عمون - في الفلسفة، يُعرف مفهوم الهوية كالحقيقة الجوهرية للشيء الذي تميزه عن الآخرين، وتشمل هذه الهوية الخصائص الجوهرية التي تميز الشيء وتجعله مميزًا وفريدًا. وهي أيضًا تشير إلى مدى تشابه الشيء بذاته أو بمثيله. على سبيل المثال، في السياق الثقافي، تمثل الهوية الثقافية لمجتمع معين السمات والخصائص الجوهرية التي تميز هذا المجتمع عن غيره، وهي تشكل القاعدة الثابتة التي تميز حضارة أو مجتمع معين عن آخر.
الأفراد يستمدون هويتهم وانتمائهم من هذه الهوية الجماعية، ويشعرون بالتلاحم مع مجموعتهم من خلال المشاركة في السمات والقيم والتاريخ الثقافي المشترك. إذا فقد الفرد هذا الشعور بالانتماء إلى مجموعته بسبب عوامل داخلية أو خارجية، فإنه يمكن أن يواجه أزمة هوية تؤدي إلى ضياع هويته بشكل نهائي.
العديد من الباحثين يشددون على أنه لا يمكن وجود شعب أو مجتمع دون هوية، ولكن هناك تباين في تفسير هذه الهوية وما تحمله من معاني. بعضهم ينتقد النظرة الميتافيزيقية لهوية الشعوب ويروج لمقاربة سيسيولوجية تعتبر الهوية متغيرة مع تغير الظروف التاريخية والاجتماعية. يتمثل الجدل في مسألة ثبات الهوية أو تغيرها وكيف تتأثر بالعوامل الخارجية والصراعات الاجتماعية والثقافية.
باختصار، مفهوم الهوية في الفلسفة يشير إلى الجوانب الجوهرية والثقافية التي تميز الكيان الفردي أو الجماعي وتشكل أساس انتمائه ووعيه بنفسه، وهو مفهوم يتسم بالتعقيد والتطور بمرور الزمن وتغير الظروف والمؤثرات الخارجية.