facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا حق ولا باطل


عامر طهبوب
01-11-2023 05:50 PM

لدي قناعة راسخة تتعمق يوماً بعد آخر، أنك لا يمكن أن تأخذ من الإسرائيلي "لا حق ولا باطل"؛ قولاً واحداً. تسأله في الشمال، يصرخ في الجنوب، تسأله عن موقفه من مذابح غزة الجماعية، يأخذ بالحديث عن ما فعلته حماس صبيحة يوم السابع من أكتوبر، تسأله عن سبب قصف مخيم جباليا وقتل وجرح حوالي 400 من الفلسطينيين اللاجئين، يجيبك أن الجيش الإسرائيلي استهدف في الغارة التي حملت قنابل، وزن كل منها طناً، مسؤولاً في كتائب القسام، لكن إعلامه يصرح لاحقاً، أن إسرائيل غير متأكدة من أنها قتلت الهدف.

لا يمكن أن تأخذ من مسؤول إسرائيلي أو محلل سياسي حقاً أو باطلاً، يتحدث المندوب الفلسطيني في الأمم المتحدة عن الدمار في غزة، وعن قتل ما يزيد على ثلاثة آلاف طفل فلسطيني، فيأتي مندوب إسرائيل ليروي على مسامع أعضاء الجمعية العامة حكاية جده الذي قضى في معسكرات النازية، وحجم المعاناة التي تعرض لها، وعندما يزور وزير خارجية الولايات المتحدة إسرائيل، يتحدث أيضاً عن معاناة جده في "أوشفيتس".

عالم منفصم متحيز بارد الدم، حتى امرأة مثل زوجة بيل كلينتون، ترفض وقف الحرب، وتقول أن من يطالب بوقفها، لا يعرف حماس، والحرب على غزة استهدفت المدنيين الأبرياء العزل، والحرب على غزة، هدمت نصف غزة، حولت المدينة إلى ركام، وكبدت إسرائيل خسائر فادحة في الأرواح والمعدات في بدايات اقتحامها البري للقطاع.

عالم متعصب حاقد، تقول إسرائيلية على قناة عبرية بلهجة حادة: "لماذا تقتحمون غزة، دمروها بالطائرات، والقوا بأهلها في البحر، البحر مفتوح"، ولا أحد يلتفت من الإعلام الدولي إلى تصريحات امرأة حاقدة كهذه، بينما التفت مراسل "أسوشييتد برس" في حيفا عام 1948 إلى تصريح الشيخ صبري عابدين خلال لقاء أهل حيفا بأعضاء الهيئة العربية العليا، أنه إذا استمر اليهود في الإصرار على الاحتفاظ بفلسطين، فإننا سنلقي بهم في البحر، وأشار بإصبعه في اتجاه البحر، ليخرج المراسل البريطاني، ويرسل إلى صحيفته الخبر: "آلاف العرب قرروا في اجتماع في حيفا، أن يلقوا اليهود في البحر"، والحقيقة أن العرب لم يقرروا ذلك يومها، وإنما هي عبارة خرجت على لسان خطيب لا أكثر.

لا أعرف إذا كان الغرب مستسلم للرواية الإسرائيلية، وهل يتصرف انصياعاً لنفوذ صهيوني إرهابي في الولايات المتحدة وأوروبا على عكس مصالحه، أم أنه يكره الفلسطينيين؟ والإرهاب الإسرائيلي له تاريخ طويل في اضطهاد من يعاديه، أو من ينصف الفلسطيني، منذ اضطهاد وزير خارجية الولايات المتحدة "جيمس فوستر دالاس"، ما دفعه للانتحار في الرابع والعشرين من أيار عام 1959 بسبب معارضته لقرار التقسيم، أو قتل "اللورد مورين" في القاهرة في شارع حسن صبري بعد ظهر يوم السادس من تشرين الثاني 1944، وقتل اللورد السويدي "فولك برنادوت"، رئيس الصليب الأحمر الدولي في القدس يوم السابع عشر من أيلول 1948، وغيرهم كثير.

الأفكار الإسرائيلية لما بعد حرب غزة تنذر بالخطر، وأحد هذه الأفكار إغلاق معابر إسرائيل مع غزة نهائياً، وعزلها بالكامل، والإبقاء على معبر واحد تتنفس منه غزة، وهو معبر رفح، وذلك يعني فصل غزة عن أرض فلسطين، وإلقاء عبئها على الشقيقة مصر، والمراهنة الآن هي في استمرار كفاح أهل غزة لرفضهم مشاريع التهجير، والمراهنة على موقف فلسطيني عربي موحد، يجبر إسرائيل على عدم السير في أي من مشاريع التدويل أو التهجير أو العزل، والعمل على وقف فوري للحرب، وإلا فإن المنطقة كلها سيسودها العنف، وستدفع إسرائيل نصيباً من نتائجه وتداعياته، وما من شك أن الموقفين المصري والأردني متناغمان، ويتصفان بالصلابة للتصدي لمشاريع التهجير أو التدويل أو العزل، ولن يكون بإمكان إسرائيل أن تعود مرة أخرى لتحقيق هدف من أهداف حققتها بالقوة عام 1948 في "الترانسفير" الذي قاده بن غوريون، وأما نتنياهو، فانتهى أمره.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :