facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الجامعة .. من واحة التنوع إلى واحة التدين!


أحمد سلامة
17-09-2023 01:08 PM

الحلقة الثامنة

ازعم حد الادعاء، ان كل نهج او فكر، او مفكر لا يقبل بقلبه الاخر لا يعول عليه… وهل الجامعة فيما تكون عليه بعيدة عن الذي يجري في المجتمع!؟
ربما انها هي الانعكاس الساطع للذي يجري خارج اسوارها… لهذا احشد الحب لها لانها صورة للوطن واتمنى لها التقدم لانها اول عناوينه..

في الجامعة الاولى، بسطت ثلاث حقائق ذراعيها من بابها حتى محرابها منذ ان اضحيت احد تلامذتها عام ١٩٧٢ وحتى سنة ١٩٧٦ م كنت اراها مرتكزات حياة!!!

الحقيقة الاولى

ضيوف التدريس في الجامعة… كانوا ثلاثة ياتون ضيوفا وليسوا اساتذة موظفين، او هكذا كنا نحس بحضورهم..

الاول، الدكتور قاسم الريماوي رحمه الله الذي بلغ رئاسة الوزراء عقب رحيل المرحوم الشريف عبد الحميد شرف سنة ١٩٨٠م

وقاسم الريماوي، ليس اي معلم اذ انه جاهد في فلسطين وقاد فصائل للدفاع عن القدس ثم لبى نداء ضميره الوحدوي وانزرع في صميم التجربة الوحدوية بين الضفتين شاغلا عدة مناصب وزارية هامة مثل البلديات وربما الانشاء والتعمير والبرلمان والاعيان.. كان يطل ببشرته الداكنة السمرة وبابتسامة حنونة يهبها لكل طالب في طريقه، كان وقورا ويتجه اما الى الدرس مباشرة او الى مكتبه في كلية التربية
على ما اذكر…

كان دولة ابو حاتم يرحمه الله صورة متجلية لجيل وحدوي في الضفتين صنع اجمل وارق واسمى مشروع وحدة بين مجموعتين عربيتين فرقتهما سايكس بيكو وجمع شعثهما من جديد دم اردني طهور جاد به ابناء الضفة الشرقية دفاعا عن اسوار القدس ليس طمعا في امتلاكها بل رغبة للتفيوء في اكنافها من زاوية الواجب الديني، لقد هب كل من كان قدره ان يكون شرقي النهر للدفاع عن القدس دما بدم ودعما بدعم وكان يتقاسم (الفروة) في شتاء القدس البارد (ممدوح وفارس الصرايرة، وحسين حياصات، مع بهجت ابو غربية وقاسم الريماوي، ومحمد ابو هلال)

وكان جند الجيش الذين يستشهدون يدفنون في حدائق الجوري وتحت اللوز والجميز وتظلل اضرحتهما ياسمينات القدس في حدائق السكاكيني، وزنانيري، والحسيني ونسيبة

ما اشهى تلك الصورة وكيف تم نحر عاشقها عبر إعلام متآمر دنيء بمبررات العروبة… كان قاسم الريماوي بطلته في الجامعة صورة لكل هذا…

الثاني، الدكتور جواد العناني، اطال الله في عمره

كان يتسرب الى كلية التجارة قادما والله اعلم حينها من البنك المركزي او وزارة العمل..

معالى ابو احمد، كان شابا، مليح الطلة خليلي القسمات بصورة حاسمة، له بهاء غامض لا بد ان تقترب من عالمه حتى تستوعبه..

كان جواد العناني، صديق الفقراء وابو الاقتصاد والذي يجمع بين يديه رغبة في الاعلام وحبا جارفا للاقتصاد ويمد قلبه الى التموين، وهو حافظ للشعر بابهة، ومطلع على كل تلابيب الفن في الزمن الجميل..

كان يأتي إلى كلية التجارة وحين دعانا احد الاصدقاء الى ندوة او محاضرة اداها معاليه على المدرج الكبير لكلية التجارة عقب ازمة اقتصادية كبرى واجهت البلد كما العادة.. راح جواد يترنم في الشرح والعرض للاسباب والتبشير بالحلول الواعدة…

اتذكر كيف انقض على منطقه طالب يساري لعله ان يكون معين قسيس، وحاول نقض بتهجم طلابي يساري كل ما اتاه المحاضر جواد العناني، كيف شرب غضبه، كيف مسخر منطقه بحنو، وكيف طرح خياراته بركازة لكن لا تخلو من خفة دم مشوقة، كان هذا هو الضيف الثاني للجامعة الاولى محاضرا…

كان جواد العناني بالمعنى المعياري هو الرد الحاسم على الانفصاليين، والجغرافيين القدامى والجدد.. لأنه ابن احمد العناني الاستاذ الذائع صيته في تدريس الانجليزية، في الكلية العلمية الاسلامية لحظة الوحدة او قبلها بدقيقة او بعدها بثانية..

وهو ابن الخليل.. التي حملت مفتاح الخليل والجليل واودعتها امانة في عنق عمان..

والخليل كانت البوابة لكنيسة القيامة وكنيسة المهد وصبانات نابلس وكنافتها، ومخيم عين السلطان، ورام الله قبل ان تغني لها الضفتان نشيد الظل العالي (وين ع رام الله؟!)

ولأن كان جواد العناني قد مرر بين اصابعه اغلب الوزارت من العمل الى التموين ومن الخارجية الى الاعلام وبلغ درجة ما قبل التمني الاكبر لكل (لعييب اردني) اعني رئاسة الوزراء نائبا للرئيس، إلا أن القيمة القصوى لهذا الاكاديمي النبيل والسياسي والتكنوقراطي المجدد، ما اهداه لفقراء الاردن، ملبيا امر مليكه المغفور له (سيدنا الحسين رحمه الله) في تأسيس (خزنة للفقراء) تقيهم من شرور التقدم في العمر، لقد كانت معجزة جواد العناني وعصام العجلوني (الضمان الاجتماعي) حرز الاردنيين من الطبقة الوسطى والفقراء وانا من الفئة الاولى… اعبر عن اسمى ايات الدهشة بروح وعقل جواد العناني الخليلي الوحدوي ورجل الدولة المحترم..

الضيف الثالث، عصام محمد علي العجلوني رحمه الله

من يتجرأ الكتابة عن (معالي ابو بتول) ولا يتصبب قلبه حرجا ولا ترتجف اصابع يديه…

عصام العجلوني، كان يأتي لقسم الاجتماع صديق سري ناصر يحاضر في تنمية المجتمعات.. لم يكن وزيرا بعد لكنه كان يتأهل لذلك
وحين زف هدية الحسين للعمال ذات عيد لهم في العقبة في الفاتح من ايار اواسط السبعينات، كان على ما اتيقن منه انه هو نفسه هدية الحسين للاردنيين كأول وزير للعمل..

عصام هو الاخ لاشهى معنى للاستشهاد وافتداء الاوطان، كان هو دوما (الظل العالي) لـ (فراس) الذي جر النار من خلفه ليقتحم الغيب ويقاتل (يهود) في السماء وعلى الارض الطيبة…

كان الاردنيون حين يلتقون (عصام) انى كانت وظيفته محاضرا في جامعة، او وزيرا للعمل، او أمينا للعاصمة.. تتعرق اصابعهم بمصافحته خجلا من الذي يحمله من ارث لاشجع فرسان الجو الاردنيين هو وموفق السلطي، البطل الذي اذل يهود في السماء قبل ان يغادر بطلا

وعصام هو ابن الاميرلاي محمد علي العجلوني، ذلك الطود (رفيق ابو الملوك في محنته)

اجتمع ثلاثة على شرف مرافقة الحسين بن علي ملك الحجاز والعرب، والذي عاف الملك من اجل عروبة فلسطين وعاش الفقر وهو ملك لان اخر 25 ألف ليرة ذهب دفعها لتتغير القبة في القدس من نحاسية الى ذهبية باهية ومضى الى منفاه..

كان محمد علي العجلوني اول الولاء، واول الفداء، واول من عرف العطاء للقائد دون منفعة.. كان هو رفيق الشريف الحسين بن علي في محنة النفي القاهر في قبرص.. وبعد أن تخرجت اول دفعة هاشمية من كلية ساند هيرست اواخر العشرينات، (الامير طلال / الملك لاحقا، والامير غازي بن فيصل/ الملك لاحقا) رغب كلاهما زيارة الجد وعملا مرافقين عسكريين للجد هكذا هو أول باب من ابواب عصام العجلوني

واضيف الى الرصيد العائلي المحترم هذا الدور الفذ الوطني المميز لللواء الركن مازن العجلوني الاخ الاكبر، الذي فرد ذراعيه في الفتنة سنة ١٩٧٠ كجناحي نسر وكان من خلف الحسين ذلك الجندي الجسور الذي يليق به ارث محمد علي العجلوني…

عصام، اول ما يطالعك في شخصه دماثته وخجله وكان محبا للسيجارة ويستمع لمحاوره من طلبته بصورة فائقة… ولأنه ابن اصول رفيعة، كان كريما وحميما كانت طلته في الجامعة تبعث فينا نحن الطلبة الذين كنا نعايشه عن قرب، الامل وروح الوحدة، وحب الحياة…

رفيق الدفاتر والحبر والكلمات الجميلة علي الفزاع يرحمه الله، وحسين الحموري، ونعيم عنيزات، ومحمد الزغاليل، وانا… كنا نعد لاحتفال اللغة العربية الباذخ ربما عام ١٩٧٤، مر (عصام) من جوارنا كنا نضع اللمسات الاخيرة على الاحتفال وكان تحت رعاية المرحوم محمود السمرة نائب الرئيس لأن الباشا رحمه الله (ابو سامر) كان في سفر.. على باب مدخل اللغات وكانت محاضرته في المساء تتأخر قليلا كان حسين الحموري هو العريف للحفل وكان محمد الزغاليل المنظم ونعيم المايسترو، وعلي سيلقي قصيدة، وانا سأقول كلمة سياسية ملتهبة تشجب قرارات الرباط الانفصالية. وقف عصام العجلوني عند (حوطتنا) سكتنا فبادرنا القول (كملوا حكيكم حلو وطريقتكم اخوية)..

استمع الينا بروية ثم غادر..

فاتنا دعوته لكنه رحمه الله كان اول القادمين لحفل اللغة العربية..

كانت طلة عصام محمد علي العجلوني تنبئ بمعان كثيفة لتأصيل العلاقة بين الجامعة (والوحدة والشهادة والوفاء)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :