facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سوريا .. مطبات على طريق العودة!


محمد حسن التل
03-05-2023 03:00 PM

بناء على الأخبار والبيانات الواردة من غرف الاجتماعات العربية التي عقدت من أجل الوصول إلى إجماع عربي لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، فإن طريق العودة هذا لا يزال غير معبد في مساحات طويلة منه، ولا زالت المطبات تكثر فيه، فهناك اولا اعتراض من قبل دول عربية على هذه العودة، لا يستهان بثقلها بالقرار العربي، كما ان الشروط التي وضعها اجتماع عمان الأخير قبل أيام لن تكون الاستجابة السورية لها سريعة، ناهيك عن الشروط التي تضعها الحكومة السورية لهذه العودة، إذ تعتبر أن أطرافا عربية كانت مسؤولة إلى حد ما وبشكل ما عما حدث في سورية.

في المقابل فإن دولا عربية وازنة في المنطقة كالأردن والسعودية ومصر والعراق تجتهد في تسهيل عودة سوريا عربيا وإعادة تأهيلها كدولة ذات سيادة في المنطقة.

ولكن السؤال الذي يبرز هنا هو عن الموقف الأمريكي بهذا الاتجاه، الموقف الذي ظل متشددا في وجه القيادة السورية ولا زال مصرا على اعتبار الدولة السورية دولة خارجة على القانون الدولي، وأنه لا بد من التغيير، يدعم موقفها هذا وجودها على الأرض في سوريا فعليا، ناهيك عن فرضها لقانون قيصر الذي يمنع أي تعامل مع الحكومة السورية تحت طائلة العقوبات

وهل جاء التحرك العربي تجاه سوريا بعيدا عن الأمريكان؟ أم أن اللعبة في المنطقة تغيرت ولم تعد أمريكا صاحبة القرار الأول فيها بعد تكريس قوى إقليمية نفسها على الأرض هنا؟ ثم دخول الروسي والصيني على خطوط اللعبة السياسية في الإقليم، لا سيما بعد الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية، وما تبعه من فتح ملفات كثيرة وإعادة ترتيب هذه الملفات بعيدا عن السطوة الأمريكية، الأمر الذي عزز الموقف الصيني في المنطقة، وبالضرورة الموقف الروسي حليف سوريا في الحرب.

وتقوية موقف إيران في مواجهتها مع الولايات المتحدة.

لا شك أن رقعة اللعب في المنطقة تمت بعثرتها، ويتم الآن ترتيبها على أسس جديدة غير تلك التقليدية في العقود الماضية، ولم تعد واشنطن وحلفائها الغربيين اللاعب الوحيد على الطاولة، ومن اسباب هذا التغير الاستدارة الأمريكية في السنوات الماضية إلى صراعها مع الصين ومحاولتها محاصرة التنين قبل انفلاته، فجاءها هذا من حيث لا تحتسب، وجعل المعركة معها في مناطق نفوذها، وبالذات منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر الساحة الأهم في هذه المواجهة.

وقد حققت بكين إنجازات كثيرة في هذه المواجهة، بسبب التقارب الكبير الذي مارسته دول فاعلة في المنطقة اتجاهها، وعدم الالتفات إلى حساسية الأمريكي وغضبه، ناهيك عن الالتقاء الكبير بين موسكو وبكين وتقاطع مصالحهما هنا، الأمر الذي وضع الولايات المتحدة في الزاوية، ولكن هل ترضى أمريكا أن تهزم كدولة عظمى في مناطق نفوذها؟

هذا ما ستجيب عنه الأحداث في الزمن القريب القادم.

وبالعودة إلى موضوع سوريا والجامعة العربية، فكل ما تمت الإشارة إليه أعلاه يخدم الدولة السورية في محاولتها لإعادة تأهيل نفسها واستعادة دورها العربي والإقليمي كدولة فاعلة كما كانت.

ولكن كما قال وزير الخارجية أيمن الصفدي، فإن مسار هذه العودة طويل، واستحقاقاته متعددة، وصاحبة القرار فيه في النهاية جامعة الدول العربية مجتمعة، وأمام الحكومة السورية متطلبات لا بد من القيام بها، كتسهيل عودة اللاجئين، والعمل مع دول الجوار على مكافحة تهريب المخدرات، كذلك العمل الجاد لإحداث عملية سياسية تنقذ البلاد وتحارب الإرهاب حتى تلتقي كل القوى السورية تحت مظلة الدولة، كذلك ملف الموقوفين والمفقودين والمطلوبين وهذا يعني أن هذه الشروط وغيرها تحتاج إلى وقت ليس بالقصير لتحقيقه، بجانب ذلك، تعهد الدول المشاركة في اجتماع عمان دعم جهود القيادة السورية باستعادة سيطرتها على كل الأراضي المسيطر عليها من قبل الإرهاب.

بالمجمل، فإن إيجابية الحراك العربي الأخير يصب في صالح الدولة السورية التي خرجت من الحرب التي دارت على أراضيها منتصرة، عكس ما كانت مرشحة له من انهيار امام الأحداث التي فرضت نفسها على أراضيها منذ أكثر من عقد من الزمان، فالعودة السورية إلى المجموع العربي يؤشر إلى أن الصراع هناك حسم لصالح الدولة التي رأى الكثيرون من العالم أنها ستسقط في أي لحظة، وأن النظام السوري فقد مبررات وجوده، لكن الأمور سارت بالاتجاه المعاكس، وأظهرت سوريا انها دولة عميقة ذات تحالفات دولية متينة ساعدتها في مواجهة الأعاصير التي هبت عليها من كل الاتجاهات.

إن فتح أي حوار عربي مع الدولة السورية يخدم حل الأزمة، وبالنهاية ومهما كان الوقت طويلا وصعبا إلا أنه سيؤدي إلى انفراج كبير في تعقيداتها إذا أراد اذا جرت مقادير الله تعالى كما نرغب ، خصوصا أن دول عربية كما أشرت وازنة مثل الاردن والسعودية ومصر والعراق مخلصة في محاولاتها لتمكين سوريا الشعب والدولة تجاوز سنوات العقد الماضي المريرة على كل الاتجاهات والصعد .
الاهم في في كل ما يحدث مصلحة الشعب السوري واعادته الى حياته التي كانت عليها قبل الحرب التي شنت عليه وعلى دولته من حيث لا يدري..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :