facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكتابةُ اليدويّةُ تُطالب بِالإفراج عنها في زمنِ التّكنولوجيا


أحمد حسن ضيف اللّه
14-05-2023 07:36 AM

هل ما زالُ القلمُ الصّديق والورقةُ البيضاءُ رُفقاء دربِنا في الكتابة ... يُسافرون معنا وينسِجونَ أفكارِنا ويُعبّرونَ عن هُمومِنا أم أنّهم أصبحوا غُرباء ومُهمّشين مع ظهور القلم الفتّان واللّوح الرّنان ؟!

لا شكّ أنّ كُلّ سهلٍ مرغوبٌ ومحبوبٌ وكُلّ صعبٍ شاقٌّ على الكثير مِنّا القيامُ به .فالطّبيعةُ البشريّةُ مَجبولةٌ على تَقبُّل الأمُور السّهلة والإسراعِ في إنجازِها حتّى ولو كانَ ذلك على حسابِ اكتشافِ إبداعاتنِا الكِتابيّة وتعابيرِنا الذّاتيّة وكأنّنا غفِلنا عن قولِ الشّاعرِ التّونسيّ أبي القاسم الشّابيّ المُلقّبِ بِ" شاعرِ الخضراء" في قصيدته المشهورة "إرادةُ الحياة" :

إذا مَا طَمِحتُ إلى غايَةٍ رَكَبتُ المُنى وَنسيتُ الحَذَرْ

إلى أنْ يقول :

وَمَنْ لاَ يُحِبُّ صُعودَ الجِبالِ يَعِشْ أَبَدَ الدّهْرِ بَيْنَ الحُفَرْ
أصبحنا وأمسيْنا نسمعُ أنينَ اليراعِ "القلم" يبكي ويئنُّ في أدراجِ مكاتِبنا وعُبوّاتِ محابِرنا وكأنّهُ يستغيثُ
بِمنحِهِ حُكمَ البراءة لينطَلِق مِن جديدٍ مُعبّرًا عنْ أفكارِنا....مُسطّرًا أشعارَنا....واصِفًا مشاعِرنا وعواطِفنا
مُطلِقًا إبداعاتِنا ومواهِبنا على سطحِ ورقةِ بيضاءَ تنتَظِرُ مَنْ يملؤها بما يدور في نفسِ الكاتبِ مِن خواطِر وحواراتٍ نفسيّة وتعابيرٍ يعجزُ اللّسانُ عنِ البوْحِ بِها إلاّ للصّديقةِ الرّفيقة "الورقة" فهي مُستودعُ الأسرار ومخزنُ الأفكار وأساسُ كُلّ جليسٍ لنا في كُلّ زمان "الكتاب".

ومع ظهورِ القلمِ الإلكترونيّ واللّوحِ الذّكيّ وجدَ العديدُ مِنّا ومِن أبنائِنا ضَالّتهُم في استخدامِهما لِلأسف بشكلٍ كبيرٍ وحُجّتُنا في ذلك مواكبةُ التطوّرفي زمنِ التّكنولوجيا الرّقميّة أو رُبّما الظّهور بمظهرِ الحداثةِ والعالميّة الآنيّة وقد نُبرّر لِأنفُسِنا أيضًا سهولةَ التّعامُلِ مع القلمِ الجافّ الصّامِت الّذي لا ينطِقُ "لا روحَ فيه"واللّوح المُجرّد الّذي لا يمتلىء مهما كَتبنا فيه فلا نكادُ نعرفُ له بداية ولا تُسعِفُنا الأفكارُ معه بنهاية والأهمُّ مِن ذلك كُله هو انشِغالًنا عند الكِتابةِ بطباعةِ الكماتِ والجًمَلِ والعِباراتِ بالشّكل الصحيح أكثرَ مِن تركيزِنا على صياغةِ مشاعِرنا وعواطِفنا واكتشافِ قُدراتِنا الكِتابيّة .

نعم عزيزي القارىء إنّ الكِتابةَ بالقلمِ والورقة "الكتابة التقليديّة" تكشِفُ لك مواطِن الضّعفِ والقوّة في كلامِك المكتوب وتوظّف الدّماغ لديك بأنْ يكونَ فعّالأً وعامِلاً مُشترِكًا في عمليّةِ الكتابة كيف لا وكُلّ عُضوٍ مِن أعضاءِ الجِسمِ يحتاجُ إلى إشاراتٍ عصبيّةٍ مُرتبطةٍ بالدّماغِ مُباشرةً فهو مركزُ التّحكّمِ وصاحبُ الكلمةِ الأولى للقيامِ بالمهامّ الوظيفيّة لذلك حينما تُمسِكُ القلمَ بالشّكل الصّحيح يجري القَلمُ في يديكَ كالحِصان العربيّ الأصيل في الميدان ويقطعُ السّهول والوديان دون كللٍ أو مَلل فهو مع كًلّ جولةٍ يقطعُها يُحرِزُ تقدُّمًا ويَصِلُ هدفًا كُنتَ تَطمَحُ إليه .ما أجملَ أنْ يَخُطّ قلَمُكَ عزيزي القارىء ما تُفكّرً فيهِ وترمي إليه و تُعبّرُ عمّا في جُعبَتِكَ مِن الآلام والأحزان....الماضي والذّكريات....الّلحظاتِ الحُلوةِ الجميلةِ الأبعاد لِتبقى خالِدةٍ في عيونكَ وعيونِ من يقرأُ لكَ ويتذّكَرُكَ بخطّ يدكِ الّلينِ ويشعُر بِكُلّ كلمةٍ تكتُبها بما يجول في خاطِركَ وما تُريدُ إيصالهُ له.

دامتِ الكِتابةُ اليدويّةُ ما دامَتِ المشاعرُ والعواطفُ والأفكار.ودامَ القلمُ المبريُّ إبداعًا يتألّقُ في سماءِ العِزّ والشّموخ ودامت الورقةُ البيضاءُ رُقعةً خالِدةً مدى الحياة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :