facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المعلم طلال سلمان ومانشيته (مذكرة الجلب للامير الحسن)


أحمد سلامة
25-08-2023 11:51 PM

رحمه الله يستحق ان يطلق عليه لقب ( المعلم ) لانني لم افتن بحياتي بصحفي كما هو ، وهو من صنع المانشيت الاردني الاخطر على مدار التفاوض حول معاهدة السلام حين انتزعه من سمو الامير الحسن
برغبة الامير (ذهبت الى واشنطن بمذكرة جلب) وكان المقصود لقاء سبتمبر ١٩٩٣
في واشنطن بين (سيدي حسن وشمعون بيريز) اول مرة..

اليوم.. تتحرر روح طلال سلمان السامية من كل اثام مرحلة العرب الصعبة، والتي ظلت روحه علامة التعجب الرافضة والمعترضة لكل قبح المرحلة، وتلتحق بباريها حبا وبردا وسلاما باذن الله

طلال … ترفع عن كل قبح طائفي ، وظل يعربي اليقين ، وحافي القلب متجردا من ملذات مدفوعة الثمن ، ودافع عن فلسطين بدفء الاولياء وطهر الصديقين والشهداء..

طلال.. كان استاذ مهنة يعلم ويتعلم كل مفيد وكل جديد ، وصاحب اجمل نكتة بخفة دم
يصنع النكتة ولا يكرر لغيره ..

كان على المدى واجما بوقار لكن ان استأنس فانه سيد المجلس بخفة الروح وحلاوة القول …

لم التقيه في حياتي قبل عام ١٩٩٤م غير انني تتلمذت على مقالاته في السفير على مدار عقد الثمانينات كلها ، ثم تلاقينا لقاء العين بالعين في عمان في احدى لياليها الصعبة … وهل كان في حياتنا دوما غير الصعب !!!

قصة تلاقينا بالمعلم طلال سلمان ذات امسية في شتاء عام ١٩٩٤ قصة تروى ، لان بعدها كان ما سوف يكون … في ليلة من ليالي سبتمبر من سنة ١٩٩٣ . وعقب احتفال الاثنين العظيم في واشنطن بعد ان تصافح (ممثل فلسطين / ابو عمار يرحمه الله و شمعون بيريز واسحاق رابين وتممت مكارم الصورة وفتنتها بمصافحة ابو مازن لكليهما وايضا كلنتون) .. كنت اجالس الغالي عون الخصاونة في لوبي فندق الويلارد بواشنطن، كانت قدمه في الجبس يعاني من كسر في احد اصابع قدمه.. وبدا حتى حينه كل شيء طبيعي في رحلة العمل لسيدي حسن وفريقه المرافق لواشنطن، ما عدا تعثر مواعيد مع الادارة الامريكية وصد من بعض المؤسسات الدولية.. فجأة هل علينا ميشيل حمارنة رحمه الله ذاك المسيحي المحترم وكان انذاك مدير مكتب سمو ولي العهد الامير الحسن حفظه الله.. حين اسقط على الطاولة خبر لقاء سيدي حسن مع شمعون بيريز غدا بحضور كلينتون في البيت الأبيض وتضمن الخبر ارشادات وتوجيهات لكلينا كل في مجال اختصاصه…

ستظل تلك اللحظة في حياتي
واعتقد اكثر كانت في حياة ( عون / ابو علي ) من لحظات الوميض الذي يأخذ الأبصار لكن لا يصيب بالعمى وقد اعود لتلك الاحاسيس وذاك الحوار الذي وقع على تلك الطاولة وكان سيد الجلسة عون الخصاونة حين اجتمع اغلب الوفد لنتحاور في الغد الاتي !!

قلت قد اعود لذلك في مقالة تفصيلية ذات فرصة قادمة .

كان العرض الذي استطاع سمير الرفاعي ان يسمعه في ذلك اليوم من الجانب الامريكي (اما ان يتفضل سمو الامير الحسن للبيت الابيض وشمعون بيريز سيكون هناك والا فالطريق الى عمان سالكة) !!

والحق ان الطريق الى عمان لم تكن سالكة ، كانت كل غيوم المتوسط بعد دق عنق العراق بكل سوادها قد ارتقت جبال عمان السبعة، وبدا للحظة ان الدنيا قد اغلقت كل قضاياها ووفدت الى الاردن لتصفية الحساب معه … فمصر كانت قد اودعت في جيبها السري والعلني المليارات ، ودمشق فعلت ذلك بضراوة، والفلسطينيون تدبروا امرهم بتأشيرة سرية نرويجية .. وبقي الاردن وحيدا باكثر من اللازم ، وفي مهب الريح !!!

تقرر ان يتم اللقاء وقد حصل عقب ذلك ، وفي مقر سيدي حسن ذرفت دموع رجال غالية وعزيزة وكان الاردن وسط بحر تلك الدموع قد التقط انفاسه ، لتبدأ الحياة من جديد

هل كان الامير الحسن ضجرا بذلك اللقاء ؟

الحق ان لقاء بيريز تحت الكاميرات على نجيع البيت الابيض رغم ان خطاب سموه كان حاسما وجليا انه لم يأت لالتقاط الصور التذكارية وان السلام له معنى واحد ان يحس الناس به ويجنون ثماره وتتغير حياتهم للافضل .. رغم كل ذلك فان ضيقا ملموسا قد طرا
على اداء كل الفريق.. كان حدثا جديدا علينا كلنا !!!

عاد سمو الامير والوفد عبر روما بعد ان تبادل التمثيل الديبلوماسي مع الفاتيكان والتقى قداسة البابا، الى عمان وكانت عدة اسئلة، لم يتم الاجابة عليها في الاعلام ..

وذات زيارة لسيدي حسن لجامعة العلوم والتكنولوجيا وكان رئيسها العالم الفذ الجسور كامل العجلوني والتقى سموه بمجلس العمداء ونواب الرئيس وتحدث عن لقاء واشنطن باسهاب وبكل وضوح وصراحة … وما ان انهى سموه الحديث ، حتى قال الدكتور ( ابو صخر / كامل ) ( سمو الامير ، بعد الذي سمعناه من سموكم ، اعتقد ان المسؤول عن اعلامك وكل مكتبك لازم ينسجنوا ، لان الاردنيين يجب ان يفهموا ويسمعوا هذه الحقائق ولا يجوز ان يظلم كل هذا الحدث وان يفهم خطأ كما هو الحال ).. واضاف على هيئة التماس فيه حسرة ( لازم يا سيدي تصارحوا شعبكم بهذه الحقاءق )..

كنا ثلاثة في معية سيدي حسن
اثنان قضوا نحبهم ( معالي محمد السقاف ، ومعالي ميشيل حمارنة رحمهما الله وانا ) وربما ان ( رحمهما الله ) هي التي حفزتني ان اعود الى كل هذه الواقعة لارثي طلال سلمان اذ اضحوا جميعا في دار الحق ووجدت ان واجبا وطنيا يملي علي ذكر كل هذه التفاصيل …

في طريق الاياب لعمان
وجه سيدي حسن كلامه الي مباشرة قائلا ما قاله ابو صخر يستحق التفكير !!

اجبت .. تؤمر سيدي

على الرغم ان وثيقة اصفها بانها تاريخية (انجزها الاعلامي المرموق هاني البدري) على هيئة تقرير مدته ساعة متلفز بعنوان (ستون دقيقة بين واشنطن ونيويورك) وامر جلالة المغفور له سيدنا الحسين ذاك الضياء وكل البهاء. ان يعمم على سفاراتنا بالخارج على انه موقف رسمي للدولة في كل الذي جرى من خطاب سيدنا في اخر قمة ببغداد حتى لقاء واشنطن.. الا ان معالي الدكتور كامل العجلوني قد حفزنا على المزيد من التوضيح في اجلاء الرسالة الوطنية

كان الناس ياخذون بنصائح بعضهم ومهما كانت القسوة في الرأي كان المنظور في الاستيعاب غالبا ما يكون وطنيا .. والحق ان توجيه سيدي حسن وتبنيه رأي الدكتور العجلوني بمزيد من الصراحة قد بات احدى اولوياتي كحامل لملف الاعلام
في مكتب سموه …

ادعي الحكمة باثر رجعي ان زعمت انني فكرت بطلال سلمان كاحدى خيارات الارصفة الاعلامية المستهدفة ،
لكن الاردن دوما محظوظ لان في هذا الوطن لله دوما وفي كل مراحله ..

كنت اقضي سهرة في مزرعة سماحة الحاج محمود سعيد احد ابرز الشخصيات الشعبية العمانية على مدار دهور ممتدة
في عين الباشا المتاخمة لعمان ، وعلى عادتنا كل من اطلق عليهم المرحوم الزميل عبدالله حمدان تسمية ( المكتب السياسي ) كلنا هناك شيخ المجموعة وكبيرها ( عبدالله العتوم وكان مديرا عاما لوكالة الانباء الاردنية ، وباسم سكجها ، الزميل المرموق وصاحب امتياز صحيفة اخر خبر المسائية اليومية الرشيقة، ورئيس تحريرها ، وسمير الحياري الصحفي في جريدة الرأي اللاذع وصاحب التعليق المعبر ، ومحمد الخطايبة ، ذائع الصيت بنبله وكرمه ، وصاحب الجلسة محمود سعيد ) وكذلك حضر المرحوم ابو حسن صديق الجميع عصام كساب من خارج ( الحوطة ) ومن داخل سياج الحب.. عند نهايات السهرة تلقيت هاتفا من مقسم المقر السامي يطلب فيه الصحفي الاستاذ طلال سلمان رئيس تحرير صحيفة السفير اللبنانية مقابلة جلالة سيدنا او سيدي حسن ، وكان سيدنا رحمه الله في سفر ولذلك تمت احالة الاستاذ طلال الي.. افرحني الطلب بشدة وراح تفكيري على نحو درامي الى ما قاله الدكتور العجلوني قبل مدة قريبة

طلب مقابلة مستعجلة لانه على سفر يوم الاحد وكان ذلك الاتصال يوم خميس . ورغم معرفتي المسبقة باكتظاظ برنامج سيدي حسن ، الا انني قمت بالاتصال ( بسموه ) ووضعه في صورة طلب المرحوم طلال سلمان ، رد سموه بخلقه الهاشمي الرفيع ، خلي الاستاذ طلال يقضي سفرته ، ويعود الينا منقابله براحته افضل …

عاودت التواصل مع الاستاذ طلال وكان يقيم في فندق ( المريديان ) ودعوته الى عشاء في مطعم كان ذائع الصيت بمطربه اللبناني ( رضوان ) في مطلع شارع الجاردنز / وصفي التل ..

استجاب للدعوة وتحرك كل الحضور لتناول طعام العشاء في معية الاستاذ طلال. . اول مل لفت انتباهي سمرته العربية
كأنه جاء للتو من تهامة او من حائل ووقاره الذي اسبغ على الجلسة سكينة كسرها عبد الله العتوم على طريقته وتولى باسم سكجها ادارة دفة الحوار المهني عن السفير واحوالها الراهنة ولم يبخل علينا رحمه الله في اية تفصيلة من الازمة المالية والمهنية والاحتراب الداخلي في لبنان والخ …

حين اوصلته الى الفندق
كنا في عداد الاصدقاء وقدرت له بمصارحته لي بانه ذاهب للقاء خاص مع ( الشيخ زايد ال نهيان ) وبتكليف من مرجعية ايرانية سماها على طريقته في نحت المصطلحات ( الصحافة الصامتة والمهمات الخاصة ) واحسست انها عربون ثقة من جانبي اوضحت له ما مر بنا وما فعلناه كدولة تفاديا للاسواء ..

ورغم انه عقائديا كان رحمه الله ضد كل ما هو يهودي بالمعنى الصهيوني الا انه اعطاني اشارة انه قد يقبل التبرير الاردني !!

اوفى النذر بوعده وعاد مساء الاثنين الى عمان وصباح الثلاثاء كان بين يدي سمو الحسن في قصر بسمان العامر ..


اصطحبته للقاء لم يكن يحمل ورقة ولا قلم ولم اسأله في ذلك ، وكنت احمل دفتري وقلمي.. وبمنتهى الصدق لم اتخيل انه يحمل مسجلة !!!

دخلنا وجلس في قاعة الانتظار وشرف سيدي حسن

وسلم عليه بحرارة صادقة واحتراما صافيا لمهنيته.. ورحب به وباشر الاستاذ طلال سلمان اسئلته وانا باشرت الكتابة.. فمد سيدي حسن يده بمودة دافقة على دبوس كان يثبته الاستاذ طلال على يمين صدر بدلته ولما رأيته ظننت انه وسام او رمز لشيء سياسي ،
ثبته سيدي حسن وقال مرسلا ضحكته التي وصفها طلال سلمان فيما بعد ان ( ضحكته عزوة ) هيك يتثبت مسجلك احسن حتى يكون الصوت اوضح !!!

وحاور بعمق وداور وادار الزوايا على ما يبتغي واجاب سيدي حسن كما كان مقتنعا انه الحق وانه الصواب … حتى ادرك سفرة واشنطن ولقاء بيريز

مربط الفرس.. واوضح له سمو الامير الحسن بكل جلاء وحسم الحال التي اخذت الاردن الى ذلك المسار فسأل طلال سلمان سيدي حسن ( يعني سموكم ذهب الى واشنطن عنوة ) فأجابه سيدي حسن … ( لقد اخذنا الى واشنطن بمذكرة جلب)!!

وهكذا حصل طلال سلمان على مانشيت السفير الذي نشر بالتزامن مع جريدة الراي الوطني

ذهبنا الى واشنطن بمذكرة جلب !!!


وعلى هامش اللقاء وقع حب ومودة واعجاب بشخص سمو الامير من جانب طلال سلمان
وبادله سيدي حسن ذات الانطباع

واتذكر انه امر فورا ان يكون عضوا في منتدى الفكر العربي ، وكذلك ابدى استعداده لاعانة ( السفير الصحيفة القومية لتجاوز محنتها ) وعبر طلال عن امتنانه لموقف سموه وقال ان السفير بخير
بعد مانشيت طلال قامت الدنيا ولم تقعد وتلك حدوتة وطنية اخرى تحتاج الى ان ننتظر ربما الى ظروف اخرى …

من يومها ظل الاستاذ طلال هاجسا وحبا ومدرسة لان الاثر الوطني الذي تركه مانشيته في ( مذكرة الجلب ) كان تاريخيا ، وكان خلاقا ، وكان هو الاستاذ..

وتابعت الاستاذ طلال في كل كبيرة له وفي اللقاء الذي اجراه الاستاذ الزميل سمير الحياري معه قبل ان يطفئ الدمع في مقلة السفير ويودع الشمعة.. هاتفته وعزيته وابديت كل تضامني الحميم وقلت له يا ابو هنادي لا يعرف الشوق الا من يكابده وان اغلاق الصحيفة مثل وفاة عزيز لكن قلمك اهم من كل الصحف …

وتواعدنا على اللقيا.. كنت اعمل في البحرين ووجهت له دعوة ووعدني بالتلبية ومرت الايام.. ومات طلال سلمان

رحمه الله بموته كفن انبل الاقلام العربية وغادر صاحب موقف قومي تجلى سموه في علانية مثابرته على الحب الفلسطيني والبر بقضيتها رغم مخالفته لبعض منتسبيها …

ولأن وجه سهام انتقاده لرفرفة النجمة السداسية فان لذلك اسباب لها علاقة بادارة الدولة
التي ارجعته لاحقا من مطار الملكة علياء وحرمته من دخول الاردن للمشاركة في ندوة متخصصة …

ان مخاصمة الاقلام تعود بالضرر على مرتكبها
ومهما كان جبروت الدولة وسطوتها فان القلم هو ( الابد )

ان المرحوم طلال سلمان
من اوابد الاقلام السيدة
ولأن دفن جثمانه فنوره ساطع دائم لن يطفاء

رحمك الله يا طلال

فانك من الاسماء العربية التي اهداها جلالة الملك المؤسس عبدالله بن الحسين رحمه الله لهذه الامة فليس قبل طلال بن عبد الله ( بفتح الطاء ) في العربية غيره

رحمك الله يا ابا هنادي رحمة واسعة







  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :