facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل تحدث الرئيس عن الوهم؟!


محمد حسن التل
23-06-2023 02:53 PM

من غير المفهوم ولا المبرر هذا الانتقاد غير المحايد الذي وصل إلى حد إخراج الكلام عن سياقه في حديث رئيس الوزراء الدكتور بشر خصاونة في الجامعة الأردنية وحواره مع الطلبة، وإخراج الكلام عن المعنى المقصود منه، مع العلم أن الحوار كان ناجحا بامتياز، جوكانت إجابات الرئيس على استفسارات وأسئلة الطلبة واضحة ومحددة وصريحة، وقد ترك اللقاء ارتياحا كبيرا عند الطلبة، لكن البعض يصر دائما على تجاوز الحقيقة ويفسر الأمور حسب ما يحلو له.

الرئيس لم يقل أن وجود موارد طبيعية في الأردن وهم، بل قال إننا دولة ليست غنية، وهذا واقع يقره الجميع، لكنه أردف قائلا إن المؤشرات الأولية لعمليات البحث إيجابية، وأعتقد أنه كان يقصد بكلامه النفط والذهب ومعادن أخرى يجري التنقيب عنها، وعندما يقول الخصاونة أن الأيام الجميلة لم تأت بعد، فهذا أيضا صحيح، فنحن ما زلنا نعاني من صعوبات اقتصادية نتيجة ظروف كثيرة معظمها خارجة عن الإرادة نتيجة العواصف التي شهدتها المنطقة منذ أكثر من عشرة أعوام، والتي كانت انعكاساتها السلبية على الأردن كبيرة، لكن الأمل لا زال قائما في تجاوز هذه الظروف بالعزم والعمل.

هل المطلوب من رئيس الوزراء أن يقول إننا مقبلون على أيام سوداء لا سمح الله؟ ولو قالها لقامت الدنيا ولم تقعد، واستغلها صيادو الكلام متهمين الرئيس بإشاعة اليأس بين الناس.

الرئيس لم يخف على الناس منذ اليوم الأول الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وقال إن حكومته لن تعطي وعودا لا تستطيع تحقيقها، والرجل لا زال على موقفه، أما عن قوله بأن الانتخابات النيابية ستجري بين تموز وتشرين الثاني في العام المقبل، فقد كان يتحدث عن مواعيد دستورية، وقالها اكثر من مرة ان الأمر يظل في النهاية بيد الملك صاحب الصلاحيات الدستورية في تقديم الموعد او تأخيره حسب نصوص الدستور، وأكد على ذلك مرات عديدة كما أشرت، فلماذا يحمل الكلام أكثر مما يحتمل؟ فإذا كان رئيس الوزراء لا يستطيع أن يتحدث عن مواعيد الاستحقاقات الدستورية، فمن يستطيع إذا؟

تمضي الحكومة بمجالات الإصلاح بجدية واضحة تحت رقابة الملك، ويعقد الملك اجتماعات دورية مع الرئيس والوزراء المعنيين في مختلف الملفات، ليكون على اطلاع كامل بالإنجاز، لأن مشروع الإصلاح مشروع الملك تنفذه حكومته، هو الضامن له.

لم نسمع من رئيس الوزراء يوما لا سمح الله إساءة للسلطة التشريعية، بل حرص دائما على أن تكون العلاقة بين الحكومة والنواب علاقة مفتوحة معنونة بالصدق والصراحة والشفافية والاحترام، في سبيل المصلحة الوطنية العليا.

حوار الرئيس في الجامعة الأردنية لن يكون الأخير، حيث في المعلومات أن اللقاء سيتكرر في محافظات الشمال والجنوب لوضع الناس والشباب بالذات بصورة ما يجري على طريق الإصلاح، ووضعهم بصورة الواقع، هذه رغبة الملك الذي يحث الحكومة باستمرار على الانفتاح على المواطنين، وبالتأكيد ستكون لقاءات رئيس الوزراء صريحة وواضحة ولن يقدم أوهاما للناس، فما يميز الرئيس الخصاونة أنه ثابت على موقفه منذ البداية في الصراحة والشفافية، وثابت كذلك على مصطلحاته، لا يغيرها من أجل الشعبوية التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه.

عندما قال الرئيس أن أمنيته كانت أن يكون وزيرا بعد تخرجه من الجامعة، لم يكن يقصد التباهي، بل تحفيز الشباب على أن تكون طموحاتهم كبيرة، وحثهم على السعي لبناء مستقبلهم بالجد والكد، بعيدا عن اليأس، وان الفرص الكبيرة أمامهم، وان حالة اليأس والإحباط التي نلحظ هذه الأيام من يسوق لها لإطفاء أي شعلة أمل أمام هؤلاء الشباب، وإقناعهم بأن الأمور وصلت إلى الحائط المسدود يجب أن يتم تجاوزها وإهمالها، وحثهم ايضا على الاندماج في العمل العام بكل جدية حتى يكونوا شركاء في صنع القرار الذي الذي يرسم مستقبلهم..

استهداف تصريحات الرئيس على مبدأ "ولا تقربوا الصلاة" فيه تجني على الحقيقة، ولا يلومن أحد الرئيس على صراحته وشفافيته، فقد كنا دائما نشكو من التصريحات المغلفة بالمجاملات التي لا تحمل أي حقيقة للناس.

بالمجمل، كان لقاء الجامعة الأردنية ناجحا وشكل من أشكال انفتاح المسؤول على الناس خصوصا الشباب، الذين تستهدفهم عملية الإصلاح، فيكفينا تجديف في الامواج السوداء، ولنعطي فسحة أمل للناس الذي يسعى رئيس الوزاء الدكتور بشر خصاونه ايجادها وتعميقها حسب تطلعات الملك..١





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :