facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوتر الحساس الذي لعب عليه وزير خارجية إسرائيل


م. وائل سامي السماعين
25-10-2023 07:45 AM

في كلمته امام مجلس الامن الدولي اخرج وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين من جيبه تلفونه الخاص، واسمع أعضاء مجلس الامن الدولي تسجيل لاحد افراد حماس وهو يصرخ بأعلى صوته فرحا ويقول لأمه انه قتل الكثير من اليهود، وعلق وزير الخارجة الإسرائيلي على ذلك بالقول وهو يخاطب الدول الأعضاء اننا إذا لم نوقف حماس سيأتي الدور عليكم، وأضاف ان الشعب اليهودي يتعرض لإبادة.

في المقابل تجد الاعلام الفلسطيني او حتى العربي يساعد في ترويج هذه الفكرة، وذلك بنشر بعض المقاطع التي تحث على كراهية اليهود وقتلهم، وحتى بعض المظاهرات التي خرجت في الدول الغربية كانت تستهدف محلات اليهود، ولهذا وبدون وعي يقوم هؤلاء بتصوير الحرب مع إسرائيل على انها حرب دينية، وفي ظل غياب السياسة والوعي الإعلامي العربي تكسب إسرائيل التعاطف الغربي معها .

في عام 1976 عندما ذهبت للدراسة في المملكة المتحدة، التقيت بكثير من الطلاب العرب، وفي احدى المناسبات كان هناك فرصة للحديث مع الشباب الإنجليزي عن القضية الفلسطينية، ولكن قام البعض من الطلاب العرب بالحديث عن اليهود بانهم اغتصبوا فلسطين ويجب القضاء عليهم، وادركت الامتعاض لدى الاخرين، وان الخطاب المعتاد سماعه في الشارع العربي في تلك الفترة لا يجوز اعادته، فتداركت الامر، وقلت ان القضية لا تتعلق بالانتماء الديني، ولكنها متعلقة باحتلال ارض الغير.

وبعد عدة أيام سنحت الفرصة لي بألقاء محاضرة للتعريف عن بلدي الأردن، وتكلمت أيضا عن القضية الفلسطينية من منطلق وطني وليس من منطلق ديني، وصفق الحضور جميعا، لان الأفكار التي طرحت كانت بعيدة عن معادة السامية او عن كراهية الأديان او معتقدات الاخرين. فقد كنت مدركا ان أوروبا قد خرجت للتو من حربين عالميتين راح على اثرها اكثر من مائة مليون انسان، بالإضافة الى قتل ستة ملايين من اليهود على ايدي النازيين، والتي تعود أسبابها الى الكراهية الدينية بين تلك الشعوب وهم من المسيحيين، فما بالك في الذين يريدونها حرب دينية بين الغرب والشرق او مختلف الديانات، ومما تجدر الإشارة اليه ان ميثاق الأمم المتحدة صدر على إثر الحربيين العالميتين الأولى والثانية الذي يضمن الحرية الدينية للشعوب.

من يعمل على معاداة السامية فهو بلا شك كمن يعمل على معاداة الإسلام او أي دين اخر، ولهذا تم اختراع نظام سياسي جديد تعمل به معظم الدول الغربية وهو علمانية الدولة، الذي يعمل على كفالة حرية المعتقد ضمن الاطار العام للدولة، وهناك ما لا يقل عن 157 دولة تتبنى النظام السياسي العلماني ، والتي سمحت للمسلمين والهندوس والسيخ وغيرهم يلجئون اليها ، ومنحتهم جنسيتها ، وبعض من هؤلاء المهاجرين يحاولون تغير هذا النظام العلماني بالقوة، كما يحدث في فرنسا .

القضية الفلسطينية قضية شعب فلسطيني يحب الحياة، ولا يوجد لديه اي عنصرية او كراهية للأخر، بل من اكثر شعوب العالم التي تندمج مع مجتمعها، ففي إسرائيل يوجد هناك شعب عربي فلسطيني يعيش جنبا الى جنب الشعب الإسرائيلي، ولم نسمع يوما ان قاموا او هتفوا بقتل اليهود او أي هوية دينية أخرى، ولكن المشكلة ان القضية الفلسطينية اختطفت من عدة جهات التي ارادت تحويلها لصراع ديني الذي من شأنه ان يأكل الأخضر واليابس، وهنا تكمن سعادة اليمين المتطرف في إسرائيل لان هذه هي الورقة الرابحة لكسب التعاطف والتأييد الغربي.

الاعلام العربي او المدارس الدينية بلا شك لعبت دورا في مرحلة ما ، وما زالت في تأجيج الكراهية الدينية ، كما هو في إسرائيل او أي بلد اخر ، ولكن من واجب الجميع الابتعاد عن هذا المنزلق الخطير والتركيز على الالام ومعناة الناس في هذا الصراع ، لنيل ابسط الحقوق التي ينادي بها ميثاق الأمم المتحدة الحرية والاستقلال .

الشعب الفلسطيني والقيادات الفلسطينية يجب ان تعمل على مراجعة شاملة للقضية الفلسطينية وتوحيد الصفوف ضمن نظام سياسي حزبي، و تحت مرجعية سياسية واحدة منتخبة من الشعب، تؤمن بالعمل السياسي، وتنبذ العنف وتكون مرجعتيها فلسطينية عربية فقط ، وتؤمن بالحل السلمي لإرجاع الحقوق المسلوبة وتطبيق الشرعية الدولية ، واما اذا بقيت متفرقة ، والبعض يتلقى أوامره، فسيدفع ثمن فشل السياسيين الفلسطينيين الأبرياء من المدنيين ، ويبقى حل القضية الفلسطينية معلقا حتى اشعار اخر.

يجب على الفلسطينيين ان يعقدوا مؤتمر وطني تحت رعاية الجامعة العربية، لإيجاد أرضية مشتركة للعمل السياسي الوطني الفلسطيني المبني على الشرعية الدولية، ومن ثم لن يجد اليمين المتطرف او غيرهم حجج، وسيكون هناك دعم دولي للوحدة الفلسطينية التي تنادي بتطبيق الشرعية الدولية بعيدا عن الكراهية الدينية التي نؤجج المشاعر لدى الاخرين، وسيكون القرار السياسي موحدا، وهذا سيعطي قوة دفع غير مسبوقة للقضية الفلسطينية .

المهندس وائل سامي السماعين
waelsamain@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :