شكّلت دعوة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، الشباب إلى «الالتحاق بتخصصات ومهن مطلوبة في سوق العمل، وضرورة ترك الأفكار المتوارثة عن المهن، موجهاً إياهم لتجنب الركود في عالم متسارع والتعرض للفكر المحبط»، خارطة طريق للتعليم بشقيه المدرسي والجامعي وحالة ارشاد نموذجية للشباب في اختيارهم للتخصص الذي يختاروه لمستقبلهم.

اختصر سمو ولي العهد عشرات الدراسات والخطط، وحتى الندوات التي تسابق بها المتحدثون لتوجيه الطلبة ماذا يدرسون، ليبدو اليوم واقع سوق العمل يشوبه تشوّهات سببها الرئيسي اختيار التخصص الراكد، أو عدم الجرأة في اختيارات الشباب المستقبلية، والتي خاطب بها سموه الشباب الأردني قائلا « كونوا جريئين لمستقبلكم، اليوم؛ انتظار الفرصة يعني إضاعتها».، كلمات بحجم قضية عابرة للسنين بحثا عن حلول لها، نعم فانتظار الفرصة إضاعة لها، ولو التقط الشباب هذه الفلسفة في إدارة حياتهم ومستقبلهم، وماذا يدرسون وماذا يعملون حتما سيكون واقع الحال مزدحما بالإيجابيات، وخاليا من أي تشوهات للأسف يزداد عددها ولا ينقص.

سمو ولي العهد خلال مشاركته بجلسة تفاعلية ضمن منتدى «تواصل: حوار حول الواقع والتطلعات»، الذي عقدته مؤسسة ولي العهد يوم السبت الماضي، رسم ملامح مرحلة شبابية قادمة غاية في النموذجية تحتاج وقفات تحليلية دقيقة، وصولا لتطبيقها بكل ما تحدث به فيما يخص التخصصات والتعليم والتحديث والإصلاح، من مدخل الشباب، كونهم صنّاع الغد وبناء المستقبل، مع ثقة بالقدرة على تحقيق الأفضل حيث أكد سموه على ضرورة «الثقة بقدرتنا على تحقيق طموحاتنا»، وهو ما يؤكد عليه جلالة الملك عبدالله الثاني، خاصة في ظل وجود خطط جادة ونوعية»، جاعلا، سمو ولي العهد، من الحل واقعيا وممكننا وصولا لتحقيق نقلات نوعية في الأداء والانجاز وحتى تجاوز معضلات كبيرة كإيجاد فرص عمل للشباب حيث دعا سموه «الشباب إلى الالتحاق بتخصصات ومهن مطلوبة في سوق العمل، وضرورة ترك الأفكار المتوارثة عن المهن» وفي ذلك قفزة نحو نموذجية منظومة العمل وسوق العمل وتوفير الأفضل للشباب بهذا المجال.

لم يترك سموه الكلمات معلّقة ببلاغة الوصف، إنما وضع خطط عمل واضحة لتطبيق وصفات حقيقية وعملية تقود لكل ما هو إيجابي للشباب في العمل وفي الدراسة والتخصصات التي تضمن وصولهم للوظيفة، وبكل صراحة ووضوح وضع سموه تحت مجهر الواقع أسباب مشاكل الشباب في حصولهم على وظائف، أو فرص للعمل بما يحبون، بكل شفافية وبلغة بيضاء قريبة من القلب والعقل والمنطق.

ما تحدث به سمو ولي العهد، يتطلب ورشة عمل شبابية بجهود رسمية ومن القطاع الخاص ليكون كل ما تحدث به خططا تطبق على أرض الواقع، وتجعل من المرحلة القادمة مرحلة تنفيذ وتطبيق فما جاء في حديث سموه خطة عمل عملية لجعل واقع الشباب في العمل والتعليم واختيار التخصص المناسب، والبطالة يتجه في مجمله نحو إيجابيات كثيرة.

(الدستور)