facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التطرف الديني والتعصب الفكري .. ما بين الوهم والاعتقاد


د.محمد البدور
21-02-2023 11:16 PM

كلاهما خارج عن سياق الاعتدال في منطق الإنسانية والحياة ومخالف للأجماع البشري والقواسم المشتركة للفكر الإنساني المستند
على سلطان العلم والتفكير المنطقي وهما اقرب الى ما يمكن ان نسمي حملته بأصحاب معتقدات تتولد عنها قناعات خاطئة يحملها صاحبها ويسير بها بعكس الاتجاه وفي تيار معاكس للأغلبية في الحياة.

وكثيرا ما يكون هؤلاء بسطاء التفكير والمعرفة والتنوير. في عصرنا اليوم طرأت مصطلحات اعلامية وسياسية اطلقت على مثل هذه الحالة من الاعتقاد الديني المتطرف على انه تطرف فكري والصقت مصطلح الإرهاب بتلك الجماعات التي وصفتها بانها تحمل فكر ظلامي وكثيرا ما اشير لها على انها مرتبطة بالفكر الإسلامي المتطرف لتلك الجماعات.

ومن وجهة نظري كباحث تتبعت سيرة هذه الجماعات في أماكن عديدة حول العالم فما وجدته وما خلصت به انه من الخطأ ان نسمي ما تحمله هذه التنظيمات من معتقدات على انها افكار لان الفكر مبني على تحليل العقل والمقارنة والحجة العلمية والبرهان لذلك يمكن ان نسمي مثل هذه الحالة معتقدات متطرفة وليست أفكارا متطرفة لأنها لا تحمل فكر وانما اعتقادات في معظمها خاطئة ولدت لديهم قناعات خاطئة بلا دليل او تعليل علمي لها ومجرد أوهام تسري بين ضعاف النفوس والجهلاء وتنشأ عنها سلوكيات منحرفة عن السياق
البشري تفضي باعمال ارهابية او جنائية او اجرامية وحتى لصوصية وعندما التصقت تلك المسميات بالحركات الإرهابية المتطرفة دينيا مثل داعش ونعتتها على انها جماعات.

متطرفة فكريا انما اشارت اليها بما لا تستحقه لانها جماعات لا تحمل فكر او لديها مفكرين والاصح ان لديهم منظرين بما عرف "بمفتي الجماعة" والدليل ان المفتي واعوانه عندما القي القبض عليهم من الجهات الأمنية في بعض الدول التي نشطوا بها وجوبهت معتقداتهم بالحقائق وحجة الفكر سرعان ما تراجعوا عن قناعاتهم بتلك المعتقدات الواهمة وحتى ان اغلب هؤلاء لا يملكون مؤهلات العلم والمعرفة وادوات التفكير سوى انهم اشخاص فوضتهم قياداتهم ياتخاذ القرار بالقتل هنا او التفجير هناك دون سند شرعي فقهي.

من هنا ليس من الصواب ان ننعتها بانها جماعات متطرفة فكريا بقدر ما يمكن وصفها على انها جماعات متطرفة ومنحرفة عن جادة الفكر والصواب وفقا لشريعة زائفة ومعتقدات واهمه وواهنة اما التعصب فهو وجه اخر للاختلاف مع المنطق الانساني وحالة مخالفة لسلامة الفكر البشري ناتجة عن سوء التكوين والتفكير والاعتقاد معا.

وفي مثل هذه الحالة يطرا سلوك منحرف من جماعات التعصب للقومية والعرقية والقبلية والجهوية والاصولية وغيرها وهي وجه آخر للجهل والظلامية والتي قد تجعل من حاملها رافضا لاي وجود او اي رأي يختلف عن اطار تكوينها وهذه حالة اخرى لجماعات وجدت في الحياة تخالف الاعتدال العقلي وسلامة التفكير وكثيرا ماتكون ايضا نواتج تعصبها انها مستعدة لالحاق الضرر بغيرها وقد تصل الى حدود الاعمال الارهابية وقتل الاخرين من خارج ملتهم او جلدتهم او جنسهم او لونهم او عرق نسبهم ومثل ذلك الحالات
الحركة الصهيونية وحركات التطهير العرقي التي وقعت في دول البلقان كما حدث للمسلمين في صربيا والبوسنه والهرسك نهاية تسعينيات القرن الماضي او تقوم به جماعة بوكوحرام في نيجيريا التي تحارب كل من يحمل افكار تخالف افكارها وهي تحارب المدنية والمعاصرة على اعتبار انها انماط سلوكية تخدش سلامة مجتمعهم المتوافق على عدم استيعاب اي تغيير او تجديد في نمط حياتهم وما يسمونه تحريم الفكر الغربي الكافر شرعا وفقا لمعتقداتهم ومثلها ايضا ما حدث لجماعات الروهينجا المسلمة من اضطهاد وقتل وتشريد في ميانمار / بورما وقتلهم في مجزرة ايدن في اقليم راخين بعصبية عرقية ظالمة وبأبشع أساليب القتل.

خلاصة القول ان التطرف والتعصب اعتلال سلوكي تناهضه ادوات العقل والتفكير وكلاهما ممارسات اجرامية تبني على الجهالة والظلامية في المعتقدات والقناعات وتقود بصاحبها الى الصدامات والدخول بصراعات تفضي الى معاقبتها امميا وادانتها دوليا وكراهيتها انسانيا لانها عدوة الحياة٠

ان الشعوب المتحضرة والمتمدنة وصانعة الحضارات والتي تترك اثرا انسانيا راقيا في تاريخ وجودها هي تلك الامم التي تخلو حياتها من كل تطرف او تعصب ضد للإنسانية والحياة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :