facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سلامة يكتب: ونس (الراي) .. حاتم الفرج وابو علي / الكشك


أحمد سلامة
08-10-2023 02:26 PM

كل إدارة لأية منشأة، دولة، مدينة، قرية، قبيلة، وجريدة. لا تدار بانسانية لا يعول عليها!!

إن ادارة الانسان في استنفار اخر ما فيه من فضائل، وتنحية اقبح ما فيه من غرائز من شخص الحاكم، او الرئيس، او الشيخ يكون مفتاح النجاح، ولا بد ان تكون بوابة الإدارة بوابة ونيسة انسانية سامية، وإعانة الناس على تجنب الشطط والكبر والجنون (ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها)

إن الحكمة الالهية في تقديم (الفجور) على (التقوى) في النفس الانسانية توحي بضرورة ان يبذل (المدير) جهدا حقيقيا ليحرض الناس على التقوى وتجنب الفجور…

كانت (الراي) في عهدة محمود الكايد رحمه الله على معنى حصري، قد انتقلت في ادارتها الى حالة من الاسرية الحميمة، مستوعبة كل المتناقضات والفوارق، وادت مرجعيتها المرنة الحنونة، الى حالة من السمو في ادارة صراعات البشر وتصادم مصالحهم…

كان محمود الكايد في طريقة ادارته التقليدية والمحافظة، يتوفر على العديد من العناصر الايجابية التي جعلت من ادارته ل الراي قصة نجاح حقيقية….

كانت الراي في ذلك الزمان البهي تمنح كل من فيها ما يريده…

اليوم اكتب عن شخصية فولكلورية بسيطة جدا صنع منها ابو العزم احدى اهم اساطير الراي الخالدة! جئتها كان فيها وتركتها وظل فيها وذات يوم زارني يسألني المساعدة في امر طبي وقد لبيت في الحال… ثم بعد ذلك وليس فترة طويلة اخبرت انه (مات).. كنت في البحرين، وحزنت عليه كأي افتقاد لي لحبيب

حاتم الفرج، هكذا ولد في الراي لانه ربما التحق بالعمل وهو صبي محدث في الحياة من عرب (الجبارات / بئر السبع).. كان اسمر الملامح، جميل الطلة، وهو المراسل الاساسي في الصحيفة

حاتم.. كتوم مقل في الكلام، إن افرج عن ابتسامة كان كله فتنة، وإن ضايقه احد في الكلام يرد عليه (بكفي فلفسة) يقصد فلسفة!!

كرسي حاتم، كانت في صدر مدخل الراي، وهو المسؤول عن ادخال الناس لمكتب رئيس التحرير والموزع والمبلغ لتعليمات (القائد)… كان من اهم ملامح الراي، عفيف دافئ يرى كل شيء ويسمع كل شيء، ولا يبوح بأي شيء…

الصحف الكبرى، تزدهر اسماء سكرتيرات رئاسة التحرير او مدير لمكتب (المسير) للصحيفة… ففي عهد اسطورة الصحافة المصرية محمد حسنين هيكل كانت نوال المحلاوي مديرة مكتبه والتي تفكفك الغاز خطه المتعب كانت (تحكم اكثر من كسرى في الليل، وفي النهار)

لكن ابو العزم لم يعط اي هامش لاية سكرتيرة او مدير مكتب وصنع من حاتم كل شيء، ومن يريد ان يسلك احواله، فان بوابات ابو عزمي معروفة اين مفاتيحها؟! وكان حاتم من يحظى بالمفتاح الذهبي..

كان سليمان عرار يمازحه، وفارس النابلسي يداعبه، ومروان الحمود يعطف عليه… كان يتمتع بدقة ملفتة للنظر.. كنا نسأله مين اقوى عند المعلم (فلان) ام (علتان)؟! كان يصفن رحمه الله ويمعن في التفكير… ويجيب الثنين قواي، بس فلان اهم…

كان يعرف مراكز القوى، وكيف تتغير اقدار الناس (حاتم) كان من يحبه ويتعاطى معه بمودة لا ينساه حتى لو تبدلت الريح. وصار اسفل سافلين…

بعد هبة نيسان ١٩٨٩ م عاد ابو العزم رحمه الله بمظاهر احتفالية على الراي بمعنى التأكيد على استرداد حق انتزع منه.. كان بارودا اطلق وخرافا ذبحت، وفرحة طاغية تجاوزت كوريدورات الراي الى الحيز الاوسع كل الحي قد ادخل عنوة بالفرحة ولامور ليس هنا مجال ذكرها والتفصيل فيها وقد يكون لها موقع اخر امر عليه… تغيبت عن تلك الاحتفالية ولزمت منزلي مدة حتى تمت تسوية الوضع، بقرار من خارج المؤسسة…

جئت لمكتب المعلم ابو العزم ذات مساء خميس… وجالسته منفردا مدة من وقت، بعدها اتفقنا على كل شيء، وبسرعة.. وخرجت للتو لاكتب اول قصة صحفية تنبئ عن عودتي ل الراي.. وكانت عن الدكتور عبدالسلام المجالي رحمه الله واستقالته بضغط من الحكومة (مضر بدران) التي ارجعت ابو العزم ولقد انحزت للمرحوم ابو سامر ضد الحكومة (المجالي وبضغط من الحكومة يكفن المؤسسة الطبية العلاجية) او شيء قريب من هذا..

ووسط ذهول (العزال)، كيف انني عدت؟! واجلس على مكتبي واكتب! وهم ظنوا انهم (تخلصوا من الولد الفصيح) هكذا نعى احدهم رحمه الله ابتعادي عن الراي! ولو انه حي يرزق لذكرت اسمه!! لكن علي الالتزام بالخلق العام (اذكروا محاسن موتاكم)

ايامها كنت ادخن بضراوة واتناول القهوة دون انقطاع.. لا انسى فرحة حاتم حين خرجت من مكتب ابو عزمي ورحت الى مكتبي وطلبت منه بعض ورق… فجاءني بكمية ضخمة، وضحك بقلبه لي وقال (حمد الله عالسلامة) ابو رفعت المعلم بحبك!!

قالها بطريقة حكيم فذ لحث المستمع اليه ضرورة ان يصدقه وغادر..

بعد قليل جاءني بنفسه دون ان اطلب منه بفنجان قهوة وكاسة ماء وقال هذه ضيافة مني!! شكرته

لحظتها دخل علينا صديق واخذ يناكف حاتم ان لم تخني الذاكرة فقد كان المرحوم خالد محادين، وكان صديقا حميما من المقربين لـ حاتم: يا حاتم قاعد بتغامر بمستقبلك قاعد بتدلل في ابو رفعت، بلكي وصل هاذا الكلام لـ ابو عزمي رح (يطردك)… المنخرطون في الهموم اليومية الكبرى لا يفطنون لفطنة المراقبين البسطاء عادة وهولاء رأيهم دوما اخطر ممن يرهقهم التفكير اليومي.

يومها… قال حاتم حكمة تعلمت منه ومنها ان اكون دوما صديقا لهؤلاء الناس، قال بترو للاستاذ خالد محادين… استاذ خالد انت جديد على الراي احمد سلامة عند المعلم مهم ومو بس مهم بحبه!!

كيف لخص علاقة انسانية هذا المراسل البسيط الذي يجلس مثل ابو الهول يراقب كل شيء بصمت ولا يبوح بشيء!!

حاتم.. كان رحمه الله الصندوق الاسود ، لكل الراي باطول مرحلة عز لها وازدهار ولم يبح باي شيء كان يكتفي بالحب لا اتذكر انه كان يتقن قراءة الحروف لكنه كان ماهرا فذا في تمرير الاوامر حيث تستقيم الحروف….

ذات يوم كان ابو العزم يبلغنا في قاعة التحرير عن قرب مغادرة الاستاذ هاشم خريسات رئيسا لتحرير الزميلة الشعب على الطرف الاخر لشارع الصحافة… كان مسرورا وعلى عجل قال للجميع سالوني الاستاذ هاشم شو وظيفته (كان في ذلك الوقت لم يأذن ابو العزم بوظيفة مدير تحرير) وكان هاشم خريسات سكرتيرا للتحرير فقال ابو عزمي… قلت لهم الاستاذ هاشم هو مديرا للتحرير. والتقط ابو عزمي احتجاجا لاحد الزملاء على التسمية..

واكمل… ابو عزمي كلكم مدراء تحرير وسمى ثلاثة من الجالسين وانتعش احد الزملاء كثيرا بالتسمية… في تلك اللحظة دخل الزميل حاتم الفرج، ليعطي صفحة لـ ابو عزمي كي يوقعها! فقال ابو عزمي بكل حبور (وحاتم ايضا مدير تحرير)

ومن تاريخه اعلن حاتم عن نفسه انه لا يقل اهمية عن اي واحد فينا… ان لم اكن مخطئا، فقد كان رحمه الله يعمل في النهار بوزارة السياحة ويعمل حتى ساعة متاخرة في الليل في الراي كان بروليتاريا راقيا ومواظبا ويعتني باسرته خير عناية ولم تمهله جلطة دماغية مدة طويلة

لقد رحل حاتم الفرج رحمه الله عن عمر ٦٢ عاما كان مبعثا لضوء المحبة والطهارة رحمه الله

الصديق الاحب ابو علي.. مالك كشك الثقافة وتاركه امانة للابناء البررة في الحلقة القادمة..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :