عمر كوكب الأرض كما تشير الدراسات العلمية يقدر بحوالي 4 مليار ونصف سنة بحسب سنوات الانسان التي نعرفها، ومعظمنا يعرف كيفية تكوينها حسب التفسيرات العلمية، ومن ثم وجود الحياة على الكوكب وخصوصا البشر على سطحها والتي يفترض بعض العلماء بان عدد البشر على سطح الكرة الأرضية يقدر بحوالي عشرة الالاف كائن بشري قبل سبيعين ألف سنة. وللأرض خصوصية، فرغم جمال هذا الكوكب الذي منحنا الحياة على سطحه ، الا ان الزلازل هي من طبيعة تكوينه السيئة ، وسوف تستمر في معظم مناطقه، والضحايا من الكائنات الحية من البشر ستكون حسب كثافة عدد السكان في المنطقة الزلزالية .

ومنطقتنا ليست في منأى عن الزلازل ، ففي 5 ديسمبر 1033 ضرب زلزال وادي الأردن المتصدع، وتسبب في دمار شديد في منطقة الشام ، وكان جزءًا من سلسلة من أربعة زلازل قوية في المنطقة بين 1033 م و 1035 و تسبب في حدوث موجات مد عاتية (تسونامي) على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط ، مما تسبب في أضرار ووقوع خسائر في الأرواح. وقتل ما لا يقل عن 70 ألف شخص في الكارثة، وتضررت جميع المناطق المحيطة بوادي الاردن. فكما يقال ان مرتفعات الجولان والاردن هي جزاء من الصفيحة العربية، بينما يقع الجليل والأراضي الفلسطينية والسهل الساحلي والنقب جنبًا إلى جنب مع شبه جزيرة سيناء على الصفيحة الأفريقية، وحركة تلك الصفيحتين تؤدي الى منطقة نشاط زلزالي.

التاريخ الحديث للبشرية والذي درسناه عبر الكتب العلمية يشير الى ان بداية النهضة الحقيقية للإنسان، بدأت منذ قيام الثورة الصناعية والتي ظهرت في القرن الثامن والتاسع عشر في بريطانيا، وانتقلت الى العالم بعد ذلك، وفي اخر 30 عاما كان التسارع مذهلا، وفي شتى المجالات ومنها تكنولوجيا البناء، الا انه ما زال هناك مجال واسع لتطوير هذه التكنولوجيا وخصوصا في مجال مقاومة الزلازل. اليابان هي الرائدة في ذلك، فقد طورت إمكانيات علمية وتكنولوجيا وأدوات حديثة مقاومة للزلازل، ويجب الاستفادة من خبرتها وخصوصا للأبراج السكنية. كما شاهدنا لم تنهار جميع المباني في المناطق التي ضربها الزلزال في سوريا او تركيا، وهذا يدل على أهمية جودة البناء في التنفيذ أيضا ، والتي لا تقل عن أهمية التصميم.

لا يوجد دراسة علمية او إحصاء، ولكن من معرفة عدد المباني المصممة لمقاومة الزلازل في الأردن و التي تعد على أصابع اليد كما اعتقد ، فهذا يقودني الى ان استنتج ان 99% منها غير مصممة لمقاومة الزلازل.

. واما المطلوب، هو تطبيق كود البناء المتعلق في الزلازل للأبنية الحديثة من الان وصاعدا، وخصوصا في مجال الاسكانات والابراج السكنية والمباني الحكومية الهامة والأمنية والمستشفيات والجامعات والانفاق والجسور وغيرها، ولذلك من الضروري ان يكون لدينا تصنيف للمباني وخصوصا الاستراتيجية منها ،والتي يجب ان تكون مقاومة للزلازل ، وضرورة التعميم على المكاتب الهندسية بضرورة الاخذ بعين الاعتبار في التصاميم لجميع المشاريع بتطبيق كود البناء لمقاومة الزلازل.

الحكومة الأردنية معنية أيضا ، بوضع خطة طوارئ استراتيجية ، تكون جاهزة للتطبيق من بداية الحدث من بداية إيواء الناجين ، ودفن الضحايا ، وعلاج الضحايا ، وتوفير سلسلة الاعاشة لمدة شهرين على اقل تقدير .
رحم الله جميع ضحايا الزلزال في كل من سوريا وتركيا ، ويشفى المرضى ويجبر بخواطرهم، فما شاهدناه يوجع القلب، ويدمي القلوب .

حمى الله الأردن وشعبه وقيادته الهاشمية من كل مكروه

waelsamain@gmail.com