facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




موضة التوبة


فيصل سلايطة
03-07-2023 01:32 PM

وبما أن كل شيء في عالمنا العربي بات يتغيّر و يتبدّل، لا استغراب في تغيّر معنى التوبة ، ذلك الشعور الخالص الموهوب لربّ العباد في العزوف عن اعمال تؤذي النفس و المجتمع، أما في عالمنا العربي فقد باتت التوبة" تريند" لا أكثر ، مبتعدة عن جوهر المسالمة ذاهبة أكثر نحو الاستعراض، فالتوبة في شرقنا الاوسطي يجب و ضروري أن تتمحور حول العزوف عن الفساد ، الابتعاد عن الفتن و العنصرية ، التوبة عن اضطهاد المرأة و حرمان الاب لبناته، طلب الغفران عن ضرب الزوجات و الابناء ، عن القتل و الخطف و التحرّش ، عن سرقة الممتلكات و تخريب الاوطان ، كلّ هذه الممارسات لا يعرفها تجّار التوبة و منتفعوها فهم بدونها لا يقوون على العيش، أما التوبة في قواميسهم فهي أن تغيب فيروز عن صباحاتنا ، أن ينفصم الانسان سلوكيا ليعيش حياة متناقضة واحدة في ثوب الايمان أمام الانسان و اخرى خليعة ملتهبة حمراء في الخفية.

التوبة التي أصبحت ورقة يانصيب يربحها كل هاوٍ طرق باب الموسيقى ولم يستطع الاستمرار باتت جرعة سامّة ، فهل يوجد في الحياة أجمل من الموسيقى خصيصا تلك العذبة النقية البعيدة عن الاسفاف و الرذيلة ، و بالمناسبة هل فقط حقل الموسيقى هو الذي لُوِّث من الرذائل، وهل يجب أن نهجر المعابد لوجود رجل دين مزيّف، أو لا نزور المطاعم لوجود طبّاخ غير ماهر؟.

كلّ حقل أو زاوية في هذه الحياة بها الصالح و بها الطالح ، لذلك من غير المنطقي وسم أي شخص بعيب ليس فيه ، لذلك من يقفون ضد الموسيقى و يتاجرون بورقة الابتعاد عنها هم من يضيفون للحياة اللون الاسود ، و في الحقيقة من يريد الاعتكاف و الابتعاد في هدوء و بقلب صافٍ لا يملئ الدنيا هتافات نصرٍ و كأنّه كان "هولاكو" قبل الابتعاد.

خلاصة القول: أصبحنا في عالمنا العربي نعاني من ازدواجية خطيرة بالمعايير سبّبت لنا جرعات تديّن مزيفة لا يستطيع المجتمع التفريق فيها بين الحقيقي النقي وبين المتسلّق ، فلنتخيل شخصا يضرب الاطفال ويقتلهم ويتاجر باعضائهم ثم يقول اعتزلت ضرب القطط ،ما هذه السذاجة بالتفكير !، بينما يجب أن يحاسب المجتمع أشخاصا فاسدين دمّروا الاوطان و افقروها و جوّعوها اطفالها..

فيا ليت أن تغنّي فيروز وأم كلثوم وصباح مدى الدهر ولا يموت طفل جائع يوما من فاسد تاب بعد أم نهب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :