم يلتفت الي ابداً ، اما صاحبي فقد انفلت من الضحك واصفاً العجوز بكونه مجنوناً او مخبولا ، وعدنا الى الغرفة معاً ، وكانت المفاجأة حقاً ان الجواز كان واقعاً خلف المرآة على الارض بطريقة غريبة جداً ، ولربما من يومي لااعرف كيف اكتشف العجوز المشكلة ، وكيف قدم الحل ، ليبقى صديقي حتى اليوم ، محمّلا اياي الجمائل لانه اخذني لمطعم الكباب الذي اخذنا للصلاة ثم لاكتشاف الجواز،.

في قصة ثالثة كنا وفداً صحفياً عربياً ، في بروكسل ، واذ كنا في الفندق جاء مسؤول الوفد ووزع جوازات السفر على الاعضاء بعد وصول كل الوفد ، اخذت جوازي وطوال الزيارة لم اتنبه الى انه اعطاني جوازاً ليس لي وانما لشخص تونسي يحمل ذات اسمي الاول ، وكانت المفارقة ان التونسي اخذ جوازي ، ولم يتنبه اي واحد فينا الى ان جوازه ليس معه ، اذ دس كل واحد الجواز في جيب البذلة ، معتبراً ان الجواز جوازه.

مرت ستة ايام ونحن في نشاطات متواصلة ، وكأن عمى البصيرة نال من كلينا ، فلا احد تنبه ، ولم يتم التنبه للجواز الا في اليوم الاخير حين قمت بتعبئة استمارة تم جلبها لتقديمها لمطار بروكسل الدولي عند الخروج ، فاستبد بي الهلع حين سألت عن جوازي وعن صاحب الجواز التونسي فقيل لي في البداية انه انهى زيارته وغادر لزيارة قريب له في بلجيكا ، ويا له من شعور ، اذ تكاد ان تختنق في فندق "رويال وندسور" حتى تبين لاحقاً ان الرجل التونسي موجود ، وانه لا يعرف عن كل القصة ، ومنشغل بشراء الشكولاته لاطفاله. الكيلومترات القليلة بين الفندق ومطار بروكسل الدولي ، كانت كألف عام مما تعدون.

حين تفقد جواز سفرك وانت وسط ملايين الوجوه التي لا تعرفها ولا تعرفك ، تصبح مجرد رقم،.

mtair@addustour.com.jo

(الدستور)





  • 1 اهداء الى ماهر ابو طير الغالي 12-11-2010 | 04:38 AM

    http://www.youtube.com/watch?v=GhSfL9nfc9g

  • 2 اردني مغترب 12-11-2010 | 04:44 AM

    "حين تفقد جواز سفرك وانت وسط ملايين الوجوه التي لا تعرفها ولا تعرفك ، تصبح مجرد رقم،."

    وحين تكون في بلدك بالاردن تذلل كل الصعاب امامك حتى لو بجددولك اياه
    قياااااااالله على نعمة الاردن ولا احد يشعر بذلك الا بالغربة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :