facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوطن والوطنية والانتماء


د. اخليف الطراونة
20-07-2023 09:36 PM

الوطن ليس مكاناً أو بيتاً أو فندقاً تسكن فيه؛ وإنما الوطن هو الشعور الدائم أنه يسكن فيك ولا يفارقك في حِلك وترحالك؛ وهو الذي تمنحه حبك وحنانك دون مِنّة او انتظار كلمات الشكر أو الاطراء من أحد، الوطن كلما خطوت خطوة على ثراه الطهور واستنشقت هواءه العليل واستظللت بسمائه المشرقة وافترشت أرضه الطهور، منحك القوة والعزم والأمل.

والوطنية ليست جواز سفر تحمله ولا رقما وطنياً يوسم بطاقتك، ولا هوية أحوال مدنية تحفظها في محفظة جيبك او رخصة قيادة مركبة او بطاقة صراف
آلي .الوطنية يا سادة يا كرام هي قمة الإنتماء لبيت أسلافك ومهد تاريخك وحضن أحفادك .. إنها جذوة الوفاء لمن قدم وأعطى وضحى، وإنها رهانك الآمن للغد القادم بما فيه من تحديات وإنجازات ..الوطنية والوطن هي الثنائية التي يُحترم فيها الإنسان، ويُعطى كامل حقوقه غير منقوصة، ويطبق فيه القانون كما الموت على الجميع بلا استثناء ولا مجال فيه للفساد والمفسدين . الوطن- كما قال برناردو شو- هو " القناعة بأن هذا البلد هو أعلى منزلة من جميع البلدان الأخرى لمجرد أنك ولدت فيه" الوطن هو الذي يشعر فيه الإنسان أنه فعلاً اغلى ما يملك من كل ممتلكات الوطن، ويدفع ما عليه من حقوق وواجبات؛ لأنه يثق بكافة اركان الدولة والعاملين فيها، ويشعر انهم يعملون من أجله ولا مجال فيه للوساطة والمحسوبية والشللية.

قمة الخيانة -يا سادة - ممن يدعي أنه إنسان متحضر ويضحي بالوطن وتفاصيله؛ فسيادة الوطن ورموزه هي من سيادة فكرك واستقلاليتك، وهي مساحة احترام تفرضها على الآخرين ...نرى الأوطان في السفر، ونشاهد كم يحترم المواطن فيها، وتصان حقوقه وكرامته، ونراه مهتماً بدفع كافة الحقوق والواجبات المترتبة عليه؛ لأنه يثق بأركان الدولة والقائمين عليها ، ونرى بالمقابل طوابير من البشر على أبواب السفارات طلباً للهجرة والرزق؟!

شاهدت صدفة فيديو انتشر ذات زمن بعيد حادثة دوس جواز سفر من قبل إنسان بدا لي وقتها أنه مختل فكرياً على الأقل؛ دعوت له بالهداية .. ولكن بعد حين سمعت أنه تقدم الصفوف وتبوأ اعلى المراكز في الدولة، وسمعت قصصاً أخرى كثيرة يقدم فيها ما يسمى بالمعارضة او من يطيل اللسان على وطنة ومؤسساته وعلى كافة الرموز فيه، ويقصى فيه المواطن الحرّ الشريف المنتمي لتراب الوطن وتاريخه وأمجاده والذي لن يتردد في التضحية بروحه وماله من أجله.

ما زلت أردد وبقناعة تامة أن نعمة الوطن والاحترام والوفاء نعمة ما يُلقاها إلا ذو حظ عظيم .. ومن باع وطنه في جرة غضب أو حفنة مال أو ابتغاء شهرة طارئة او مسمى مدفوع الثمن؛ فهذا هو الانتحار الاجتماعي بعينه..ولكن حتى يبقى الوطن لأهله المخلصين الأوفياء المؤثرين ايجاباً في مجتمعاتهم ( طبعاً ليس مؤثرين عبر قنوات التواصل الاجتماعي وما شابهها) على الدولة أن تصحوا من غفوتها، وترعى أبناءها، وتحافظ على كرامتهم، وتهيء لهم سُبل العيش الكريم دون مِنّة أو كرم أو فضل من أحد .رأس المال الحقيقي للأوطان في شبابها وفكرهم وحُسن انتمائهم وولائهم للوطن .. كل الوطن وليس لجزء منه او لزمرة فيه.

مهيوبٌ يا وطننا وهيبتنا فيك ومنك ولك..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :