facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الّلغة العربيّة في غُرفة العِناية الحثيثة


د. لينا جزراوي
28-08-2023 02:26 PM

كتب إبن خلدون في مُقدّمته قبل زمن طويل : "أن المَغلوب مولَعٌ بتقليد الغالِب" ، واليوم تبدو لي هذه العبارة صحيحة جدّا ،خصوصا وأنا أرصُد يوميّا ظاهِرة أصبحت مُنتشِرة جدا في عمّان، وضواحيها، وهي ظاهرة التّواصل اليومي باللغة الإنجليزيّة بين الشّباب والشّابات ، وضعف اللغة العربيّة لديهم، ولا يتوقّف الضّعف على مهارات الكتابة، وقواعِد اللغة وحدها، بل يتجاوزها لضعفٍ شديدٍ في فهم ما يمرّ على رؤوسِهم من مَنشورات وسطور بسيطة جدّا على صفحات السوشال ميديا ، فهم لا يقرأون باللّغة العربيّة، وإن قرأوا في الغالِب لا يفهمون.

وهذا برأيي مُؤشّرٌ على فُقدان الهُويّة ، ودليلٌ على حالة من الإرتِباك الّتي تجعل الشباب غير مُدركٍ لماهيّته ، ولثقافته ، ولقيَمه . لقد انتشرت هذه الظاهرة لدرجة أن التّواصل اليوميّ لدى بعض العائِلات العمّانيّة بين أفراد العائِلة الواحدة، وداخل البيت الواحِد ، أصبح باللغة الإنجليزيّة، وأرصُد يوميّا أمّهات يتحدّثْنَ مع أطفالهنّ باللغة الإنجليزيّة في مراكز التسوّق ،وفي العيادات الطبيّة، وفي المطاعِم، وفي الحدائِق العامّة ؛ أطفالٌ لا تتجاوز أعمارهم ال 4 سنوات تَعطّلت لديهم القُدرة والقابليّة ، والرّغبة لتعلّم اللغة العربيّة !!..

أُدرِك تمامًا أهميّة اللغّة الانجليزية اليوم لغايات العمل ،ولغايات فتح أبواب التوظيف للشّباب مع المؤسسات ،والمنظّمات الدوليّة والأجنبيّة ،ولست ضدّ إتقانها ؛ لكن كيف نقبل أن تُقتُل لُغتنا بهذا الشّكل الفجّ ، وداخِل بيوتنا و عقول أبنائِنا!!..

إنّ خسارة اللغة العربيّة هي خسارةٌ للهُويّة ، وخسارة للثّقافة، وخسارة للقيم ، وللأهل الّذين يتخوّفون من الإختِراق الثّقافي الغربيّ لمجتمعاتنا ، وانتِشار قيم ،وأفكار لا تُشبهنا ولا تُشبِه بيئتنا أقول ؛ إنّ اللغة العربيّة هي السبيل لحِماية الجيل من آثار هذا الإختِراق ، لأنها ليست مُجرّد أداة للتّواصل، بل هي مِظلّة قادرة على حِماية الأجيال القادِمة من خطر الفوضى الرقميّة والقيميّة والثّقافيّة الّتي نعيش في عصرها اليوم .

قبل فترة قصيرة زارتني صديقة أجنبيّة جاءت الى عمّان لتُقوّي لغتها العربيّة، حيث كانت تتعلم اللغة العربيّة في بلدها ،وكانت ترغب بالتدرّب على اللغة في مُجتمع عمّان المحلّي، وبعد شهر من الإقامة أخبرتني أنّها قررّت الذهاب الى دمشق قائِلة: إن كلّ الأردنيين الذّين قابلتهم يتحدّثون الإنجليزيّة بطلاقة، ولا أجد من أتحدُث معه العربيّة.

فتخيّل يا رعاك الله..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :