facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا تضيعوا المزيد من الأجيال في التسويف والتردد


سامح المحاريق
19-02-2023 12:42 AM

يعود المراهقان الهاربان بعد رحلة قصيرة حملت نوايا كبيرة إلى منزليهما في مدينة إربد، قصة شغلت الأردنيين، ووضعت الكثير من الأسئلة على الطاولة، فهل سنتغاضى عنها كالعادة، ونتلهى في قصص جديدة تسيطر على مواقع التواصل الاجتماعي، وما أكثرها، أم سنتوقف لنتأمل ونفهم ونشخص، وهل سيكون التشخيص عبئاً جديداً على الفائض الذي تراكم لدينا ولا نجد له حلولاً.

لدي قصص كثيرة، أولها مستهلكة، ويعرفها الكثيرون، إلا أنه لا بد من سردها بإيجاز، وهي أمثولة الضفادع المغلية، فالضفدع الذي يهرب مثل غيره في المملكة الحيوانية من الماء المغلي، يفقد حساسيته للحرارة بالتدريج إذا وضع في الماء الدافئ، ويبقى من غير حراك حتى يصل الماء إلى درجة الغليان، لأنه لا يستشعر بالتحولات التدريجية في درجة الحرارة.

قصة أخرى شخصية، في الصيف اصطحبت ابني وكان في الحادية عشرة من عمره إلى أحد الملاعب بين أكثر من مئتي طفل في نفس فئته العمرية للتدريب على كرة القدم، وفي الوقت الذي كانت تعوزه المهارات اللازمة، وجدت عشرات من أقرانه يقدمون شيئاً جميلاً في الملعب، يتمتعون بصحة جيدة وتبدو إمكانياتهم الذهنية متقدة، ومع ذلك كنت أعرف أن هذه الحالة لن تنتج لاعباً واحداً محترفاً، خلافاً لما يحدث في مدارس كرة القدم في أوروبا، ليس لأن أبناءنا يفتقدون لشيء في تكوينهم أو شخصياتهم، ولكن لأننا نحن، الذين نشكل المنظومة، المسؤول والمواطن العادي، نفتقد لرؤية التنمية وذهنية التطوير.

قصة ثالثة، وأخيرة كيلا أطيل عليكم، قبل فترة وجيزة سألت عن أخبار أحد الشباب الذين أعرفهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وكان يبحث عن وظيفة قبل جائحة الكورونا، ووجدت أنه يدير حالياً مشروعين، أحدهما محطة لتنقية المياه في الجنوب، وأن أموره تمضي بصورة جيدة، ولا أعتقد أنه ما زال يفكر في الوظيفة.

بالنظر إلى المستقبل الوشيك يقف الأردن على ثروة من الشباب تعد أفضل من الخزانات البشرية صغيرة السن والتي يقل متوسط أعمار سكانها عن 23 سنة، وذلك على مستوى الخدمات الصحية والتعليمية ومستوى الأمن والاستقرار، وهذه فرصة يفترض ألا تبدد تحت طائلة التأجيل والتسويف والتخبط، ويمكن متابعة الشباب الأردنيين الذين يتحصلون على عمل في أوروبا حالياً، ومقارنتها بالماضي قبل عقدين من الزمن للوقوف على نوعية الفرص المتاحة، خاصة بعد نضوب التدفق البشري من رومانيا وبلغاريا إلى غرب أوروبا.

الشباب الأردني من خريجي الجامعات والكليات والذي يعاني من البطالة أصبح جزءاً من التركة الثقيلة، ويجب العمل على استدراك التقصير تجاههم، ويجب أيضاً ألا نبدد الموجة القادمة التي يمثلها المراهقون الذين تركا منزليهما في اربد، لمحاولة البحث عن الذات، ولو بناء على معطيات مغلوطة، وهنا لنبدأ التفكير في تغيير المناهج القديمة لأخرى أكثر معاصرة، لتثوير عملية إدارة الغرفة الصفية تجاه البحث والاطلاع على مصادر المعرفة المفتوحة، وهنا ليتحمل القائمون على التربية والتعليم مسؤلياتهم، ولنترك جانباً المناكفة حول كيف نربي أبناءنا، لأن ذلك مسؤولية كل منزل، والقصة في كيف نؤهلهم ونجعلهم منافسين لغيرهم.

ليس معقولاً أن نظل في دائرة التشكيك والتفتيش في النوايا والافتراضات المتخوفة، وأن تظل هواجس الثانوية العامة ثقيلة على قلوبنا وأعصابنا، ولا أن نبقى متمترسين وراء بعض الأكاذيب، فالكثير يحاولون الحصول على الماجستير لتحسين مسارهم الوظيفي، وهم للأسف لا يتقنون مثلاً تحليل البيانات ويدفعون بذلك لمكاتب تحيط بالجامعات، ولا يتقنون أساسيات التفكير المنهجي، فالنماذج الجاهزة تلتهمهم، والأفضل أن ينصرفوا إلى دراسة برامج مثل الإكسل وتحسين لغتهم الإنجليزية ومهارات التواصل.

الشباب الأردني الذي نتطلع له سيجد مكانه في كل مكان في العالم، سيشارك ويتفاعل ويؤثر، سيصبح لوبياً له كلمته ووزنه، وعلينا أن نساعدهم من أجل ذلك، لا أن نترك الأمر في حوزة مجموعة من المسؤولين الذين ما زالوا يحملون الحنين ويذرفون الدموع حول الماضي الذي لا يمكن أن نتقدم للمستقبل ونحن نحمله ثقيلاً على أكتافنا.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :