تونس ارادة الشباب .. ل غاندي النعانعة
20-01-2011 10:46 PM
أدرجت الاحداث الاخيرة في تونس في يوميات الشاب العربي الثائر (محمد البوعزيزي) كميقض لروح الشباب العربي من المحيط الى المحيط و التي كادت أن تتساوى و ضعف الشيوخ ومنزوعي القوى ،فقد أراد الشاب التونسي محمد كثيرا أن يحرق نفسه؛ لا من أجل وضعه المادي ولا بعيدا عن عزل سعيه اليومي المتكرر لتحقيق أهدافه ،هذا الشاب تمنى أن يأتي اليوم الذي يتحقق فيه حلمه بالعيش بكرامة ولكن لكي يوصل الينا نحن شباب الامة العربية رسالته في تأكيد حق الشعب في تقرير مصيره أحرق نفسه...
وباستشهاد البطل التونسي غادر الشباب العربي مرحلة قول القومي الشاب تيسير السبول:
أنا يا صديقي أسير مع الوهم
أدري أيمم نحو تخوم النهاية
لينزل على أرض صلبة من التضحيات فما زالت دماء الشباب تجري في عروق الامة العربية والقول بأن الشباب العربي غير قادر على تغيير مصيره ومصير أمته قول غير مقارب للصواب في عالم كاد أن يظن فيه بأن الشاب العربي مشغول بالثقافات الدخيلة وأحلام الهجرة الى خارج الوطن حيث وقفت هنا مبادرة الشاب التونسي محمد وغيره في أرجاء الوطن العربي النازف التي لم تحمل اليأس في مضمونها في وجه الظلم وانعدام العدالة لتمحي ما التصق من هذر الكلام في لوم الشاب العربي و خدش كبريائه لتنطلق الكلمة والفعل كرديفين يهتفان لتحرر الشعب العربي ..
وان الاحداث الاخيرة في تونس جاءت لكي تلفت الانظار لواقع الشباب العربي من قبل المسؤول وكأنه كان مغيب عن هذالواقع فذهب لاستخلاص العبر للوصول الى حل لواقع الشباب العربي الاخذ بالتدهور فالقيادات العربية أجتمعت لتجمع للشباب العربي بضع مليارات لاسكاته فأين كانت هذه المبادرة قبل البوعزيزي وغيره من أقرانه وغيره من الذين استشهدوا في هذا الوطن الغاص بشبابه العاطلين عن العمل ولم يعرف عنهم شئ أين هذه المبادرات قبل أحداث تونس والتي توجت أكثر من عشرين عاما على كبت الحريات بالرغم من أن العالم العربي يعيش هذه الحاله منذ قرون .
ثم ان تقنين الحريات وامتلاء المعتقلات ،وتردي الحالة الاقتصادية والاجتماعية التي هي الصفة العامة الغالبة على الوضع العربي لا بد وأن تدفع الشباب العربي الى التوحد في وجه الهم الواحد والوصول الى شكل من النظام الذي يراعي العقل العربي الذي أصبح يفيد من ثورات الشعوب الاخرى وتضحياتها والتي يشكل الشباب فيها ارادتها.
هذا يعني أن منحا جديدا في التفكير عند الشباب العربي أخذ في التبلور على أرض الواقع ، بدأيعكس ردود فعل تصب في صالح القومية العربية،ومما يعني أيضا أن القومية العربية عادت تنتفض وتعود الى الشارع العربي بأحزابها وتياراتها بشكل من اشكال الثورة والمعارضة مدعمة بروح الشباب العربي .
فما نصيب الشباب العربي اذا من ما جنته وتجنيه الثورة التونسية؟
غاندي النعانعه
gandhialananh@yahoo.com