facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما اقسى الهزيمة وطول العمر


أحمد سلامة
05-06-2023 01:37 AM

تخيلت في غُرة الفرح على عتبة هذا الشهر الصعب ، لو ان هذا الامير الهاشمي ، تمكن اصطحاب عروسه عابرا فيها النهر المقدس ، وصعد كلاهما الى القدس
وزارا القبة والاقصى والقيامة ، ومن مطار قلنديا عادا بيمن الله الى العقبة !!!

لم يكن ذلك حلما او خيالا بعيد المنال
قبل ( الخامس من حزيران سنة ١٩٦٧ )
قبل ان تحشر ضفتي المملكة ، في قرار عربي جاء والخياران احلاهما مر
… اما خوض الحرب والانضواء تحت جنون احمد سعيد ( مذيع المرحلة )
وضغط الافندية في الضفتين !!
واما
الحكمة بالتروي واستعمال العقل
وثمن ذلك كما قال جلالة المغفور له
سيدنا الحسين ( اننا سندخل حربا اهلية تفضي الى فقدان كل المملكة
ونقاط التفتيش اليهودي ساعتئذ تصل الى تخوم كل العرب) …

ما اصعب تلك اللحظة
وما اقسى الاختيار !!!

….
سمة الدهشة والاعجاب من الاخوات والاخوة العرب حيث تمتعت بتلقيها بفرحتنا الهاشمية في عرس العصر
دفعتني ان اكتب بوحا خالصا
في ذكرى الخامس من حزيران
ذلك
ان حزمة طاغية من الامل والثقة بالذات الوطنية
قد مرت على خيالي في الاول من حزيران ،
جعلتني اتجاسر على ذكرى ( المأساة الماحقة ) التي اسبغ عليها الاستاذ المرحوم هيكل اسم دلع ودللها فصارت ( النكسة ) !!!

…. الروائي اللبناني المفكر امين معلوف ، ارهقته العروبة بصورتها البائسة في لبنان
ففر بروحه وابداعه ل باريس فانتج لنا
ابهى افكار عبقريته الطاغية
( سمرقند ، صخرة طانيوس ، ليون الافريقي )
ذلك في نظري ارقى من كل ما صنعته الرواية العربية من قبله ( منذ الطيب صالح
في موسم هجرته المبكرة عن السودان ، حتى جبرا وعبد الرحمن منيف في عالم بلا خرائط )
اما
الفكر
فقد اهدانا ( الهويات القاتلة ، وغرق الحضارات ) وغيرهما كثير


…. فوجئت ان كتابه في غرق الحضارات
قد جاء بكل وجع العرب في الخامس من حزيران
ويرى امين معلوف
( ان اخطر واكثر تاثيرا على النفس العربية على مدار التاريخ العربي كله بالمعنى السلبي الماساوي هو لحظة الخامس من حزيران سنة ١٩٦٧
وما انتجته بما تخيروا له اسما غير ذات معنى ( النكسة ) …

ويمضي المعلوف في تفسيره لذلك
انها اللحظة الوحيدة في تاريخ الامم
كلها
التي انكسرت فيها الامة
ولم تنهض بعدها قط ، لان من اودى بنا اليها قد ارتحل عن الحياة الدنيا قبل ان يسدد حسابه ، والمقصود هو جمال عبد الناصر ….

ومن دون اي تحفظ فانني اوافق هذا العبقري استنتاجه !!

فالافراد العاديون والحكام الكبار ، والشعراء والكتاب والمفكرون والموسيقيون ، لم يشف احد منهم
من لحظة هزيمة ١٩٦٧
ولطالما ان جيلنا الذي عاش تلك المرحلة
لم يزل بعضنا احياء نرزق
فوجب علينا التشخيص
لماذا
كانت لحظة الخامس من حزيران اقسى لحظة في حياة امة العرب
واذاقتها المر والهوان ولم تزل !!؟؟؟

اولا :

كان حجم التفاوت في الفرق بين التوقع وبين النتيجة هائلا ، ولا يستطيع اي نصر لاحق كبر ( في معركة الكرامة وحرب تشرين ) ام صغر في حرب ايران والعراق ووحدة اليمن ، بقادر ان يمحو
الاحساس بالعار الذي اصبح صفة ملازمة للعرب
حين اضحت ( جلدة التغطية لعين موشيه ديان المفقوءة رمز فخار لليهودية في العالم اجمع )

اضحى كل امة العرب لا تزن ( محجر عين يهودية مفقوءة )

ثانيا :

حين سقطت بغداد في ايدي التتار
واذل العرب ، نهضت مصر في
معركة عين جالوت بعد سنتين فقط
وردت الصاع صاعات للتتار

١٢٥٨— ١٢٦٠ ميلادية
كأن مسح العار في سايكولوجيا الشعوب يحتاج الى سرعة الرد
كذا الفرنسيون
… حين اعتلت فرق مدرعات البانزر الالمانية خط ماجينو الفرنسية واحالته ( بددا )
انهارت الامة الاستبدادية الاستعمارية فرنسا وقتذاك تحت ذلك الدك النازي الذي لا يرحم ..

من اذكى روح فرنسا بالمقاومة الفورية
كان ذاك الفرنسي الجميل ( شارلي اندريا ديغول )
الذي قال ل روزفيلت في لقاء كازابلانكا
انا لم ات الى هنا لاسالك المساندة لفرنسا
ان جغرافيا فرنسا قد سقطت لكن روح فرنسا هنا ( واشار الى قلبه وقبضة من يده )

وهكذا نهض ديغول بعظمة روح فرنسا فانقض جغرافيتها..


في الخامس من حزيران تصدى طغمة
تملوءها اللغة فقط لتبرير وتفسير الهزيمة
وقد كان دورهم تعميقها ( سياسيا واعلاميا )

وفي نطاق الرد العملياتي
لم تستطع منابع النفط ان تصنع من فتح
( منظمة ثرية وثورية في وقت واحد )

وخاب الظن بها


بالتكثيف للتاريخ
لم يتمكن العرب من صناعة عين جالوت
في سنتين ليرجعوا ( اليهودي الطاغي ) الى قمقمه

فلم يغسل العار

ثالثا :

ان استعجال حركات التحرير العالمية
في ابتغائها النتيجة على حساب الزمن والظرف المواتي قد اوقعها في مطبات
وصمها التاريخ بانها ( معيبة ) و احيانا ( مخزية )


وفي احسن احوال التعاطف معها قيل فيها انها ارتكبت اخطاء تاريخية بحق نفسها

ف بول بوت ذلك الموهل الكمبودي ارقى تاهيل في ارقى جامعات الغرب
قد اقترف مجزرة مخزية له في تاريخ كمبوديا حين صنع صراعا داميا من غير سبب بين مدن كمبوديا وريفها
وعطب تلك الامارة الوادعة التي كانت قبله
صورة للتحضر والرقي

… ان غورباتشيف الزعيم السوفياتي الذي تعجل الاصلاح
فدمر امبراطورية في التاريخ من دون سبب
قد اسلم تجربة انسانية فريدة الى مخمور
افن ( يلتسين ) الذي احال كل عظمة دماء
السوفيات الذين انقذوا البشرية هم قبل غيرهم من النازية الى نكتة عديمة الذوق
وكان على ( بوتين ) ان يمضي باتجاه صعب في مسعاه لاسترداد روح الامة الروسية …

من حسن حظ الروس انهم لم ينتظروا غسل العار
مدة طويلة
ومع ذلك هاهم يكابدون
في الموضوع

الفلسطيني


اخطا الفلسطينيون اعني بالضبط ك قيادة
في المزج بين الدولار النفطي والكلاشين الثوري
وادى انحيازهم لاستحسان الكفاح عبر المال المتوفر
الى
استعجالهم بقطف نتائج غضب الشعب الفلسطيني الاصيل في انتفاضته الاولى
عام ١٩٨٧

باستثناء الشهيد المتصوف ابو جهاد رحمه الله ولم اقل خليل الوزير لسبب
ان لا يستحق احد ممن تبعه هذه الصفة سواه
باستثناء ابو جهاد لا احد كان يعرف عن ميكانيزمات واليات الانتفاضة

لو
قبل ابو عمار على معنى الحصر وهو قائد تاريخي لن يتكرر لمدة طويلة قادمة
بادارة حيدر عبد الشافي وحنان عشراوي
للصراع
لكانت نتائج المواجهة افضل ولم يكن عار الهزيمة قد طغى من روح الانظمة الى وجدان الثورة …

اخطا ابو عمار يرحمه الله

حين تداخل لدية
دور الزعيم
ووظيفة القائد
ومهمة المدير

وقرر ان يقوم بها كلها بيد واحدة وليس بيديه الاثنتين !!


وكان ذلك اضافة لتعميق الاحساس بالعار
تلك الصورة التي اعقبت
توقيع ( اوسلو ) يوم الاثنين العظيم سنة ١٩٩٣
وقام عدد من شبيبة الثورة
بغرز غصن زيتون في فوهة بنادق جنود الاحتلال
كانت صورة
انتحار روحي ومعنوي ادت
الى ان نرى سلطة فلسطينية في رام الله
اقل من صلاحيات ( مختار قرية ) زمن الانتداب البريطاني
لان المختار كان لديه صلاحية ( الضابطة العدلية ) !!!

رابعا :

لقد ادى الاحساس بالعار
والتعمق بقبوله الى
ارتباك في قيادة الامة فبعد ان مضى
عبد الناصر الى جوار ربه
وترك املا في اعادة احباء فرصة استرجاع الذات
لسوء حظ الامة
ومهما كان السبب ال "مؤامرة" دبرت في ليل لتسلم السادات زمام الامر ؟! ام بمحض المصادفة
فان السادات قد اخذ على عاتقه
الانتهاء من علاقته بامة العرب
ذلك قرار
واضح جلي ..

ادرك السادات ان قضية فلسطين
هي محور الارتكاز للامة فقرر ان يقذف بها منفردة الى احضان ابناءها
وبلع ابو عمار الطعم الساداتي ببراءة ام بتآمر
فالنتيجة واحدة
راحت فلسطين من ايدي العرب

ولقد كان شغله الشاغل منذ ان قطع علاقته السياسية بالمملكة الاردنية الهاشمية متذرعا باعلان الملك النبيل مشروع المملكة العربية المتحدة عام ١٩٧٢

التحلل من التزام مكتوب للراحل جمال عبد الناصر للمرحوم سيدنا الحسين بن طلال
"انه لن يفتح قناة السويس ولن يجري اي حل مع يهود
قبل ان تعود القدس والضفة الغربية للاردن "..
وهكذا اراد السادات ان يتخلص من هذا العبء عقب حرب لم يستطع احد الادعاء فيها بالنصر
ولم ينتصر فيها سوى ارادة
المقاتل المصري الشريف الفذ
ومفهوم وحدة العرب حين التقى اللواء الاردني ( اللواء الاربعين ) مع اللواء الثاني عشر العراقي دفاعا عن دمشق

هكذا
مهد السادات ببرنامجه الخفي
الى
الوصول في الكنيست للقول ( حرب تشرين ستكون اخر الحروب ) وقد حصل

ان من نتائج خطة السادات في اخراج مصر من روح الامة
قد ترك روح الامة لخيارات شتى
ومحزنة

…..
ف دول النفط بعد جنون الارتفاع في سعر النفط عقب الحرب عام ٧٣ بشكل سريالي من ٣ دولار الى ١٢ دولار

قد شمشمت رائحة الغنى وشمت رائحة متعة القيادة … فركّزت !!

وبغداد البعث الذي دوما يحس بتبعية لمنطلق الحزب وقيادته العفلقية
بقيادة الثنائي صدام / البكر

وعت معنى الفرصة في احياء الدور القائد لها …. فتحركت

ودمشق التي استحت من ضعف قوتها في الحرب واحتاجت ( الرجعي والتقدمي سواء بسواء للذود عن دمشق )

احست بالفرصة لكن الحياء اسكتها
ف صمتت …. وتكتكت !!!


والمغرب العربي كان مشلولا في المواجهة المثخنة للطرفين
( الحسن الثاني / وهواري بومدين )

بهذا الجو المفعم بالجنون
اضحى شاب مثل القذافي يبحث فيه عن دور بصرف النظر عن امكاناته القيادية وقدرات ليبيا
!!!

والثورة الفلسطينية
راحت تضع امالها بما تمثل وليس بحجمها الحقيقي
مرة في (خًرج النفط ) وثانية في ( مخلاية بغداد ) وثالثة تركض صوب دفء غوطة دمشق !!
ولم تنس في اية لحظة
مغازلة السادات من تحت سجادة السرية
….
والسادات ذاته بعد الزيارة
اضحى جزءا من لعبة الغرب وادار كل وجهه عن العرب
ليقولوا له
انه صاحب اجمل انف واكثر بدلة انيقة يملكها
وطول قامته يشبه فرعون
وهكذا صارت لغته
( بلدي ، وجيشي ، وابنائي ، وخطتي )

كل ذلك
كان من نتائج العار الحزيراني

اليوم
هو الخامس من حزيران
ولا احب ان اذكر كم سنة انقضت على لحظة العار

لكني احب ان اتذكر
اننا
وحدنا
من استطاع ان يحمع العرب في لحظة عرس كريمة
ونحن وحدنا من
نذكر العرب ان القدس
عربية اسلامية
ورغم روائح بغيضة تنبعث احيانا من تحت سجادة الصمت العربي
ضد
قدسية القدس
فان
ضريح اول من تنازل عن عرش مقابل الحفاظ على القبة والمسجد قبل مئة سنة
فان ما قاله رسول حمزاتوف الروائي الداغستاني المدهش
( وطني حيث قبر ابي )
فهذي الحكمة الداغستاتية
تصلح ان تظل خارطة طريقنا صوب القدس

وفي يوم الخامس من حزيران
في هذا اليوم

يحلو لي ان اتوهم …..


الهاشمية الفكرة
والهاشمية الرسالة
والهاشمية الخلق
والهاشمية الاردنية
وهاشمية الروح

سيبقى في كل ذلك مبعثا لامل يراود القلب دوما
ان العار ليس قدرا لا يرد
وان العار قد يكون خافزا لامل قادم

نعم
خسرنا في عار المغامرة القدس والضفة الغربية
لكننا كسبنا وطنا لم يزل متماسكا
وحظينا بقيادة لا نصفها ب( الضرورة ) كما كان يبشر البعض بقيادته
لكن الهاشمية
هي احدى امال الامة في النهوض

اختم
من حسن حظنا
ان عار الهزيمة قد وقع فينا
من
( شعب او امة او مجموعة او كيانية )
هم يهود
وهولاء
هم اضعف حلقات التاريخ الانساني
فهم لا يمتلكون ثقافة الاحتلال
ولا يعرفون معنى الاستيطان بمعناه التاريخي الحضاري
وليس في مقدورهم
الاستمرار في الحاق العار بامة العرب
فلو امتلك كل يهودي في فلسطين
قنبلة نووية
ووضعها في ( زرف كدش )
فانهم لا يستطيعون التفوق بالتاريخ على امة العرب
نعم
لم نزل نعايش اثار الحقبة الساداتية

لكن مصر وامة العرب
ودودة ولودة

سيمسح العار
حتى وان لم يكن في زمننا
فالاموات يرون
ويستمتعون
ويحسون

الخامس من حزيران
كان عندي شخصيا وانسانيا اسوأ لحظة في كل عمري

حين دخل جند يهود يهزجون ويغنون
( عبد الناصر مات والعرب يبكون ، وهذا سعادة لليهود )
دخلوا الى بلدتنا عند العصر
وجاءونا من الشرق
من مفرق حوارة

حين غطت الشمس ذلك اليوم
غرب المتوسط
احسست انها لن تعود تشرق من جديد

وتحولت العتمة الى كل القلب ولم تزل
وستظل هي غاطس الحزن
حتى الاقي وجه ربي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :