facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لماذا غزة؟


نيفين عبد الهادي
10-05-2023 12:13 AM

لماذا غزة؟ هذه المدينة الساحلية التي لم يعش أهلها منذ عشرات السنين سلاما حقيقيا، أو أي شكل من أشكال الهدوء الذي تحياه البشرية، فما أن تُدار فوّهات المدافع والأسلحة الإسرائيلية عن أراضيها لأيام حتى تعاود قصفها بأكثر الأسلحة خطورة، غير آبهة بطفل أو سيدة أو مسنّ، لنرى شهداء ودمارا لا يُغادرها.

استفاقت قلوبنا وأعيننا أمس على جريمة إسرائيلية في غزة، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية على إثرها استشهاد 13 مواطنا ومواطنة وإصابة 20 آخرين ، بينهم نساء وأطفال ، في الغارات الإسرائيلية على القطاع، موجهين لهدوء هذه المدينة ضربة في خاصرة زمنها باستهداف عائلات كاملة ليذهب ضحية عنفهم أربعة أطفال وأربع سيدات، شهداء عند ربهم يرزقون، لتخرج أصوات إسرائيلية تقول أن 40 طائرة مقاتلة نفذت فجر أمس غارات على أهداف تابعة لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة !.

40 طائرة مقاتلة، تستهدف بيوتا وأطفالا ونساء، دون أن نسمع من ينادي بأن هؤلاء المدنيين يجب حمايتهم، تحديدا من تلك الأصوات التي نسمعها تتحدث عن الحريات وتدافع عنها، بل وتقييس نسبها في دول العالم وتُحاسب دوله على الالتزام بها، أين هذه الأصوات من حرية العيش بأمان لشعب لا ذنب لأطفاله ونسائه في هذه الدنيا سوى أنهم على أرض فلسطين وغزة.

وصفها محمود درويش في مواجهتها التاريخية للاحتلال ودفع الغالي والنفيس من أجل حريتها وحماية تراب فلسطين «إنه أسلوب غـزة في إعلان جدارتها بالحياة»، نعم هو أسلوبها بأن تقدّم أرواح أبنائها شبابا ونساء واطفالا وشيّابا، لتحيا بسلام يليق بها وبأهلها وبترابها، لتحيا حرّة رغم عنف إسرائيل وتعنّتها وإصرارها على جرّ الجميع لحرب وجعل ذلك هو السائد، بعيدا عن أي سلام أو حتى قشور سلام .

غزة وفلسطين تحتاج اليوم تحرك المجتمع الدولي بشكلٍ فوري وفاعل لوقف هذا العدوان، كما طالب الأردن أمس في بيان وزارة الخارجية، وضرورة «توفير الحماية للشعب الفلسطيني في القطاع وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة»، هذا الأمر بات ضرورة وتأخير أخذ خطوات حقيقية بشأنه يدفع نحو جرائم لن تتوقف، وعنف يطال الجميع وضحايا من أطفال ونساء.

سلاح غزة في الدفاع عن بقائها وحياتها الكريمة هو أرواح أبنائها وأجسادهم، يدافعون عن حياة سلبها المحتل، وهذا يجعل من أي حرب ضدهم مقدمتها وخواتيمها وتفاصيلها خسائر، فمن يعشق الشهادة لا يخاف سلاحا ولا عنفا، مما يجعل من كفّ يد المحتل عن هذه المدينة ضرورة، والتدخل الدولي مسألة أيضا ضرورية، تدخل بمواقف وليس بكلمات رافضة وإن كانت حتى هذه الكلمات لا تصدر من بعض الحناجر .

وكما أكد الأردن أمس، «استمرار العدوان والانتهاكات بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية المحتلة، يهدد بدوامات أوسع من العنف الذي سيدفع الجميع ثمنه»، نعم وهذا ما على إسرائيل أن تعيه جيدا، ما تقوم به من عدوان لا يتوقف ومن انتهاكات خطيرة ستقود لعنف أوسع ولن تكون نتائجه على جهة دون الأخرى، حيث سيدفع الجميع ثمنه، هذا واقع إن تغافلته إسرائيل فهي تتغافل حقائق تعيشها وستعيش أضعافها طالما استمرت بهذه السياسات.

«إن غـزة لا تباهي بأسلحتها وثوريتها وميزانيتها إنها تقدم لحمها المر وتتصرف بإرادتها وتسكب دمها‏‏. وغزة لا تتقن الخطابة.. ليس لغزة حنجرة.. مسامات جلدها هي التي تتكلم عرقا ودما وحرائق.. محمود درويش» هذه غزة التي لم تعرف لها إسرائيل حتى اللحظة وصفة تتعامل معها، الحصار الذي فرض عليها عزلة جعلها أقوى ونموذجا مختلفا.

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :